مؤتمر ميونخ للأمن.. الإمارات تقدم نموذجا ملهما في قضية "الأمن الغذائي"
بحثت جلسة رئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن سبل تحقيق الأمن الغذائي حول العالم، خاصة في مناطق الصراعات، بمشاركة بارزة من دولة الإمارات.
وشاركت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة بحكومة الإمارات، مساء الجمعة في حلقة نقاشية رئيسية بمؤتمر ميونخ بعنوان "ضرورة تغيير البذور: ضمان الأمن الغذائي".
وشارك في الحلقة النقاشية أيضا لفيف من المسؤولين وممثلي قطاع الأعمال، أبرزهم وزير الزراعة الألماني جيم أوزديمير، وديفيد بيسلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، وسيندي ماكين السفير الممثل الدائم لبعثة الولايات المتحدة لدى وكالات الأمم المتحدة في روما.
كما شارك أيضا فيرنر بومان أحد ممثلي قطاع الأعمال، وضريبة ستيرغومينا وزير الدفاع والخدمة الوطنية في جمهورية تنزانيا المتحدة.
الجلسة أفرزت بعض الحلول والتوصيات القوية في مجال تحقيق الأمن الغذائي ومحاربة الفقر والجوع حول العالم، أبرزها تشجيع الابتكار واستخدام التكنولوجيا في إنتاج الغذاء وتطوير الأنظمة الغذائية، وإشراك القطاع الخاص بشكل أكثر فعالية وتأثيرا في دعم الأمن الغذائي، ودعم الحكم الرشيد، والعمل على وقف الصراعات التي تخلق الأزمات الغذائية، فضلا عن تكثيف التعاون الدولي في مواجهة الجوع والفقر.
رسالة دولة الإمارات ومريم بنت محمد المهيري كانت واضحة وقوية وتستند لخبرة وتجربة إماراتية رائدة في مجال تحقيق الأمن الغذائي.
استراتيجية دولة الإمارات
وتحدثت المهيري عن استراتيجية دولة الإمارات لتحقيق الأمن الغذائي، التي تضمن تشجيع الابتكار واستخدام التكنولوجيا بشكل فعال ومؤثر، مضيفة أن دولة الإمارات تتخذ خطوات كبيرة في مجال تحقيق الأمن الذائي.
كما تحدثت عن ضرورة تكثيف التعاون الدولي ونقل التكنولوجيا في هذا المجال، لافتة إلى تجربة الإمارات في إنتاج الغذاء عبر أفضل استغلال لثلاثية البحر والشمس والرمال، وعبر توظيف التكنولوجيا والابتكار.
مريم بنت محمد المهيري قالت أيضا "يجب أن نعمل معا أكثر.. الشراكات مهمة للغاية".
وتابعت "يجب أن نفكر فيما يجب أن نفعله معا" لتحقيق الأمن الغذائي، ودفع الشراكات إلى الأمام.
مسببات الأزمة
أما وزير الزراعة الألماني فتحدث في البداية عن مسببات أزمات الغذاء والجوع، وقال "نحن لا نعاني نقصا في المعلومات، ولكن نعاني عوار في التنفيذ".
وحدد 3 خطوات ضرورية لمكافحة الجوع وأزمات الغذاء، وهي وقف الصراعات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، ومكافحة الفقر.
وانتقل للحديث عن دور المليارديرات؛ أي القطاع الخاص، وقال "ماذا على أصحاب الملياديرات أن يفعلوا؟، الشعور بالمسؤولية وضرورة التدخل ولعب دور في مكافحة الجوع والفقر"، مضيفا "كما يجب أن يدعم العالم الحكم الرشيد".
أوزديمير كان يعلق على حديث المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة عن دور القطاع الخاص في دعم جهود مكافحة الجوع، والسجال الشهير بين الأخير وإيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا على "تويتر" نهاية العام الماضي، حول ما يمكن أن يفعله القطاع الخاص لدعم جهود برنامج الغذاء.
أزمة التمويل
وفي معرض حديثه عن أزمة التمويل التي تواجه منظمته، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي خلال الجلسة "أريد من القطاع الخاص أن يأخذ زمام المبادرة، والتعاطي مع أزمات الجوع ونقص الغذاء في مناطق متفرقة من العالم".
وأضاف "إذا استطعنا الحصول على دعم القطاع الخاص في مكافحة الجوع ونقص الغذاء، فأنا واثق أننا بإمكاننا فعلها".
كما قال ديفيد بيسلي "إذا لم نتحرك لتحقيق الأمن الغذائي الآن، سنواجه أزمات كبيرة مستقبلا"، مضيفا "يجب أن نكون أكثر ذكاء في انفاق المال وإيجاد حلول قوية في تحقيق مقاربة جديدة في التعاطي مع أزمات الغذاء".
مشكلة سريعة التطور
فيما قالت السفيرة الأمريكية سيندي ماكين "أزمات الغذاء هي مشكلة سريعة التطور"، مضيفة "نحتاج تحرك سريع يتناسب مع سرعة تطور المشكلة".
وتابعت "علينا أن نبقى خياراتنا مفتوحة فيما يتعلق بحل مشاكل المياه والغذاء وحقوق الإنسان بشكل عام".
وأضافت "ننتظر المزيد من القطاع الخاص، فالأمر يتعلق بدعم الناس للناس.. هذا هو الوقت المناسب لدخول القطاع الخاص هذا المجال".
بدوره، قال فيرنر بومان "مسببات أزمات الغذاء هي الصراعات وتغير المناخ، والفقر.. لا بد أن نجد حلولا أفضل لهذه الأزمات".
وتابع "العالم تغير منذ الستينيات، وتزايد عدد سكانه بشكل كبير للغاية، ولا بد من التحرك بسرعة لإيجاد حلول قوية".
وانطلقت أعمال مؤتمر ميونخ للأمن في دورته الـ58، بعد ظهر الجمعة، في مدينة ميونخ جنوبي ألمانيا، بمشاركة دولية واسعة.
وفي تمام الـ13:30 بالتوقيت المحلي، افتتح رئيس مؤتمر ميونخ، فولفغانغ إيشينغر أعمال المؤتمر بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
وتجري وقائع المؤتمر في الفترة بين 18 و20 فبراير/شباط 2022، في مكانه التقليدي، فندق "بايريشرهوف" في ميونخ، وسط إجراءات أمنية واحترازية مشددة.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى 100 وزير وممثل لقطاع الأعمال والجمعيات والمنظمات الدولية.
ويناقش المؤتمر في عدد من الجلسات وورش العمل على مدار 3 أيام، التحديات العالمية مثل تغير المناخ، وجائحة كورونا والأمن السيبراني والإرهاب، وكذلك عدد من الملفات الساخنة مثل الأزمة الأوكرانية، والتطورات في أفغانستان، وقضايا الشرق الأوسط.
ويملك مؤتمر ميونخ أهم مؤتمر أمني في العالم، تاريخا كبيرا يمتد لخمسين عاما، حيث تأسس عام 1963 بواسطة الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ومر بعدة مراحل تحول خلالها من مؤتمر لقضايا الدفاع فقط، ليكون ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين ومنصة اللقاءات الدبلوماسية السرية.