ترامب يتلقى ضربة بـ«نيران صديقة».. «زميلة قديمة» تقفز بمركب هاريس
"يمكن للنساء الجمهوريات التصويت لصالح كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني، ولا يحتجن إلى إخبار أحد بذلك".
كانت هذه هي الخلاصة الأكثر لفتًا للانتباه من جولة ليز تشيني مع المرشحة الديمقراطية في ولاية ويسكونسن يوم الإثنين، حيث قامت المحافظة المتشددة والنائبة السابقة في الكونغرس بتدشين حملة للتمكين الشخصي للنساء الجمهوريات والمستقلات في الضواحي لتجاهل دونالد ترامب ودعم المرشحة الديمقراطية.
وحذرت الأم لخمسة أطفال، التي كانت من أشد المناهضين للإجهاض، من أن هاريس وحدها هي التي تملك التعاطف للتعامل مع هذه القضية.
أوضحت تشيني مرارًا وتكرارًا أنها لا تزال تعارض الإجهاض، لكنها قالت في مقاطعة ووكيشا، وهي مقاطعة متأرجحة خارج ميلووكي، "لقد كنت منزعجة للغاية، مما شاهدته يحدث في العديد من الولايات".
وأضافت: "لقد شعرت بالانزعاج على بعض النساء اللاتي توفين في بعض الحالات، واللاتي لا يستطعن الحصول على العلاج الطبي الذي يحتجنه لأن مقدمي الخدمات قلقون من المسؤولية الجنائية".
وأضافت: "نحن نواجه اليوم وضعًا أعتقد أنه لا يمكن الدفاع عنه".
كانت تشيني تتحدث في ثالث فعالية لها أمس مع هاريس، والتي شملت محطات سابقة في بنسلفانيا وميشيغان وغالبًا ما كانت تتحدث فيها عن قضايا أكبر ضد المرشح الجمهوري مما قامت به نائبة الرئيس نفسها.
حراك ضد ترامب
وفي وقت سابق، في إحدى ضواحي ديترويت، أشارت تشيني إلى أن بعض الجمهوريين يخشون من الأعمال الانتقامية، وحتى العنف، إذا ما خرجوا ضد ترامب.
وقالت تشيني، بينما كانت تجلس جنبًا إلى جنب مع هاريس: "أود فقط أن أذكّر الناس، إذا كنتم قلقين، يمكنكم التصويت بما يمليه عليكم ضميركم ولن تضطروا إلى قول كلمة واحدة لأي شخص".
ومضت قائلة "سيكون هناك الملايين من الجمهوريين الذين سيفعلون ذلك في 5 نوفمبر/تشرين الثاني"، أي في يوم الاقتراع.
كانت تشيني في الطريق لحضور مؤتمر الحزب الجمهوري قبل سنوات.
ولكن تمت الإطاحة بها من منصبها في الحزب بسبب إدانتها للأخير لتستره على ترامب في هجوم 6 يناير/كانون الثاني 2021 على مبنى الكابيتول الأمريكي، ثم فاز أحد المنافسين المؤيدين لترامب بمقعدها في ولاية وايومنغ في الانتخابات التمهيدية لعام 2022.
لكن ظهورها إلى جانب هاريس يُظهر أنها لم تتخل عن السياسة لمجرد أنها خسرت السلطة، كما يشير أيضًا إلى أحد أهم الأسئلة الحاسمة في الأيام الأخيرة من حملة الانتخابات الرئاسية: ما إذا كان بإمكان نائبة الرئيس الديمقراطية الفوز بأصوات أعداد كبيرة من الجمهوريين أم لا؟.
ماذا يفعل الملياردير؟
ووفق شبكة "سي إن إن" الأمريكية، "تستقطب حملة هاريس ناخبي الحزب الجمهوري الساخطين على سلوك ترامب الجامح، وتهديداته المتصورة للدستور وميله إلى مصادقة الطغاة بطريقة ترعب صقور إدارتي جورج بوش ورونالد ريغان- بمن فيهم والد تشيني، نائب الرئيس السابق ديك تشيني".
