اغتيال كينيدي.. محاولة جديدة لحل اللغز الأعقد
لا تزال قضية اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون إف كينيدي تلهب خيال الكثير من المؤلفين، الذين حاولوا حل لغز القضية.
وحاول كتاب "بلا فشل: صعود وسقوط الخدمة السرية" لمراسلة صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، كارول دي ليونيج، إلقاء الضوء على الأسباب التي أدلت إلى مقتل كينيدي، وفقا لصحيفة إندبندنت البريطانية.
وذكر الكتاب أن كينيدي طلب في 18نوفمبر/تشرين الثاني 1963، من مسؤول الخدمة السرية فلويد بورينج، أن يستقل عملاء الخدمة سيارة متابعة، بدلاً من الركوب على ألواح خاصة مثبتة إلى جانب سيارته، بحيث "يبدو قريبا من الناس".
وأخبر كينيدي فلويد أن ركوبهم إلى جواره سيعطي انطباعًا خاطئًا للجمهور خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات.
لكن فلويد قال "لو أن هذه السيارة الإضافية كانت على بعد ذراع منه بعد أربعة أيام فقط، لتمكن عملاء الخدمة السرية من إنقاذ حياة الرئيس آنذاك".
وأشار الكتاب، الذي استند إلى الوثائق الرسمية التي أفرج عنها عام 2017، أن كينيدي، كان معروفا بأنه صاحب شخصية مؤثرة ويرغب في التفاعل بشكل مباشر مع الجمهور، وأنه حطم جميع الأرقام القياسية للرحلات الرئاسية خارج البيت الأبيض، مباشرة بعد توليه منصبه في عام 1961.
وتقول ليونيج في كتابها: "رأى عملاء الخدمة السرية في كينيدي رجلاً يغازل الخطر".
وتضيف: "كان كينيدي متهورًا للغاية فيما يتعلق بسلامته الشخصية. وجعلت أفعاله بعض رجال الخدمة غير مرتاحين والقليل منهم غاضبًا جدًا. فقد كانت أصعب مهمة لهم، من الناحية المهنية".
نظرا لرغبة الرئيس في الخروج والتنقل، اضطر العملاء إلى مضاعفة عددهم وأحيانًا التخلي عن النوم ليلاً للمساعدة في تغطية جدول أعماله المزدحم، لكن كينيدي غالبًا ما كان يتخلى عن الحراس عندما يكون ذلك ممكنًا لأنه شعر على ما يبدو أنهم غير مجدين بالنسبة له.
وقال كينيدي ذاته: "إذا كان أي شخص مجنونًا بما يكفي ليريد قتل رئيس الولايات المتحدة، فيمكنه فعل ذلك. كل ما عليه فعله هو أن يكون مستعدًا ليقدم روحه مقابل الرئيس".
واغتيل كينيدي في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963 أثناء مرور موكبه في مدينة دالاس، حيث كان يستقل سيارة مكشوفة برفقة زوجته جاكلين وحاكم ولاية تكساس جون كونالي.
وقد أصيب حاكم تكساس، الذي كان جالساً أمام الرئيس، بجروح.
واعتقل لي هارفي أوزولد في دالاس يوم إطلاق النار، واتهم باغتيال الرئيس، لكنه نفى التهم التي وجهت له مدعيا أنه "مجرد شخص ساذج".
وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني، قُتل أوزولد بالرصاص في قبو قسم شرطة دالاس على يد جاك روبي، وهو صاحب ملهى ليلي محلي.
ويركز الكتاب، الذي يقع في 487 صفحة، بشكل كبير على تحديات وعثرات الوكالة التي وصفها بأنها منتشرة بشكل خطير خلال تنفيذها لمهامها بحماية 11 رئيساً.
كما يروي قصة التاريخ الرئاسي من وجهة نظر الخدمة السرية، بما في ذلك العوامل المختلفة، من الميزانيات الهزيلة إلى الاقتتال السياسي.
ومن أبرز ما كشف عنه الكتاب أيضا على صعيد الإخفاقات، أن رجال الخدمة السرية اضطروا لنقل ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي السابق، إلى مخبأ تحت الأرض أسفل البيت الأبيض خلال وقوع هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، بعدما اكتشفوا أنهم لا يحملون مفاتيح خاصة بمكان آمن مخصص لتلك الظروف.
وأشار الكتاب لفشل أمني آخر وقع بعد ما يقرب من عقد على هذه الحادثة، عندما تمكن رجل مشرد من الاقتراب من جناح السيدة الأولى آنذاك، ميشيل أوباما، في فندق بيفرلي هيلتون، دون أن يمنعه أحد عناصر الخدمة السرية.
وقالت مؤلفة الكاتب إن دونالد ترامب انتقد عملاء الخدمة السرية من ذوي الوزن الزائد، وأقال بعضهم من مناصبهم، وكان يقول: "كيف سيحمونني أنا وعائلتي إذا لم يتمكنوا من الجري في الشارع؟".
aXA6IDMuMTM1LjIyMC4yMTkg
جزيرة ام اند امز