بالصور.. أستاذ الفلسفة اللبناني يقود جيشا من الأوتار الخشبية
لأكثر من ٤٠ عاما ظل اللبناني نزيه الغضبان يصعد السلم الموسيقى درجة بدرجة مؤسساً جيشاً من أوتار العود يربو على ١٤٠٠ آلة موسيقية.
وجميعها متفرعة عن العود الذي يعرف بأنه ملك وسلطان العزف.، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.
والغضبان ابن بلدة رأس بعلبك الواقعة شرق لبنان على الحدود مع سوريا هو صانع وعازف لآلة العود منذ عام 1976.
ويقدم آلاته مزهوا ويقول إنه يعرف كل قطعة منها "بأحاسيسها وتوزيع نغماتها".
ويحتفظ الغضبان لكل عود بملف خاص يتضمن ملاحظات حول المواد التي صنع منها وشهادة منشأ لأوتاره.
وفي مملكته الخشبية ذات النغمات الأصيلة يقول الغضبان لتلفزيون رويترز "تقريبا صاروا بحدود 1400 آلة، والمهم إني أعرفهم كلهم، ولكل عود له (ملف) عندي محتفظ فيه، مدون ملاحظاتي عليه، إن كان ملاحظاتي لناحية المواد المصنوع منها أو لناحية صوت العود".
ويجلس الغضبان خلف صورة تظهره عازفا على العود مع المطرب الراحل وديع الصافي ويستذكر رحلته مع هذه الآلة التي أصبحت جزءاً من حياته قائلاً "العود هو رفيق حياتي، رفيق دربي، بستعمله بكل الظروف، بكل المشاعر والأحاسيس إللي بمر فيها، بالفرح بالحزن، بكل الأوقات، عطول معي العود."
ومحاطاً بتشكيلات متنوعة من الأعواد يشرح غضبان أسرار إمارته الفنية "أغلب الأعواد مصنوعة يدوياً، ما في معامل، في ورش، وبهالورش بيجمعوا آلة العود، يعني، في واحد بيشتغل الزند والبنجق، واحد بيشتغل الطاسة، واحد بيشتغل الصدر وفي واحد بيجمعن. أنا بشوف إذا الشخص المعلم هو نفسه اشتغل كل هالمراحل، بيطلع العود عنده شخصية، له شخصية، له كيان شخصي" .
وقد أمضى الغضبان الجزء الأكبر من حياته في صناعة آلات العود يدويا ويرى نفسه مستمرا في القيام بذلك كواحد من مالكي مواردها وخصائصها الصوتية.
وأستاذ الفلسفة المتقاعد يفلسف أيضاً حرفة صناعة العود ويمضي بعد تقاعده معظم وقته في ورشته مباشرة أسفل منزله مرددا أن صناعة العود الأفضل تصبح أكثر دقة إذا قام بها شخص واحد من الألف إلى الياء ويقول "هذا يمنح شخصية أكتر للعود أفضل من أن تنشغل بمشاغل شخص يجمع البنجك وشخص يجمع الصدر، فاذا جمعهما شخص واحد يصبح لدينا عود بنغمات خاصة مميزة".
ولهذا الغرض فإن الغضبان يعمل على تطبيق التفاصيل وصولاً إلى حف العود أي تهذيبه وإكسابه ملمسا ناعما واختيار نوعية الخشب.
والغضبان الذي درس الموسيقى في المعهد الموسيقي الوطني في بيروت شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية لهذه الحرفة، بما في ذلك في بيروت والدوحة وشنغهاي وفرانكفورت.