نصف قرن بالسجن.. قصة الفلسطيني سرحان بشارة قاتل شقيق جون كينيدي
يتحدث الأمريكيون منذ مقتل جون كينيدي، عن لعنة حلّت بهذه العائلة؛ حيث قتل فلسطينيّ شقيق الرئيس الخامس والثلاثين، بعد 5 سنوات من الحادثة.
الفلسطيني سرحان بشارة سرحان، كان على موعد مع تغيير دراماتيكي في حياته، حين أقدم على قتل السيناتور الديمقراطي روبرت إف كينيدي، وهو منتشِ بالنصر بعد نجاحه في انتخابات تمهيدية نحو رئاسة الولايات المتحدة.
في أحد أيام شهر يونيو عام 1968، كان الشاب الفلسطيني في الفندق الذي سيلقي منه السيناتور الطموح خطابا إلى مناصريه، فأطلق 3 رصاصات نحو كينيدي، ليلفظ أنفاسه بعد نحو 24 ساعة في المستشفى.
لكن سرحان، الذي نُقل إلى السجن فور تأكد مقتل سيناتور نيويورك، يصر -وقد بلغ عمره حاليا 73 عاما- أنه لا يتذكر إطلاق النار على الرجل، ويزعم أنه كان يشرب الكحول قبل الحادثة بقليل، غير أن ذلك لم يمنع من إدانته بجريمة قتل من الدرجة الأولى.
وسبق أن ذكرت تقارير إعلامية أن سرحان، كان يقصد قتل كينيدي، بعد أن شعر بالخيانة عندما دعم السيناتور الديمقراطي إسرائيل خلال حرب يونيو/ حزيران 1967.
لاحقا حُكم على بشارة بالإعدام، قبل أن يستفيد من تخفيف الحكم إلى مدى الحياة، عندما حظرت المحكمة العليا في كاليفورنيا لفترة وجيزة عقوبة الإعدام عام 1972.
هل يطلق سراح سرحان بشارة؟
وبعد أكثر من نصف قرن بالسجن، يبدو أن الحظ سيبتسم أخيرا للمسنّ الفلسطيني؛ فقد أوصي مجلس الإفراج المشروط بكاليفورنيا يوم الجمعة بإطلاق سراح النزيل الفلسطيني بعد 53 سجنا، بعدما وافق اثنان من أبناء القتيل على ذلك رغم معارضة 6 آخرين من عائلته.
والآن أمام سرحان 120 يوما، ستكون مختلفة عن أيام السجن الماضية، وخلال 30 يوما منها سيقرر حاكم كاليفورنيا، مصير السجين، الذي سيغادر إلى عوالم الحرية، أو يقضي بقية حياته وراء القضبان.
وبعد تلقيه الخبر السارّ ابتسم سرحان، الذي أصبح شعره أبيض الآن، وشكر مجلس الإدارة وأبدى إعجابه بإعلان القرار، الذي فتح إمكانية إطلاق سراحه.
فسرحان سيحقق نجاحا نادرا، بعد فشل محاولاته الـ16 لنيل الإفراج المشروط، دون أن يحقق تقدما، بسبب معارضة عائلة ضحيته الدائمة.
وفي آخر جلسة استماع للإفراج المشروط له في عام 2016، خلص المفوضون بعد أكثر من ثلاث ساعات من الشهادة المكثفة إلى أن سرحان لم يُبد الندم الكافي ولم يتفهم فداحة جريمته.
ولم تفلح توصية صدرت في عام 2018، طُلب فيها من مجلس الإدارة أن يأخذ في الاعتبار حقيقة أن سرحان عانى من صدمة طفولته من الصراع في الشرق الأوسط، وارتكب الجريمة في سن مبكرة وهو الآن سجين مسنّ.
يذكر أن سرحان بشارة سرحان فلسطيني المولد، ينحدر من أسرة مسيحية، ويحمل الجنسية الأردنية، وكان قد هاجر إلى الولايات المتحدة سنة 1957، وارتكب جريمته، قبل أن يكون مواطنا أمريكيا.
aXA6IDMuMTQ1LjY2LjEwNCA= جزيرة ام اند امز