وثيقة.. هل تخترق الإخوان الجامعات النمساوية؟
لا تتوقف جماعة الإخوان عند المساجد أو المراكز الثقافية، لكنها تزرع عناصرها وأذرعها في كبرى الجامعات بالنمسا.
وتهدف الجماعة بذلك إلى اختراقها ونشر الأفكار المتطرفة في الأوساط الأكاديمية، وفق وثيقة للبرلمان النمساوي وتقارير صحفية.
الوثيقة، المؤرخة بـ11 ديسمبر/كانون الأول 2020، وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، ذكرت أنه "بعد المداهمات الأخيرة، عاد ملف الإسلام السياسي إلى واجهة التحقيقات".
وتضيف: "برزت في هذا الإطار، الفعاليات التي جرت في جامعة جراتس النمساوية تحت إشراف البروفيسور فولفغانغ بينديك، المدير السابق لمعهد القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة، وكامل جابر محمود، القيادي البارز بالإخوان المسلمين".
وتقصد الوثيقة سلسلة المحاضرات المثيرة للجدل في جامعة جراتس النمساوية في الفترة بين 2005 و2008، التي جرت تحت اسم "الإسلام في النمسا وأوروبا" وشارك بها شارك 14 متحدثا، بعضهم من رموز الإخوان.
وأثارت هذه المحاضرات الكثير من الجدل والانتقادات لسنوات طويلة، ووجهت الصحافة أصابع الاتهام لجامعة جراتس التي منحت "الإخوان منصة لنشر أفكارها".
وفي أبريل/نيسان 2008، فتحت صحيفة "فينر تسايتونغ" الخاصة ملف محاضرات جراتس المثيرة للجدل، ونقلت عن البروفيسور فولفغانغ بينديك، الرئيس السابق معهد القانون الدولي والعلاقات الدولية بالجامعة، وهو الجهة التي نظمت المحاضرات، تنصله من اختيار المتحدثين وعدم معرفته بمحتوى بعض الخطابات بعد اتهامات بوجود محتوى متطرف ومعادي للسامية في هذه المحاضرات.
الوثيقة البرلمانية قالت بدورها "قدمت بلديتي جراتس وستريا النمساويتين 12 ألف يورو لتمويل هذه المحاضرات في الفترة بين 2005 و2008"، مضيفة "نصف المتحدثين جاءوا من أوساط الإخوان المسلمين، وكان بينهم أسامة التكريتي وأحمد جاب الله وكمال الهلباوي".
وأضافت "شن المتحدثون آنذاك هجوما لاذعا على قوانين مكافحة الإرهاب داخل قاعات جامعة جراتس"، مضيفة "نفى البروفيسور بينديك معرفته بالمتحدثين، لكنه شارك بالفعل في اختيارهم".
ووفق الوثيقة، فإن علاقة بينديك بالإخوان لم تتوقف عند هذا الحد، حيث نشر البروفيسور النمساوي بالمشاركة مع كامل جابر محمود، كتاب في 2011 بعنوان "الإسلام في النمسا وأوروبا: اندماج ومشاركة المسلمين في المجتمع" يضم المحاضرات التي ألقيت في جراتس في الفترة بين 2005 و2008. وكان ناشر الكتاب جامعة جراتس نفسها.
الوثيقة قالت إن بينديك دائم التعاون مع المنظمات المتطرفة، ولا يخشى الاتصال والتعاون مع المنظمات الإسلامية المتطرفة مثل الإخوان.
ووجهت الوثيقة تساؤلات واضحة لوزارة الفنون والثقافة المشرفة على الجامعات النمساوية، أولها "هل الوزارة على علم بتمويل بلديتي ستريا وجراتس وجامعة جراتس فاعليات لنشر الأفكار المتطرفة بمشاركة الإخوان؟.
أما التساؤل الثاني فكان: ما حجم الأموال العامة التي حصل عليها البروفيسور بينديك ومعهد القانون الدولي في جامعة جراتس في الفترة بين 2004 و2020، وهل يجوز لجامعة حكومية نشر كتاب مثل كتاب "الإسلام في النمسا وأوروبا: اندماج ومشاركة المسلمين في المجتمع"؟.
وبذلك، سلطت هذه الوثيقة الضوء على اختراق الإخوان لجامعة جراتس على وجه التحديد عن طريق قيادي بارز بالجماعة، هو كامل جابر محمود، وعنصر متعاون معها، البروفيسور بينديك.
وبالإضافة إلى ذلك، يمثل فريد حافظ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سالزبورج النمساوية، نموذج آخر على اختراق الإخوان للجامعات النمساوية.
وفريد حافظ هو أحد أهم أذرع الإخوان في الجامعات والأوساط الثقافية النمساوية، ويستخدم تقرير "الإسلاموفوبيا في أوروبا" الذي يصدر سنويا، لابتزاز خصوم الجماعة في أوروبا، وفق صحيفة كورير النمساوية.
وقبل أيام أثار حافظ جدلا كبيرا بعد أن شبه المداهمات الأمنية الأخيرة التي استهدفت الإخوان بمذابح النازيين التي وقعت في عام 1938.
وعلى الفور، اعتبرت تصريحات حافظ "مشينة" على نطاق واسع، وترمي إلى إرهاب الحكومة وإثنائها عن خططها لمواجهة الإرهاب، وفق الصحيفة نفسها.
وفي وقت سابق هذا الشهر، نفذت الشرطة النمساوية مداهمات في 4 ولايات اتحادية، بينها فيينا، استهدفت أشخاصا وجمعيات مرتبطة بالإخوان الإرهابية وحركة حماس الفلسطينية.
وخلال المداهمات فتشت الشرطة أكثر من 60 شقة ومنزلا ومقرا تجاريا وناديا، وألقت الشرطة القبض على 30 شخصا مثلوا أمام السلطات لـ"الاستجواب الفوري"، كان بينهم فريد حافظ وكامل جابر محمود.
ونقل إعلام محلي عن مصادر أمنية قولها إن "التحقيقات تجرى مع المشتبه بهم حول الانتماء لمنظمات إرهابية، وتمويل الإرهاب، والقيام بأنشطة معادية لدولة النمسا، وتشكيل تنظيم إجرامي وغسل الأموال".