برنامج "إقامة موسيقي".. تعاون إبداعي بين المملكة المتحدة والإمارات
برنامج "إقامة موسيقي" يزيح الستار عن فعالياته المقامة ضمن إطار برنامج عام التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة والإمارات.
أزاح برنامج "إقامة موسيقي" الستار عن فعالياته المقامة ضمن إطار برنامج عام التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة.
وبرنامج "إقامة موسيقي" يتم تحت رعاية المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة "بي آر إس" للموسيقى ومركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، بعد ثمانية أشهر من التعاون والتجارب الفنية المثمرة.
وقد شهد برنامج "إقامة موسيقي" جولة فنية لضابط الإيقاع والموسيقار "ساراثي كوروار" في دولة الإمارات، حيث قدّم خلالها عروضاً موسيقيةً أمام جمهور عالمي جديد، كما تعاون وتبادل الأفكار مع الفنانين الموسيقيين المحليين.
ترعرع الفنان الموسيقي ساراثي كوروار، المولود في الولايات المتحدة، في الولاية الهندية أحمد آباد، وبدأ العزف على الطبلة منذ أن كان في العاشرة من عمره، وكان منجذباً نحو الموسيقى الغربية التي كان يواظب على سماعها عبر الأثير، وبعد حصوله على درجة الماجستير في الموسيقى في الأداء من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) في لندن، حاز ساراثي عام 2015 على جائزة ستيف ريد للابتكار وأطلق ألبومه الأول، الذي كان مزيجاً بين الموسيقى الفلكلورية للمجتمع الشيدي في الهند (موسيقى تجمع بين المؤثرات الشرق إفريقية والصوفية والهندية) والجاز والموسيقى الإلكترونية.
وقد تم اختيار ساراثي للمشاركة في برنامج "إقامة موسيقي" من بين مجموعة قوية من الموسيقيين الذين تم ترشيحهم من قبل خبراء مستقلين، حيث قام بجولات أثناء إقامته بدولة الإمارات على مدار العام 2017 في كل من دبي وأبوظبي والشارقة كجزء من البرنامج.
وقد أتاح برنامج "إقامة موسيقي" أمام ساراثي الفرصة للتعاون مع العديد من المؤسسات الفنية، شملت "ذا فريج"، وهي شركة موسيقية مستقلة، ومركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، كما شهد البرنامج مشاركة ساراثي في جلسات تدريب وتسجيل وعزف تمكّن من خلالها التعاون مع الفنانين الموسيقيين المحليين، الذين قدموا له نظرة شاملة عن المشهد الموسيقي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن بين أبرز محطات جولة إقامة ساراثي في الإمارات الالتقاء بفرق موسيقية شملت "فريشلي غراوند ساوند" و"دبي جاز فستيفال فرينج" بالإضافة إلى المشاركة في جلسات تعاونية مع عدد من الفنانين الموسيقيين من أجيال مختلفة، بمن فيهم كريم سلطان وشيرين تهامي وكرومويل وكمال مسلم، وكيد كوالا وحبيبي فنك ومريم عصاري والإيراني فرهودين جعفري.
وشملت عروض الأداء التي قدمها ساراثي في الإمارات حفلاً موسيقياً بدبي في "ذا فريج" إلى جانب المشاركة في أمسية "القصائد المفتوحة" ومهرجان حكاية في إطار الاحتفال باليوم الوطني لدولة الإمارات في جامعة نيويورك أبوظبي، إلى جانب عرض مع عازفي العود الإماراتي من "بيت العود". وقام ساراثي، خلال فترة إقامته بدولة الإمارات، بتأليف وتسجيل العديد من المقطوعات الموسيقية مستفيداً من لقاءاته وتعاونه مع العديد من الفنانين المحليين.
وبهذه المناسبة، قالت هانا هندرسون، مدير برنامج "UK/UAE 2017" في المجلس الثقافي البريطاني: "تُعد الموسيقى شكلاً من أشكال الفن الذي يتجاوز حدود اللغات ويربط بين الشعوب عبر مختلف الثقافات، ويمثل برنامج "إقامة موسيقي" ركناً أساسياً ضمن التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، مضيفاً "ونحن سعداء بالتعاون مع مجموعة من الشركاء البارزين بهدف إتاحة الفرصة أمام الموسيقار الموهوب ساراثي للإقامة في دبي، الذي اغتنم كل فرصة متاحة على مدار السنة لاستكشاف وتعزيز التعاون مع الثقافات الجديدة، وبفضل تعاونه وتجاربه المشتركة مع الموسيقيين المحليين، أثرى ساراثي ممارساته الموسيقية والتي سعدت بها الجماهير، بما عزز روابط التعاون الإبداعي والثقافي المتنامي بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة".
ومن جانبه، علّق ساراثي كوروار قائلاً: "شكّل اطلاعي ومشاركتي في المشهد الموسيقي والثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأشهر الثمانية الماضية تجربة معرفية غنية بالنسبة لي. وإنه لمن الممتع أن أبقى في البلاد خلال هذه الفترة الحافلة ومشاهدة ازدهار القطاع الموسيقي فيها، بدءاً من تطور مواهب الموسيقيين الناشئين ومروراً بمرحلة التسجيل في الاستديوهات الموسيقية، ووصولاً إلى متاجر التسجيلات الموسيقية، حيث نلاحظ وجود إقبال شديد على الإبداع الفني وهو ما يشكل بحد ذاته أجواءً ملهمة للغاية.
