ملايين ماسك.. هل تجعل نايجل فاراج «الرجل القوي» في بريطانيا؟
يمكن لنايجل فاراج أن يدعي أنه السياسي الأكثر نفوذاً في بريطانيا اليوم، خاصة بعد دوره في خروجها من الاتحاد الأوروبي.
والآن، قد يكون الخبر السيئ لحزبي العمال والمحافظين، أن فاراج قد يكون على وشك نقل حياته المهنية إلى مستوى أعلى إذا حصل حزبه الإصلاح في المملكة المتحدة الذي يقوده السياسي المثير للجدل، على أكبر تبرع على الإطلاق لأي حزب سياسي في البلاد.
وتشير التقارير إلى أن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك يفكر في منح حزب الإصلاح ما يصل إلى 100 مليون دولار، أو نحو 79 مليون جنيه إسترليني.
ويأتي التبرع المرتقب بعد توطيد ماسك صداقته مع فاراج خلال زيارته لمنزل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في منتجعه مار إيه لاغو بولاية فلوريدا في فبراير/شباط الماضي.
وإذا صحت التقارير، فإن تبرعا بهذا الحجم سيشكل تحولا كبيرا بالنسبة لحزب الإصلاح، الذي يظل حزباً ناشئاً يفتقر إلى القوة البشرية والموارد التي يتمتع بها اللاعبون السياسيون الراسخون، وذلك وفق صحيفة "تليغراف" البريطانية.
وخلال الانتخابات العامة المنعقدة في يوليو/تموز الماضي، حصل حزب الإصلاح على 4.1 مليون صوت كانت موزعة بشكل متساوٍ للغاية، بحيث لم تترجم إلى العديد من المقاعد البرلمانية حيث حصل الحزب في المتوسط على مقعد واحد فقط في البرلمان لكل 823 ألف شخص صوتوا له.
والسيناريو الأسوأ للأحزاب الرئيسية الثلاثة (العمال والمحافظين والديمقراطيين الليبراليين) هو أن يتمكن حزب الإصلاح من تنظيم أموره قبل الانتخابات المقبلة، وبناء آلة حزبية على مستوى البلاد، وتعزيز احترافية موظفيه والحصول على المال الكافي.
وقال أحد خبراء استراتيجيات الانتخابات "من المحتمل أن يحصل حزب الإصلاح على 100 مقعد في الانتخابات المقبلة حتى بدون أموال إضافية. وإذا حصل على مبلغ كبير فسيكون قادرا على إدارة حملة أكثر استهدافًا استنادًا إلى نوع البيانات التي لا يملكونها حاليًا".
سلاح البيانات
وأوضح الخبراء أن البيانات هي السلاح الرئيسي في الحملات الانتخابية في القرن الحادي والعشرين، ومن خلال شراء قواعد البيانات الموجودة من شركات الائتمان، سيكون حزب الإصلاح قادرًا على بناء خريطة ديموغرافية للمملكة المتحدة.
وبعد ذلك، يمكن للحزب إجراء استطلاعات الرأي لبناء صورة للقضايا الأكثر أهمية للأشخاص من التركيبة السكانية المختلفة وللسكان في المناطق المختلفة.
وفي المرحلة التالية، سيتم اختبار العشرات من الرسائل المختلفة على الجماهير المستهدفة لمعرفة أيها تصل إلى الهدف بشكل أكثر فعالية وبعدها توجيه الإعلانات والرسائل بشكل محدد للغاية لجذب الجمهور المناسب في المنطقة المناسبة.
وقال أحد خبراء استراتيجيات الانتخابات إن "إحدى أفضل الطرق التي يمكنك من خلالها التأثير على الناس للتصويت لك هي جعل أصدقائهم يتحدثون معهم عن السياسة ويقدمون الحجج نيابة عنك".
وأضاف "إذا كانت لديك بيانات جيدة، فيمكنك، على سبيل المثال، استخدام صفحة مرشح محلي على فيسبوك لتحديد النقاط الرئيسية في أي سياسة معينة ومن المرجح أن يقرأها مؤيدوهم، الذين سيأخذون هذه النقاط في الاعتبار ويستخدمونها لإقناع أصدقائهم بالانضمام."
