فلسطيني يحرس مهنة "زخرفة الصدف" في لبنان من الاندثار (صور)
يحوّل اللاجئ الفلسطيني المقيم في لبنان، عدنان الصديق، الصدف إلى تحف فنية، تبهر من يراها، كما يساهم في حماية هذه الحرفة من الانقراض.
قبل ثلاثين عاماً بدأ الصديق في سبر أغوار هذا العالم، حيث يقول لـ"العين الاخبارية": "بحكم قرب منزلي بمخيم البرج الشمالي في مدينة صور، جنوب لبنان من البحر، كنت أجمع الصدف، واستهوتني الزخرفة بها لمدة 9 سنوات قبل أن أحترفها وأتخذها مهنة أساسية لي".
ويضيف عدنان: "آلاف القطع صنعتها بيدي، مجسمات بحرية وبرية، وأخرى لمغاور وسفن تجارية، وحيوانات وسلال وأواني وغيرها الكثير". في السابق كان الصديق يجمع الصدف من شواطئ لبنان مع أولاده حين كانوا أطفالاً، واليوم يجمع الأصداف مع أحفاده، لكن مع تلوث الشاطئ والمياه وجد نفسه مضطراً إلى استيرادها من الصين.
ويتابع الصديق: "لم أجد أمامي سوى هذا الخيار لأستمر في عملي الذي لم يعد يكفي لتأمين قوت عائلتي، حيث كنت أعتمد في السابق على المعارض التي أغلقت بسبب جائحة كورونا التي ضربت العالم، وبعدها اضطررت لإغلاق محلي الكائن في صيدا بسبب الأزمة الاقتصادية التي حلّت على لبنان، حيث بات همّ الناس تأمين الطعام لا الكماليات، وخف البيع والشراء، ولم يعد باستطاعتي تكبد تكاليف إيجار المحل".
وحول خطوات عمله المرهق والدقيق، يشير الصديق إلى أنه يرسم في مخيلته المجسم الذي يريد إعداده، ويجهز الصدف والأدوات ويبدأ في رحلة إنجاز تحفته التي تستغرق وقتاً يختلف بحسب حجمها ودقتها، فمنها ما "لا يحتاج لأكثر من ساعة ومنها ما يتطلب عملا شاقا لأسابيع"، موضحا أنه يقوم بنظم الصدف وفق الشكل المطلوب تنفيذه، ولصقه بغراء طبيعي، وملء الفراغات بمعجون حتى يظهر في شكل متناسق".
ولفت الصديق إلى حصوله على عدّة شهادات تقدير من مؤسسات وجهات وجمعيات محلية ودولية، محذرا من اندثار هذه الحرفة التي لا تلقى اهتمام المسؤولين في لبنان.
وأوضح أن حماية المهنة يحتاج "إلى معارض دائمة حتى يتآلف معها الناس أكثر، وإلى وضع اقتصادي جيد لجذب السياح؛ فهم أكثر المتحمسين لهذه القطع حيث يستهويهم التراث الشرقي المزخرف بالصدف البحري" مؤكدا أن "غالبية أصحاب هذه الحرفة تركوها ليعملوا بمهن أخرى توفر لهم دخلاً أعلى".