أكبر ملتقى للإنتاج السينمائي يبحث أزمة نتفليكس وجنون الأفلام الموسيقية
الملتقى الأهم والأكبر من نوعه بين ملاك دور العرض وشركات الإنتاج السينمائي شهد أحداثا مهمة هذا العام منها إعلان شركة سوني عدم مشاركتها.
أُسدِل الستار على فعاليات مؤتمر "سينما كون" بعد 4 أيام حاول فيها مندوبو كبرى شركات الإنتاج السينمائي طمأنة ملاك دور العرض بشأن مستقبل السينما، رغم اضطراب الصناعة في الوقت الحالي.
وشهد الملتقى الأهم والأكبر من نوعه بين ملاك دور العرض وشركات الإنتاج، هذا العام، أحداثاً مهمة منها إعلان شركة سوني عدم مشاركتها، وبالتالي لم يتسن لملاك دور العرض مشاهدة اثنين من أكبر أفلام العام، وهما: Once Upon a Time in Hollywood (في أحد الأيام في هوليوود) وSpider-Man: Far From Home (سبايدرمان: بعيد عن الوطن).
في الوقت ذاته سيطرت شركة ديزني على الاهتمام بعد صفقتها الضخمة بشراء شركة فوكس نظير 71 مليار دولار.
واستعرض موقع "ذا هوليوود ريبوتر" الأمريكي 5 محاور تناولها المؤتمر الذي استضافته مدينة لاس فيجاس الأمريكية:
1. أزمة نتفليكس
اشتعل الخلاف لسنوات طويلة بين نتفليكس وملاك دور العرض، الذين يرون فيها منافسًا قويًا قادراً على سحب البساط من قاعات السينما، كونها تقدم الخدمة نفسها للجمهور في منازلهم.
ولم يشكل مؤتمر هذا العام أي فارق في الأزمة، ولم يصل أطرافها إلى محور مشترك للتفاهم، بالعكس بدر من بعض الممثلين تصريحات مسيئة تجاه شبكة نتفليكس، وعلى رأسهم الممثلة البريطانية المخضرمة هيلين ميرين، التي سبّت نتفليكس رغم حبها لها.
وقالت الفنانة البريطانية إنَّ تجربة مشاهدة فيلم في السينما لا غنى عنها ولا تقارن بمشاهدته في المنزل إطلاقًا.
وستظل الأزمة محل جدال إلى أن يحين موعد عرض الفيلم المنتظر بشدة The Irishman الذي تنتجه نتفليكس، ويخرجه مارتن سكورسيزي، وفي حالة إصدار شبكة البث الإلكتروني الأضخم في العالم الفيلم بدور العرض قبل بثه إلكترونيًا للمشتركين في خدماتها بفترة طويلة، سوف تكسب جولة في احترام ملاك دور العرض لها.
2. جنون الأفلام الموسيقية
شهدت السنوات الأخيرة نجاحًا كبيرًا للأفلام الموسيقية سواء نقديًا أو جماهيريًا، والدليل نجاح فيلم Bohemian Rhapsody (الملحمة البوهيمية) المبني على قصة صعود فريق "كوين"، في الفوز بأكثر من جائزة أوسكار، وحصد أكثر من 900 مليون دولار عالميًا.
ويستمر جنون الأفلام الموسيقية هذا العام؛ إذ تسنى لملاك دور العرض مشاهدة أكثر من فيلم موسيقي للحكم على أيها أقرب للنجاح، ومن ثم شراء حقوق عرضه في قاعاتها.
ويرجح ملاك دور العرض أن الأقرب للنجاح هذا العام هو فيلم Rocketman (الرجل الصاروخي) وهو من بطولة تارون إيجرتون، وتدور أحداثه حول قصة صعود المغني البريطاني الشهير إلتون جون.
يصدر هذا العام أيضًا عدة أفلام موسيقية جيدة، من بينها: Yesterday (أمس)، والذي تدور أحداثه حول آخر شخص في العالم يتذكر أغاني فريق الروك الإنجليزي "البيتلز"، والذي يقرر استغلال وباء فقدان بقية البشر الذاكرة، كي يغني أغاني البيتلز، ويحقق شهرة واسعة!
