حفلة موسيقية في مرمى "طوفان الأقصى".. القصة كاملة
في الدقائق الأولى من صباح السبت، كان صوت الموسيقى يغلف الأجواء في كيبوتس "أوريم" بغلاف غزة، عندما أمطرت السماء مظليين.. ورصاصا.
إذ تصادفت حفلة موسيقية في "أوريم"، فجر السبت، مع تسلل غير مسبوق لمسلحين فلسطينيين إلى التجمعات الإسرائيلية انطلاقا من قطاع غزة.
وفقا لتقديرات إسرائيلية، نشرت للمرة الأولى الإثنين، فإن 800-1000 من مسلحي حركة "حماس" تسللوا عبر ثغرة في السياج الإسرائيلي الذي يحيط بقطاع غزة.
وعلى الفور، هاجم المسلحون الذين كانوا في سيارات دفع رباعي وسيارات عادية وعلى دراجات نارية ومناطيد، 20 بلدة إسرائيلية و11 قاعدة عسكرية إسرائيلية، وفق الهيئة العامة للبث الإسرائيلي.
في غضون ساعات، كان رصاص الأسلحة النارية التي استخدمها المسلحون أودى بحياة ما لا يقل عن 800 إسرائيلي في مشهد غير مسبوق في تاريخ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وكان كيبوتس "أوريم" واحدة من البلدات التي وصل إليها المسلحون الفلسطينيون، ففر آلاف المحتفلين من موقع الحفلة مذعورين إلى الصحراء والأراضي الفارغة القريبة.
وتظهر مقاطع فيديو المحتفلين، وهم من الرجال والنساء صغار السن، يهيمون على وجوههم في الصحراء وسط صرخات الذعر.
ويقع كيبوتس "أوريم" شمال غرب النقب، على بعد حوالي 9 كيلومترات من مدينة "أوفاكيم"، جنوبي إسرائيل.
البداية والفرار
ويقول المشاركون بالحفل إن طلقات قوية للرصاص بددت الحفل وفرقت المشاركين فيه.
وقال أحد المشاركين بالحفل لموقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي: "تنبهنا إلى الخطر من خلال صافرات الإنذار، تبع ذلك حالة من الفوضى، خاصة مع محاولة المركبات الخروج، ثم بدأ إطلاق النار، وبدأنا في الركض".
العديد من المشاركين بالحفل حاولوا الاختباء في موقع قريب بانتظار وصول وحدات الإنقاذ الإسرائيلية.
وقال المشاركون بالحفل لوسائل الإعلام الإسرائيلية إن الرصاص كان ينطلق من كل مكان، بما في ذلك باتجاه الفارين من مكان الحفل.
وأضاف هؤلاء أن المشاركين كانوا يبحثون عن مأوى من الرصاص تارة، وتارة أخرى من الصواريخ التي كانت تنهال بأعداد كبيرة على جنوبي ووسط إسرائيل.
وتظهر مقاطع الفيديو، التي تابعتها "العين الإخبارية"، الموسيقى المرتفعة وسط الخيام في حين كان وميض الصواريخ ينطلق مع ساعات الفجر من غزة.
ولاحقا، بدأت صافرات الإنذار، ثم شرع الشبان والشابات بالهرب إلى الصحراء.
وقال أحد المشاركين في الحفل لإذاعة الجيش الإسرائيلي في حينه: "سمعنا أصوات العشرات من الصواريخ ومن ثم بدأ صوت الرصاص، تم إطفاء الموسيقى وهرب كل الموجودين في اتجاهات مختلفة".
وقدرت إسرائيل أن حركة "حماس" أطلقت أكثر من 2200 صاروخ كغطاء جوي لتسلل عناصرها غير المسبوق إلى البلدات في جنوبي إسرائيل، والتي يبعد بعضها أكثر من 14 كيلومترا عن الحدود.
وحتى اليوم الإثنين كان القتال لا يزال مستمرا ما بين مسلحين والجيش الإسرائيلي الذي استخدم الدبابات والطائرات المسيرة، في محاولة للسيطرة على المسلحين في مناطق غلاف غزة.
وبعد أن كانت الاشتباكات المسلحة تدور في 22 موقعا على الأقل فإن عددها انخفض إلى 5 اليوم الإثنين، فيما استخدم الجيش الإسرائيلي الدبابات لإغلاق الثغرة في الجدار التي تسلل منها المسلحون.
ويسود الاعتقاد بأن الغالبية العظمى من 800 إسرائيلي، بينهم 100 جندي وشرطي على الأقل، قد قتلوا في البلدات الإسرائيلية عندما اقتحم المسلحون المنازل والشوارع.
aXA6IDE4LjE4OS4xNzAuMjI3IA== جزيرة ام اند امز