وذكر "لمستُ الكثير من أوجه التشابه في الأسلوب بين الفنانين المحليين ممن يمزجون بين الأنماط المعاصرة والموسيقى التقليدية العريقة، وهو الأسلوب الفني الذي لطالما انجذبت إليه، وقد أصبحت أنشطة التعاون الفني التي شاركت فيها بمثابة علاقات راسخة بالنسبة لي، ولا شك أني سأحافظ عليها بعد انتهاء فترة إقامتي في المركز".
وبدوره، قال بيل براغين، المخرج الفني التنفيذي لمركز الفنون في جامعة نيويورك بأبوظبي: "كان الفنان ساراثي كوروار قد سجّل حضوراً مميزاً في جامعة نيويورك أبوظبي، والمجتمع الفني الإماراتي عموماً، حيث نجح بتقديم أنماط موسيقية تمتاز بطابع المغامرة والشمولية التي تعكس رسالة "مركز الفنون" وجامعة نيويورك أبوظبي على أكمل وجه، وبشكل يماثل أسلوبه الموسيقي الذي يمتاز بالأنماط والأساليب المتنوعة، فقد شمل تعاونه مع مهرجان "حكاية" مجموعة واسعة من الفنانين المبدعين، بما في ذلك الطلاب الشغوفون بالموسيقى الإلكترونية، وأعضاء هيئة التدريس في جامعة نيويورك أبوظبي، وعازفو آلة العود المصريون، ومغني الفلكلور الغوجاراتي، وشعراء اللهجة السودانية، وعازفو آلة الساكسفون الإماراتيون وغيرهم ممن يعكسون الطابع الحضاري المتنوع لأبوظبي، والتي أتاحت بدورها لعدد كبير من الفنانين فرصة المشاركة في الكثير من أنشطة التعاون الفني المهمة، في الوقت الذي يعد فيه التواصل بين الموسيقيين المستقلين أمراً صعباً في بعض الأحيان. وقد أبدى كوروار انفتاحاً كبيراً ورغبة قوية باغتنام الفرص الفنية المتاحة وبناء علاقات جديدة ومثمرة في هذا الإطار".
ومن جانبها، قالت فانيسا ريد، الرئيس التنفيذي لـ مؤسسة "بي آر إس": "تهانينا للفنان الموسيقى ساراثي كوروار، وكل من شارك في هذا البرنامج الفريد الذي لاقى ترحيباً واسعاً بين أوساط الأجيال المختلفة من الموسيقيين والمجتمعات الفنية في دولة الإمارات، ولا تفوتني هذه الفرصة دون أن أشيد بمساهمة مكتب المجلس الثقافي البريطاني بدولة الإمارات في توفير الدعم الأساسي لتنظيم هذا البرنامج، وأنني أتطلع إلى رؤية ثمار هذا التعاون الفني الدولي وتأثيره على ممارسات المشاركين خلال المرحلة القادمة من مسيرتهم الفنية".
ويعد عام "UK/UAE 2017"، الذي ينظّمه المجلس الثقافي البريطاني تحت رعاية كريمة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية؛ والملكي أمير ويلز، برنامجاً متميّزاً للتبادل الثقافي بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ويهدف برنامج UK/UAE 2017 إلى الاحتفاء بالعلاقة طويلة الأمد التي تجمع بين البلدين وتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية الممتدة بينهما، ويحظى البرنامج بدعم من نخبة من الشركاء الاستراتيجيين وهم وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بأبوظبي وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وهيئة دبي للثقافة والفنون والسفارة البريطانية في الإمارات.
ويأتي برنامج UK/UAE 2017، الذي يحظى بدعم حملة بريطانيا العظمى، مليئا بالفعاليات والأحداث التي تستكشف مواضيع المجتمع والشمولية والجيل القادم، وذلك تماشياً مع رؤية الإمارات 2021. وتحت مظلة هذا البرنامج، سيتعاون المجلس الثقافي البريطاني مع مجموعة عريضة من نحو 100 شريك بريطاني وإماراتي، بما يعزز العلاقات القائمة ويفتح قنوات تعاون جديدة، كما ستتعاون أبرز المؤسسات البريطانية والممارسون المبدعون مع نظرائهم بدولة الإمارات بهدف تسليط الضوء على مواهب البلدين وإتاحة الفرصة لهم للتفاعل والتواصل مع الجمهور بمختلف شرائحه.
ومن خلال استكشاف الطرق التي يعتمدها التراث الثقافي والتعبير الإبداعي المعاصر للابتكار بين البلدين، من المتوقع أن يسهم البرنامج في تعزيز ثقافة الابتكار عبر مجالات عديدة، إلى جانب تطوير ورسم ملامح مجتمعات الغد؛ بما سيحفّز ويلهم الحيل القادم ويستكشف الفرص المتاحة للتعاون المستقبلي.
aXA6IDMuMTQxLjIxLjE5OSA= جزيرة ام اند امز