احتيال الإخوان في فرانكفورت.. ما دور العنكبوت؟
بمزيج من الاحتيال والكذب، تعمل الإخوان على جمع تبرعات لبناء مجمع إسلامي في فرانكفورت الألمانية، ومحاولة إبعاد أي صلة للجماعة به.
وخلال الفترة الماضية، تصدر مشهد جمع "مركز فرانكفورت الإسلامي" التبرعات لبناء مسجد ومركز مناسبات ضخم في مدينة فرانكفورت الألمانية؛ بعد أن تم شراء قطعة أرض بجوار مقره، بحسب ما نقلته صحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية.
لكن تحقيقا أجرته الصحيفة الألمانية، كشف أن هذا المركز الإسلامي، غير مدرج كمشترٍ لقطعة الأرض التي من المقرر أن يؤسس عليها المسجد، في السجل العقاري، وفق ما نشرته "العين الإخبارية" في وقت سابق.
وبدلا من ذلك، فإن الجالية المسلمة الألمانية، ذراع الإخوان الرئيسية في ألمانيا والخاضعة لمراقبة هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، هي المدرجة بدلا من المركز الإسلامي في فرانكفورت، في السجل العقاري.
واستنادا إلى ذلك، لفتت الصحيفة الألمانية الأنظار نحو وجود شك في احتمالية حدوث جريمة احتيال في التبرعات، وتضليل للمتبرعين، بعد أن توارى المالك الأصلي عن الأنظار، فيما يجمع طرف آخر التبرعات.
ما الجديد؟
نقطة أخرى في هذا الاحتيال، تشير إلى أن منظمة الجالية المسلمة تحاول التواري خلف الأنظار لعدم جذب انتباه السلطات والمراقبين إلى تبعية المركز الإسلامي في فرانكفورت والمسجد ومركز المناسبات الجديد إلى الإخوان الإرهابية.
لكن تفاصيل الاحتيال لا تزال تتكشف، ويبرز دور عنكبوت الإخوان في أوروبا، وقائد صندوق ماليتها، إبراهيم الزيات، نجل أب مصري وأم ألمانية، في عملية بناء المسجد، الذي تتخوف مصادر ألمانية من تحوله إلى "بؤرة إخوانية".
والزيات كان عضوًا في المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، ويخضع للمراقبة من قبل مكتب حماية الدستور منذ سنوات عديدة، وتفيد مصادر ألمانية، بأنه يترأس مشروع بناء المسجد المثير للجدل في فرانكفورت.
وفي هذا الإطار، تقول صحيفة دي فيلت الألمانية، "ما بدا في البداية وكأنه توسعة لمسجد في فنائه الخلفي أصبح الآن مشروعًا كبيرًا.. يمكن أن ينشأ مركز تحكم إسلامي في وسط فرانكفورت".
وبدأت الحكاية بمنشور على الفيسبوك في ديسمبر 2021، حين كتب مركز فرنكفورت الإسلامي على الفيسبوك "إخواني الأعزاء، حان الوقت.. يمكن للمركز الإسلامي أن يتوسع ويشتري العقارات المجاورة.. نحن نعتمد على مساعدتك المالية من أجل ذلك".
هذا الإعلان حرق بحثا مدققا من الصحفيين الألمان على مدار وقت طويل، توصل في النهاية إلى أن الجالية المسلمة الألمانية هي من تقف خلف شراء الأرض بجانب المركز الإسلامي في فرانكفورت، وعملية البناء برمتها.
وبالتالي أصبح لدينا طرف خفي هو المالك الحقيقي ومحرك الأحداث، وطرف يلعب دور الواجهة لجمع التبرعات، ما وصفه المحامي يورغ توماس من برلين، بأنه "عملية احتيال"، وفق دي فيلت.
الصحيفة ذاتها قالت إن إبراهيم الزيات يلعب الدور الأكبر في عملية تحشيد الأموال لبناء المركز الإسلامي الجديد، عبر الحصول على رعاة للمشروع من الخارج، وغيرها من آليات التمويل، بجانب التبرعات التي يتم جمعها.