حنان بارودي.. لبنانية تحول النفايات إلى تحف فنية (صور)
تمكنت اللبنانية حنان بارودي من تحويل النفايات إلى تحف فنية، وصنعت من ورق الصحف وعلب الكرتون والعبوات البلاستيكية أثاثاً منزلياً مميزاً.
تخصصت بارودي في اليابان بصناعة وتنسيق الأزهار من عجينة الخبز أو "الباندو"، لكن لم تتوقع يوماً أن يتوسع نشاطها وتبدأ كما قالت لـ"العين الاخبارية" في استخدام المهملات لصناعة قطع فنية، حتى نالت لقب "سيدة الفن البيئي في لبنان".
وحكت بارودي كيف شاءت الصدفة أثناء مشاركتها في معرض للبورسلين وتنسيق الزهور بالكويت في تسعينيات القرن الماضي أن تخطو خطوتها الأولى في هذا العالم، وقالت: "حين نفدت المواد التي أصنع منها المزهريات لم أجد أمامي سوى العبوات البلاستيكية والتنك التي جمعتها من النفايات، وغطيتها بورق الصحف، ووضعت لمسات فنية عليها، أدهشت كل من شاهدها، وبعد عودتي إلى لبنان طورت خطوتي".
بدأت بارودي تجمع الأكياس البلاستيكية والكرتون وما تيسر من مهملات من على جوانب الطرقات وتحولها إلى تحف فنية، أقامت بها عدة معارض، وعلمت طلاباً وسيدات مهارات تحويل المهملات إلى كل ما يحتاجه البيت من أثاث وتحف جميلة، مضيفة: "علمتهم ضرورة المحافظة على البيئة، وأهمية أشياء كثيرة لا نتوقع قيمتها، وكيفية تحويلها إلى أغراض مدهشة".
واستقطبت مهارة بارودي كما قالت "كل من سنحت له الفرصة لتلقي الدروس أو زيارة معارضي، وبدأ كثيرون لاسيما النساء في السير على ذات الطريق"، وشددت على أن "المهملات ثروةٌ إذا أردنا"، فمنها يمكن صناعة طاولات، ومرايا، وبراويز، إكسسوارات، وتنسيقات زهورية، ولوحات تركيبية، وكونسولات، وسلال، وهدايا وألعاب.
من تدريس الطلاب الراغبين في تعلم هذه المهارة في منزلها انتقلت بارودي إلى شاشات التلفزيون حيث وصل فنها إلى دول العالم، وافتتحت مركزاً أطلقت عليه "ماي هوبي" الذي بات مقصداً للطلاب من لبنان وخارجه، لينتشر بعدها فنها إلى المدارس حيث بدأت تلقي محاضرات وتقوم بتنظيم حلقات عمل، لا بل أصبحت حرفتها مادة تدرس في بعض الجامعات في مدينتها طرابلس، شمال لبنان، كما قامت بارودي بتأليف ثلاثة كتب هي: "الباندو، الباندو 2، بيئتي صنع يدي".
اليوم تحضر بارودي لمعرض في الولايات المتحدة، فقد بدأت في نشر حرفتها في البلد الذي تقيم فيه حيث تلاقي ترحيباً كبيراً من قبل الأمريكيين لجمال منتجاتها وأهميتها بالنسبة للبيئة.