الوجه الحقيقي للإخوان.. ماذا قال أحدث تقرير استخباراتي ألماني؟
عرى أحدث تقرير للاستخبارات الداخلية الألمانية، الوجه الحقيقي لجماعة الإخوان الإرهابية، وكشف ألاعيبها وأساليبها للسيطرة وممارسة النفوذ.
تقرير فرع هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" في ولاية بافاريا "جنوب"، الصادر هذا الأسبوع واطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، قال بوضوح إنه "يمكن تحديد الثوابت الأيديولوجية للإخوان، والتي لا تتوافق في جوهرها مع النظام الديمقراطي الحر".
وأضاف التقرير: "نتيجة لذلك، هناك ما يشبه العلاقة التكتيكية بين جماعة الإخوان، ومفاهيم مثل الديمقراطية والتعددية، فمن ناحية، تؤيد الجماعة الديمقراطية في العلن عندما لا تكون في السلطة، وتدعم توسيع الحقوق والحريات للمواطنين، ومن ناحية أخرى، تفرغ الديمقراطية من مضمونها وتفرض نظرة ضيقة للدين، وتقيد الحقوق والحريات بمجرد وصولها للسلطة".
وأوضح أن "الإخوان ترى الديمقراطية من الناحية الإجرائية فقط مثل إجراء الانتخابات والاستفتاءات، وتفرغها من مضمونها المرتبط بفتح المجال العام وضمان الحقوق والحريات، وحريات الإعلام والتجمع والحرية الدينية".
كما قال التقرير إن تنظيم الإخوان يروج لنفسه كتنظيم وسطي، لكنه في الواقع لا ينأى بوضوح عن المفاهيم المتشددة، ومنظري الجهادية الأوائل مثل سيد قطب، مضيفا: "علنا، تقول الإخوان منذ سنوات إنها نبذت العنف، لكنها تظهر مواقف متناقضة من العنف منذ عزل الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وتشرعن العنف المسلح في مناطق أخرى".
التقرير قال أيضا: "في العلن، تظهر الإخوان وجها متسامحا وساعيا للحوار، وتسعى أيضا للتعاون مع المؤسسات السياسية ودوائر صنع القرار من أجل توزيع نفوذها في المجال العام، لكنها تسعى في الخفاء لبناء مجتمع ونظام يستندان على تفسيرها الضيق للشريعة".
هيكل أوروبا
وفيما يعتمد هيكل الإخوان في الدول الإسلامية، وخاصة مصر، على الأسرة كجامع لقواعد التنظيم، فإن هيكل الجماعة في أوروبا يستبدل الأسرة، بالجمعيات الثقافية، والمساجد، والمنظمات الصغيرة المنتشرة في الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا، وتخضع مباشرة لمنظمة مظلية في كل دولة أوروبية.
وفي العلن، تنفي هذه الجمعيات والمساجد والمنظمات الصغيرة، ارتباطها بالإخوان، لكنها ترتبط بالجماعة عبر روابط شخصية ومؤسسية وأحيانا سرية، وتتلقى جزءا من تمويلها من خارج ألمانيا والدول الأوروبية.
كما أن هذه المنظمات والمساجد والجمعيات، تستغل المناخ الحر والحرية الدينية في أوروبا بصفة عامة، وألمانيا بصفة خاصة، لتوسيع نفوذها، ونشر أفكارها المتطرفة.
وفي أوروبا، وفق التقرير، تشغل الإخوان شبكة واسعة في دول القارة، ترتبط فيما بينها بمنظمات مظلية تعمل على المستوى الأوروبي، وأهمها، اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، والمركز الأوروبي للفتوى.
إخوان ألمانيا
أما في ألمانيا، فتترأس شبكة الإخوان، منظمة مظلية كبيرة هي الجالية الألمانية المسلمة، والتي تعرف أيضا بمنظمة المجتمع الإسلامي، التي تتخذ من كولونيا "غرب"، وبرلين مقرات رئيسية لها، وتأسست عام 1962.
ويترأس منظمة الجالية الألمانية المسلمة، خالد سويد، منذ عام 2017، وكان يترأسها في السابق أحد أخطر عناصر الإخوان في أوروبا، إبراهيم الزيات، وفق التقرير الذي أضاف "أهداف وتطلعات المنظمة تتعارض مع النظام الديمقراطي الحر، ونظام دولة ألمانيا الاتحادية، لذلك تخضع لرقابة هيئة حماية الدستور في كل ألمانيا".
ويعمل تحت هذه المنظمة المظلية، عدد من المنظمات متوسطة الحجم، وكذلك عدد كبير من الجمعيات والمساجد الصغيرة المنتشرة في البلدات والمناطق الألمانية، كما تملك الجماعة 1450 قياديا نشطا في عموم ألمانيا، بينهم ١٤٠ في ولاية بافاريا وحدها.
ومن أهم المنظمات التي تنشط تحت مظلة منظمة الجالية الألمانية المسلمة، مجلس الأئمة والعلماء في ألمانيا "مقره فرانكفورت"، والمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية "مقره فرانكفورت أيضا".
وفي بافاريا، ينشط عدد من المنظمات المرتبطة بالإخوان في مدن الولاية وخاصة نورمبرج وميونخ، مثل المركز الإسلامي في ميونخ، والجالية الإسلامية في نورمبرح، لكن تفشي فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية المرتبطة به، قيدا أنشطة المنظمتين بشكل كبير في العامين الماضيين.
aXA6IDMuMTQ1LjE4MC4xNTIg جزيرة ام اند امز