خبيرة ألمانية ترسم لـ"العين الإخبارية" مسار مكافحة الإخوان
رسمت الخبيرة الألمانية، سيغريد هيرمان مارشال، في حوار مع "العين الإخبارية"، خطوات أكثر كفاءة لمكافحة جماعة الإخوان الإرهابية في ألمانيا.
مارشال، وهي الخبيرة الأبرز في ملف الإخوان بألمانيا، تطرقت أيضا إلى مشاريع القرارات التي ينظرها البرلمان الألماني لمكافحة تمويل تيارات الإسلام السياسي، وسبق أن انفردت "العين الإخبارية" بنشر مقتطفات منها.
وحول سبل مكافحة الإخوان في ألمانيا، قالت مارشال "في هذا الصدد، هناك بعض الأمور، لكن ما أراه أكثر أهمية، هو عدم التوقف فقط، عند وصف منظمة الجالية المسلمة (المجتمع الإسلامي سابقا)، بأنها تملك علاقة بالإخوان".
وأوضحت: "الأمر أبعد من ذلك.. ففي تقارير هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، لا تنتقد منظمات تملك صلات بالمنظمات الدولية للإخوان، على خلفية علاقاتها بالجماعة"، في إشارة لاقتصار الانتقاد على منظمة الجالية الإسلامية، التي تعد المنظمة المظلية للإخوان في ألمانيا.
وضربت الخبيرة الألمانية مثالا بالمركز الإسلامي في مدينة "آخن" الألمانية، الذي كان يملك ممثلا في المجلس الأوروبي للفتوى والبحوث؛ إحدى المنظمات المرتبطة بالإخوان في أوروبا، واستمر في امتلاك روابط مع مجلس الفتوى بعد وفاة ذلك الممثل.
وأضافت أن المجلس الإسلامي في آخن من المنظمات القريبة من تنظيم الإخوان، ويجب وصفه بذلك لأنه يؤثر على شبكة من الجمعيات في ألمانيا.
ومضت قائلة "سيكون من المهم أيضًا اعتماد النظام البريطاني للكشف عن الأمور المالية" لهذه المنظمات، مضيفة "أخيرًا وليس آخرًا، يجب ألا تتلقى منظمة الإغاثة الإسلامية التي لها دور في بعض عمليات التمويل الإشكالية (للإخوان)، أي تمويل عام" من الحكومة الألمانية.
وحول المقترحات التي يناقشها برلمان ألمانيا حول مكافحة الإخوان والإسلام السياسي ككل، قالت مارشال "جدير بالترحيب أن السياسيين يولون المزيد من الاهتمام لهذه القضية"، لافتا إلى أنها تضع مزيدا من الضغوط على تيارات الإسلام السياسي.
وتابعت: "لكن للأسف، غالبًا فقط عندما يكون الطرف المعني بالملف في المعارضة وليس في الحكومة".
ولفتت مارشال إلى أن مقترح حزب البديل لأجل ألمانيا (شعبوي/معارض)، يواجه صعوبة في إقراره، لأنه يأتي من هذا الحزب على وجه التحديد.
وترفض الأحزاب الألمانية التي تملك كتلا برلمانية التعاون مع حزب البديل لأجل ألمانيا، في تمرير قوانين أو تنسيق مواقف، بسبب الاتهامات التي تطول الحزب بأنه يمثل اليمين المتطرف.
وحذرت الخبيرة الألمانية، من أن الأحزاب المشكلة للحكومة الألمانية؛ الاشتراكي الديمقراطي، والديمقراطي الحر والخضر، يمكن ألا تؤيد المشروع المقترح من الاتحاد المسيحي، تحت مبرر "الخوف من معاداة الناخبين المسلمين" في البلاد.
في المقابل، حذرت الخبيرة الألمانية أيضا، من الترويج لمبادرات مضادة من قبل الإسلامويين والهياكل الإسلاموية في ألمانيا، تروج إلى أن "المسلمين بخلاف العنصرية التي تحدث بالفعل في الحالات الفردية، يتعرضون للتمييز في ألمانيا".
وتأتي تصريحات الخبيرة الألمانية، بعد انفراد "العين الإخبارية" في حلقتين، بمناقشة البرلمان الألماني، مشروعي قرار قدمهما حزب البديل لأجل ألمانيا "شعبوي"، والاتحاد المسيحي "معارض"، لمكافحة تمويل الإسلام السياسي خاصة الإخوان.
ويناقش البرلمان الألماني مشروع قرار الاتحاد المسيحي، لمكافحة تمويل الإخوان وتنظيمات الإسلام السياسي، في الوقت الحالي.
وهذا ثاني مشروع قرار يخضع للمناقشة حاليا في البرلمان الألماني في نفس الملف، حيث انفردت "العين الإخبارية" قبل أسبوع، بنشر مشروع قرار مماثل لحزب البديل لأجل ألمانيا "شعبوي".
لكن مشروع الاتحاد المسيحي (اتحاد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل)، يعد أكبر ضربة تتلقاها الإخوان من ألمانيا، لأنه يأتي من تكتل سياسي كبير حكم البلاد لـ ١٦ عاما.
ومثل مشروع قرار حزب البديل لأجل ألمانيا، يخضع مشروع القرار الذي قدمه الاتحاد المسيحي، صاحب ثاني أكبر كتلة برلمانية، للمناقشة في لجنة الشؤون الداخلية في الوقت الحالي، وفق معلومات "العين الإخبارية".
ويدعو مشروع القرار الذي قدمه الاتحاد المسيحي، ونشرت "العين الإخبارية" تفاصيله، إلى فرض التزام قانوني على الشركات والجمعيات، للكشف عن مصادر التمويل الأجنبية التي تحصل عليها بشكل دوري.
كما يطالب المشروع أيضا، الحكومة الفيدرالية، بتوسيع سلطات هيئة حماية الدستور (الاستخبارات المالية) في مجال التحقيقات المالية المتعلقة بجمعيات وتنظيمات الإسلام السياسي، بشكل يمكنها من "توضيح النفوذ السياسي والمالي بشكل أفضل، خاصة فيما يتعلق بالإسلام السياسي"، وفق الوثيقة.
فيما يدعو مشروع حزب البديل لأجل ألمانيا، الحكومة الفيدرالية إلى منع تمويل المنظمات الإسلامية من عائدات الضرائب والتبرعات الأجنبية قدر الإمكان في المستقبل، طالما أن هذا التمويل يحمل شكلا من أشكال التأثير السياسي، وفق ما طالعته "العين الإخبارية".