حفيد محرم فؤاد.. بلجيكي يمزج بين موسيقى الشرق والغرب
التناغم بين الشرقي والغربي لا يظهر فقط في أعمال "تامينو "، ولكن في تصريحاته أيضا، وعنوان ألبومه الأول الذي اختار له اسم" أمير".
يعرفه مجتمع الفن والموسيقى باسمه الأجنبي، بينما ينادونه داخل المنزل باسمه العربي، إنه حفيد المطرب المصري الراحل محرم فؤاد، والذي أعطته أمه البلجيكية اسم "تامينو"، واختارت له مع والده اسما "عربيا" هو أمير.
هذه الأزدواجية التي ربما تصيب الكثيرين بالارتباك، كانت سببا في نجاح "تامينو"، والذي مزج في ألبومه الأول الذي صدر مؤخرا بين الشرقي والغربي، فتعاون فيه مع أوركسترا "نغم ذكريات" الشرقية وأيضاً مع الموسيقي الإنجليزي كولين غريينوود من فرقة "راديوهيد".
وتستطيع أن تشعر بحالة من التناغم بين الشرقي والغربي يعيشها الموسيقي الشاب ابن الـ 22 عاما، ويظهر ذلك ليس فقط في أعماله، ولكن في تصريحاته أيضا، فرغم أن تامينو، الذي أمضى طفولته ما بين مصر وبلجيكا لا يتحدث العربية، إلا أنه اختار عنوانا لألبومه الأول اسمه العربي " أمير".
ولأنه معروف في أوروبا باسم " تامينو"، بينما اسم "أمير" هو خاص به، كما أعلن قبل ذلك في تصريحات صحفية، كان السؤال الذي واجهه كثيرا بعد إطلاق الألبوم في أكتوبر الماضي: " لماذا أسميت الألبوم "أمير"؟. ليكشف لموقع " VICE عربية " عن السبب قائلا :" أسميته بهذا الاسم، لأن اللغة العربية تعني لي الكثير، وكان على اسم الألبوم أن يعني لي الكثير أيضاً".
وتابع في تفسير فلسفي يتماشى مع طبيعة أغانية: " كما أن (أمير) باللغة العربية تعني الأمير الذي لم يختر أن يكون أميراً، فأنا أشعر بذات الشيء تجاه الموسيقى، فأنا لم أختر أن أكون موسيقياً، ولم يكن لدي خيار آخر".
ونشأ تامينو في أسرة موسيقية، فجده محرم فؤاد ورث حب الموسيقى لابنه طارق، الذي عمل في مجال الغناء لفترة من الزمن، ومن بعدها ورث طارق الأمر ذاته لابنه.
ويقول تامينو: "ربما كان للجينات تأثير جزئي في اتجاهي إلى الفن، فذلك تفسير منطقي جدا بالطبع، ولكن ما أعرفة أنني لم أقل يوما (أود أن أصبح مثل جدي)، الأمر حصل وحسب، علمت أن علي أن أغني وحسب، وذلك شيء حصل بشكل طبيعي".
وكما أن حب الموسيقى تسلل إلى نفسه دون تخطيط من عائلته، فإن الألحان الشرقية تسللت إلى ألبومه الأول دون تخطيط أيضا، ولم يجد تفسيرا لذلك في حواراته سوى قوله : " لم أختر هذا الأمر، حصل وحسب".
ويحكي في حواراته كيف تسللت تلك الألحان إلى ألبومة، مرجعا الفضل في ذلك إلى تعاونه مع فرقة "نغم ذكريات" المكونة من لاجئين سوريين وعراقيين، حيث طلبوا منه غناء بعض أغاني جده، ولكنه لم يود القيام بذلك لأنه لا يتحدث اللغة العربية، ويريد أن يفهم ما يغنيه، لكنه طلب من الفرقة العزف على أغاني ألبومه وكانوا سعيدين جداً للقيام بذلك وهو أيضا.
وأعطت الفرقة لأغانيه مذاقا خاصا عبر عن سعادته به في حوار أجرته معه شبكة "بي بي سي"، ونشر في 4 ديسمبر الجاري.
ويقول تامينو إن "ألحان الأغاني تكون معدة مسبقاً وتتبع الفرقة هذه الألحان، ولكنهم يتميزون عن الموسيقيين الغربيين بالارتجال ما بين مقاطع اللحن، فيضيفون إحساسهم للحن، الذي يتغير كل مرة، وبالتالي تتغير الأغنية في كل مرة تعزف فيها، وهذا أمر يثير إعجابي وأرغب في عمله".
ويضيف: "الموسيقى الخاصة بي تستمد زخمها من بحثي الخاص عن المعاني والجمال، بينما هناك الكثير من الحزن في الموسيقى العربية، وهذا المزج يفضي في النهاية إلى نتاج سحري أحبه كثيرا".
وكما كان هذا المزج غير مقصود، كانت صورة غلاف ألبومه غير مقصودة أيضا، والتقطها له شقيقه رامي في جزيرة دهب بمصر.
و شقيق رامي هو مخرج أغانيه المصورة وجلسات التصوير الخاصة به، ويقول عن تلك الصورة "ذهبنا في الصباح الباكر للحاق شروق الشمس.. قمنا بالتقاط العديد من الصور، ولكن صورة الغلاف كانت عفوية، لم أتخذ أي وضعية.. كانت ضربة حظ من بين الصور الباقية".