وتابع "هذا بالإضافة إلى أشياء مثل الإعلان، والترويج، وإخراج مؤيديك في يوم الاقتراع، وكل هذا مدفوع بالبيانات".
هذا ما قد يحدث
يعاني حزب الإصلاح من مشكلة كبيرة لمعرفة من هم ناخبوه لأن انتخابات عامة واحدة ليست وقتًا كافيًا لجمع بيانات الترويج راكمتها الأحزاب الأخرى على مدى عقود ومع ذلك، فقد أظهر ترامب أنه من الممكن الفوز في الانتخابات باستخدام رسائل قوية ومنضبطة وحملات رقمية جيدة.
وفي السنوات الأخيرة، كان ماسك، الذي عينه ترامب وزيرا لكفاءة الحكومة، مهتمًا بشكل متزايد بالسياسة البريطانية، ويرى في فاراج حليفا له خاصة وأنه السياسي البريطاني الوحيد الذي يتابع الملياردير الأمريكي على منصته للتواصل الاجتماعي "إكس".
والأسبوع الماضي، عندما انشقّت النائبة السابقة دام أندريا جينكينز عن حزب المحافظين للانضمام إلى حزب الإصلاح أعاد ماسك نشر الخبر متنبئا بأن حزب الإصلاح سيفوز في الانتخابات القادمة.
ويريد فاراج أن يكون رئيس الوزراء القادم للمملكة المتحدة ويعتقد أنه في ظل المناخ السياسي المتقلب للغاية اليوم يمكن تحقيق ذلك في عام 2029.
وقال مصدر داخل حزب الإصلاح "هذا يزعج المحافظين بالتأكيد"، لكنه قلل من فرص منح ماسك أي تمويل للحزب.
وحاليا، يتلقى حزب الإصلاح حوالي مليون جنيه إسترليني من أموال دافعي الضرائب المخصصة لدعم أحزاب المعارضة في البرلمان.
وفي ضوء القواعد الصارمة المفروضة على التمويل الأجنبي للأحزاب السياسية، سيضطر ماسك إلى التبرع من خلال شركة بريطانية، مثل الفرع البريطاني لشركة تسلا أو إكس، لكن خارج دورة الانتخابات لن يكون هناك ما يمنعه من تحويل مبالغ ضخمة إلى الحزب.
ويمكن لماسك استخدام خاصية إرسال الرسائل إلى جهات الاتصال على منصة إكس ويمكن أن يساعد قيامه بإعادة إرسال رسائل فاراج مع 206 مليون متابع له شخصًا مثل زعيم حزب الإصلاح على الرغم من تزايد أهمية منصات أخرى مثل "تيك توك" في الانتخابات.
وعين فاراج رجل الأعمال ضياء يوسف رئيسًا للإصلاح، مع تفويض لإضفاء الطابع المهني على جميع جوانب الحزب، من اختيار المرشحين والتدقيق إلى بناء شبكة من نشطاء الحزب في جميع أنحاء البلاد.
ووفق الصحيفة، فإن هدف فاراج المباشر هو الفوز الكبير في الانتخابات المحلية في مايو/أيار المقبل، الأمر الذي سيمنح الإصلاح المزيد من المستشارين المحليين الذين سيكونون أكثر تحفيزًا لتجنيد النشطاء، فضلاً عن اكتساب الخبرة التي قد تجعلهم مرشحين للبرلمان.
والأسبوع الماضي، كشف فاراج أن حزبه لديه الآن 100 ألف عضو، مقارنة بحوالي 130 ألفا لحزب المحافظين ويبلغ دعم الإصلاح حاليًا حوالي 20% من الناخبين، مع تعادل المحافظين والعمال تقريبًا بحوالي 27 في المائة لكل منهما.
وقال مصدر كبير في المحافظين "هناك قضية أساسية حول التدخل الأجنبي في السياسة البريطانية ولدينا قواعد بشأن التبرعات الأجنبية.. إذا وصلت تبرعات كبيرة إلى الإصلاح، فستكون لدينا فكرة جيدة عن مصدرها وستكون هناك أسئلة للإجابة عليها".
aXA6IDE4LjIyNC4zOC4xNzYg
جزيرة ام اند امز