قد يأتي بعض هؤلاء الناخبين من عشرات الآلاف من الجمهوريين الذين صوتوا لحاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية السابقة نيكي هايلي في حملتها التمهيدية الفاشلة ضد ترامب في وقت سابق من هذا العام.
وألمح ترامب في الأيام الأخيرة إلى أنه قد يظهر مع منافسته السابقة لمحاولة منع استمالة هؤلاء الناخبين لمعسكر الديمقراطيين. ولكن حتى لو تمكنت هاريس من تجنيد جزء صغير من هؤلاء الناخبين، أو إقناعهم بعدم دعم ترامب، فقد يكون ذلك حاسمًا في الولايات المتأرجحة ذات الهوامش الضئيلة للغاية.
لكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها، إذ يجب التعامل مع هؤلاء الناخبين بلطف، لأنها تطلب من الناخبين الجمهوريين المنشقين التخلي عن بعض مواقفهم السياسية الأكثر أهمية.
"لهذا السبب يمكن أن تكون تشيني ذات قيمة كبيرة لهاريس، فهي تتمتع بمصداقية كبيرة بين بعض الناخبين بسبب أيديولوجيتها المحافظة الجامحة ودفاعها عما تعتبره مبادئ أمريكا الأساسية"، على حد قول "سي إن إن".
خيار تشيني
قالت تشيني - التي كانت نائبة رئيس لجنة التحقيق في مجلس النواب في أحداث 6 يناير/كانون الثاني 2021، "أنا محافظة. وأنا أعلم أن أكثر المبادئ المحافظة هي الإخلاص للدستور".
وأوضحت في إحدى فعاليات دعم هاريس: "عليك أن تختار في هذا السباق بين شخص كان مخلصًا للدستور، وسيكون مخلصًا، وبين دونالد ترامب الذي شاهدنا ما فعله بعد الانتخابات الأخيرة. لقد شاهدنا ما فعله في 6 يناير/كانون الثاني".
جاء ظهور تشيني مع هاريس في الوقت الذي تسعى فيه نائبة الرئيس إلى توسيع الفجوة الهائلة مع الرئيس السابق بين الناخبات.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع سيينا كوليدج هذا الشهر، تقدم هاريس على هاريس بين الناخبات بنسبة 56% مقابل 40% لترامب. بينما تقدم مرشح الحزب الجمهوري بنسبة 53% إلى 42% بين الرجال.
وأثارت فعاليات هاريس مع تشيني تساؤلًا حول عدد الناخبين الجمهوريين الذين قد يكونون في متناول يدها. فقد وجد استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة نيويورك تايمز أن 9% من الجمهوريين يخططون للتصويت لصالحها، بينما توقع 3% فقط من الديمقراطيين التصويت لترامب.
وإذا حدث ذلك في انتخابات نوفمبر، فإنه سيمثل تحديًا كبيرًا لفرص ترامب. ومع ذلك، وبالنظر إلى الاستقطاب الذي تشهده البلاد، لا تزال هناك شكوك حقيقية في أن أعدادًا كبيرة من الجمهوريين أو حتى المستقلين ذوي الميول المحافظة سوف ينحازون للمرشحة الديمقراطية.
ولكن يبدو أن حملة ترامب تدرك المخاطر على ما يبدو، فقد قال الرئيس السابق في فيلادلفيا يوم الأحد الماضي إن هايلي "أرادت الانضمام" إليه في حملته الانتخابية.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأسبوع الماضي أن الحملة كانت تجري محادثات مع حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية السابقة حول أول ظهور لها مع ترامب، الذي أقام فعاليات في الأسابيع الأخيرة مصممة خصيصًا للناخبات، بما في ذلك مع السكرتيرة الصحفية السابقة للبيت الأبيض، حاكمة ولاية أركنساس، سارة هاكابي ساندرز.
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA= جزيرة ام اند امز