الانخراط في السياسة.. ماذا يريد إيلون ماسك؟
قبل أيام، تعهد إيلون ماسك بالتبرع بمليون دولار يوميًا للناخبين في الولايات المتأرجحة الذين يوقعون على عريضة لدعم تعديلات دستورية.
وبالفعل قدم الملياردير الأمريكي وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك الشيك الأول في تجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة السبت الماضي وفي اليوم التالي قدم الشيك الثاني قائلا إنه سيستمر حتى يوم الانتخابات في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وهو ما يراه الخبراء حيلة غير قانونية.
وبعد تأييده للرئيس السابق والمرشح الجمهوري لسباق البيت الأبيض دونالد ترامب في يوليو/تموز الماضي، أسس ماسك لجنة دعم سياسي ومولها بمبلغ 75 مليون دولار وخلال الأسابيع الماضية، ظهر شخصيا أكثر من مرة في التجمعات الانتخابية لترامب خاصة في بنسلفانيا.
ووفقا لتحليل بصحيفة "الغارديان" البريطانية فإن السؤال الآن أصبح: ما الهدف الذي انخرط لأجله ماسك في السياسة؟ وهل الدافع الرئيسي وراء هذا الإنفاق الضخم هو إلغاء القيود التنظيمية وخفض الإدارات الحكومية؟.
وقال التحليل الذي طالعته "العين الإخبارية" إن تحركات ماسك تزامنت مع عدد من تصريحاته المؤيدة لإلغاء القيود التنظيمية، فضلاً عن دعوته إلى إجراء تدقيق كامل للحكومة الفيدرالية.
ووجدت الدعوة قبولاً لدى ترامب، الذي أعلن أنه سيطلق لجنة كفاءة حكومية بقيادة ماسك ستقوم بمراجعة الوكالات الفيدرالية بحثًا عن الأماكن التي يمكن تخفيضها ويريد ماسك تسمية هذه اللجنة بوزارة كفاءة الحكومة.
ورغم غموض الخطة واصدطامها بمفهوم تضارب المصالح من خلال قيام ماسك بمراجعة الهيئات التنظيمية التي تشرف على شركاته، إلا أن ترامب قد طرح هو وماسك أكثر من مرة فكرة تولي الملياردير الأمريكي دورًا ما في الإدارة الثانية المحتملة للرئيس السابق.
وفي مقابلة على قناة "فوكس نيوز" قبل أيام، قال ترامب إنه سينشئ منصبًا جديدًا يسمى "وزير خفض التكاليف" سيتولاه ماسك، مضيفا "إنه يموت من أجل القيام بذلك".
لكن معركة ماسك من أجل عدد أقل من الوكالات الحكومية لا تقتصر على الولايات المتحدة ففي بعض الأحيان، تضعه معاركه مع "الهيئات التنظيمية" في مواجهة مليارديرات آخرين.
وفي الهند، حارب ماسك الحكومة بشأن توزيع النطاق العريض عبر الأقمار الصناعية وخرج منتصراً على موكيش أمباني أغنى رجل في آسيا والذي كان يسعى إلى شروط أكثر ملاءمة لإمبراطورية الاتصالات الخاصة به.
وعندما كانت المملكة المتحدة في خضم أعمال شغب عنصرية عنيفة بعد شهر من الانتخابات العامة، كتب ماسك عبر منصة "إكس" التي يملكها قائلاً: "الحرب الأهلية حتمية"، ونشر رسمًا كاريكاتوريًا يظهر شخصية على كرسي كهربائي، مدعيًا أن هذا سيكون عقاب الحكومة لحرية التعبير في المملكة المتحدة بحلول 2030.
كما وجه ماسك انتقادات مماثلة لحكومة ولاية كاليفورنيا وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وبسبب معركته من أجل تحرير القيود التنظيمية فإن ترامب يقف بانتظام في مواجهة القضاء في أي بلد يعمل فيه.
والشهر الماضي، منعت البرازيل الوصول إلى منصة "إكس| بسبب فشلها في الامتثال لأوامر القضاء ثم فرضت غرامة على "ستارلينك" وهي شركة تابعة لشركة "سبيس إكس" التي يملكها ماسك وذلك بسبب التجاوزات وفي النهاية استسلم ماسك للأوامر.
ومؤخرا، اتخذ بعض المنظمين مسارًا جديدًا فبدأوا في معاقبة شركة تابعة لماسك على ما تفعله شركة أخرى أو ما يفعله الرجل نفسه.
والأسبوع الماضي، استعانت الهيئات التنظيمية الأوروبية بما فعلته البرازيل، فأبلغت المحامين في شركة "إكس" أن الاتحاد الأوروبي قد يفرض غرامات على شركة التواصل الاجتماعي لفشلها في الامتثال لقانون الخدمات الرقمية.
واقترحت الهيئات التنظيمية حساب ضريبة ليس فقط على أساس إيرادات منصة إكس، بل على أساس إجمالي إيرادات أعمال ماسك.