الصابون البلدي في لبنان.. تحف فنية تقاوم الانقراض (صور)
يعتبر الصابون البلدي من الحرف اللبنانية القديمة التي تقاوم الانقراض من خلال مجموعة من الحرفيين الذين يحاولون المحافظة على هذه الصناعة.
ومن أبرز هؤلاء الحرفيين مالكة مؤسسة "صابونا" مايا حسون وزوجها مروان مراد.
في مدينة صيدا جنوبي لبنان، يقع محل "صابونا" الذي يجذب المارة، فقد حوّل الصابون من مفهومه التقليدي القديم كأداة للنظافة إلى فن راق يجمع بين التراث وبين التطور والابتكار، حيث تتنشر القطع في المحل وكأنها تحف فنية، يمكن استخدامها لتزيين المنزل وتقديمها كهدية جميلة.
وبحسب ما قاله مروان لـ"العين الاخبارية" "بدأت مايا في هذا العالم منذ سنة 2000، من خلال التعاون مع جمعيات تابعة للاتحاد الاوروبي، حيث كانت مسؤولة عن برنامج تنمية ريفية، عملت في البلدات لتعليم السيدات على تربية النحل وعصر الزيت وصناعة الصابون وتقطير الزهور وصناعة الصابون التي طورتها حتى أصبح لدينا في عام 2007 ثلاثة فروع في لبنان وفروع عدة خارج البلد".
وأكد مروان: "صابوننا طبيعي 100%، يرتكز على زيت الزيتون الذي يعتبر العنصر الأساسي في صناعته، نضيف إليه زيوتا عطرية ونباتية"، وشرح: "كل زيت له خاصيته وكل صابونة لها خلطتها، منها ما هو لتقشير البشرة، أو لتفتيحها وتنعيمها، وما يميزنا عن غيرنا أننا لا نستخدم المواد الحافظة كونها مواد مسرطنة".
وتابع: "نصنع الصابون يدوياً فلا نعتمد على الآلات، أي أن صابوننا طبيعي ويدويّ، ومن مجموعات الصابون لدى (صابونا) صابون العسل المستلهم من مفهوم العلاج بالعطور، وهو مصنوع من أفضل الزيوت العطرية الطبيعية، خصائصه كثيرة منها المساعدة على التهدئة والشفاء، حيث يدخل في خلطته الورد، الخزاما، خشب الأرز، زنجبيل، زنبق، ياسمين، فل، مسك أبيض وغيرها".
أما مجموعة صابون الأعشاب، فهي عبارة عن "خليط من الزيوت النباتية العطرية والأعشاب الطبيعية لكل منها فوائد وتتنوع بين: تفاح، فريز، زهر الزفير، شاي أخضر، حامض، ياسمين، إكليل الجبل، فانيلا ياسمين، ورد ياسمين، بنفسج، زنبق، جاردينيا وغيرها".
أصبحت صناعة الصابون نوعا من أنواع الفنون التي تواكب التطور، وما يلفت النظر في المحل، صابونة على شكل قالب حلوى، وشرح مروان: "طرحنا هذا الابتكار مؤخراً، ففي عيد الميلاد يمكن تقطيعه وتوزيعه على الحاضرين كذكرى جميلة ذات رائحة عبقة، كما نقوم بتحضير قطع تذكارية للمناسبات المختلفة منها قدوم مولود جديد" مشيراً كذلك إلى صابونة فريدة من نوعها حيث تضم ليفة تسمى صابونة المستعجل أو الكسلان".
قبل الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان، كانت مؤسسة "صابونا" تصدر الصابون إلى الكويت والسعودية وأوروبا، وقال مروان: "نأسف للوضع الذي وصل إليه البلد، ونتمنى أن تمر الأيام الصعبة ويعود عملنا إلى ما كان عليه، فتدني القدرة الشرائية لدى المواطن أدى إلى تراجع البيع".
aXA6IDE4LjIyMC4yMDAuMzMg جزيرة ام اند امز