رمضان 2022 ينعش سوق الحفر على الخشب في لبنان (صور)
داخل محله الصغير في مدينة صيدا جنوب لبنان، يعكف حنظلة الفارس على إعداد لوحات خشبية ينقشها بيديه، استعدادا لاستقبال رمضان 2022.
محله البسيط غني بقطع خشبية حفرها بيديه، هو الذي اضطرته الظروف الاقتصادية، كما قال لـ"العين الاخبارية" إلى أن يبدأ في خوض غمار هذه الحرفة.
وأضاف: "في السابق كنا نشتري القطع من الخارج، وكان السياح يزوروننا ويشترون ما يحلو لهم والأمور كانت ممتازة، لكن بعد أن ارتفع سعر صرف الدولار، أصبح من الصعب علينا استيراد بضاعه من الخارج، من هنا لم يكن أمامي سوى البحث عن باب جديد، اشتريت الخشب وهو من نوع خشب الأرز وبدأت العمل بيدي".
خريطة لبنان وكل ما يرمز لهذا البلد الجميل يعمل حنظلة على صناعته يوضح: "أبدأ بصنفرة قطعة الخشب، ومن ثم وضع مادة تسمى التنر لسد مسامها لتفادي ظهور حشرة السوس"ومن ثم أجهز الرسمة وأحدد الأبعاد والقياسات التي ستُرسم بها لتناسب أبعاد قطعة الخشب، وبعدها أبدأ الحفر ولكل قطعة دلالاتها"، يحفر حنظلة مجسمات خاصة لرمضان وأوان منزلية تعبر عن فرحة اللبنانيين بهذه المناسبة كذلك لمناسبة عيد الأم.
حرفة الحفر على الخشب لا تحتاج كما قال حنظلة "لمكان مخصص وأدوات كثيرة لممارستها، فكل ما يحتاجه الشخص هو قطعة خشب وآلة حادة ليتم بها تشكيل الرسومات والزخارف مع العلم أن نوع الخشب وأداة النحت يؤثران على الشكل النهائي للحفر".
أصبحت القطع التي يصنعها حنظلة تحفاً فنية ينقشها بأشكال وتصاميم مختلفة مستوحاة من محطيه، وأكد "تعتبر مهنة الحفر على الخشب من المهن الشعبية النادرة إذ لم يعد يمارسها سوى قلة من الحرفيين، وتكاد تندثر رغم جمالياتها الفنية".
وفيما إن كانت لا تزال تلقى إقبالاً من قبل اللبنانيين أجاب: "رغم ما يمر على البلد من ضائقة مادية لكن يبقى هناك من يحرص على تزيين دورهم ومكاتبهم ومحالهم التجارية تعبيراً عن الانتماء الوطني والتمسك بالتراث، ويزداد الإقبال على اقتنائها في الأعياد الرسمية والمناسبات التراثية، ويبقى الأمل أن يعود الوضع إلى ما كان عليه ويعود السياح كونهم من أكثر الراغبين باقتناء هذه القطع كهدايا تذكارية".