3. صفقة شراء فوكس
أثارت صفقة شراء شركة ديزني للإنتاج السينمائي شركة فوكس بمبلغ 71 مليار دولار ضجة كبيرة حول العالم، كونها أول صفقة من نوعها بين شركتين بهذا الحجم، الأمر الذي أثار قلق صناع السينما حول مصير أعمال فوكس المستقبلية.
وفي مؤتمر سينما كون، ظهرت رئيسة مجلس إدارة شركة ديزني، آلان هورن، لتطمئن الجمهور وملاك دور العرض، بشأن مستقبل أعمال فوكس، وعبرت عن سعادتها بالتعاون بين الشركتين، ورغم ذلك ظلت غالبية الأسئلة المهمة دون إجابة.
ومن أهم هذه الأسئلة، هل ستتغير مواعيد عرض الأفلام التي نفذتها شركة فوكس بالفعل، وما عدد إصدارات شركة ديزني في العام الواحد، وأخيرًا وليس آخرًا، هل سيرى الجمهور تعاونًا قريبًا بين الأبطال الخارقين لشركتي فوكس وديزني.
كل هذه الأسئلة تُركت دون إجابة، لكن المؤكد أن شركة ديزني ستحظى بعام مثالي؛ إذ يصدر لها هذا العام عدة أفلام قوية على رأسها فيلمي: Avengers: End Game (أفنجرز: نهاية اللعبة)، وThe Lion King (الأسد الملك).
4. استراتيجية شركات الإنتاج الأخرى
سيطرة شركة ديزني على سوق السينما دفعت شركات الإنتاج الأخرى إلى التفكير خارج الصندوق؛ إذ تبنوا استراتيجية جديدة قائمة على التنوع؛ فمثلاً شركة "يونيفرسال" سيصدر لها هذا العام فيلم الأكشن Hobbs & Shaw (هوبز أند شو) المأخوذ عن سلسلة "فاست أند فيوريس"، وفيلم الدراما المأخوذ عن مسلسل حمل الاسم نفسه Downton Abbey، إضافة إلى عدة أفلام رعب.
أما شركة "وارنر براذرز" الأمريكية، فركزت على عامل الجودة؛ إذ اختارت أفلام قادرة على تحفيز الجمهور لترك أرائكهم الوثيرة ومغادرة المنزل من أجل مشاهدة أفلامها في السينما، وفي سبيل ذلك يصدر لها هذا العام، فيلمي: Joker (جوكر) للممثل خواكين فينيكس، واحد من أكثر أعمال هذا العام ترقبًا، وIt: Chapter Two، الجزء الثاني من أعلى أفلام الرعب إيرادات في الـ10 سنوات الأخيرة (إت).
5. تطوير خاصية 3D
شهدت إيرادات الأفلام المعتمدة على خاصية 3D تراجعًا حادًا بقيمة 800 مليون دولار عام 2018 عن العام الذي سبقه، وهو ما يمثل أسوأ إيرادات منذ عام 2007.
هذا العام في مؤتمر سينما كون، لم يتم تقديم أي فيلم بهذه الخاصية سوى فيلم Gemini Man (الرجل الجوزاء) للمثل ويل سميث والمخرج الفائز بالأوسكار أنج لي.
يرى المخرج التايواني أنج لي أن هبوط الإيرادات لا يعني الاستغناء عن هذه الخدمة بل العمل على تطويرها والتحسين من جودة الصورة المستخدمة فيها ويوافقه الرأي المخرج جيمس كاميرون.
كلا المخرجين سيعملان خلال الفترة المقبلة على تطوير خدمة 3D من أجل الاستعانة بها في عروضهما المقبلة، خصوصاً أن "كاميرون" ينتظر عرض جزء جديد من فيلم Avatar (أفاتار) في عام 2020، بينما يعرض فيلم "الرجل الجوزاء" في أكتوبر/تشرين الأول.