بعد خطوة "المجلس المركزي".. تعرف على أهم أذرع الإخوان في ألمانيا
بعد طرد المجلس المركزي للمسلمين، لمنظمة المجتمع الإسلامي؛ ممثل الإخوان، تساءل كثيرون حول بقية منظمات الجماعة في ألمانيا.
وتملك الإخوان الإرهابية وجودا كبيرا في ألمانيا منذ ستينيات القرن الماضي، وتنتشر في ولايات البلاد عبر شبكة من المنظمات والجمعيات والمساجد.
وبحسب هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، فإن الجالية المسلمة الألمانية "تعرف أيضا بمنظمة المجتمع الإسلامي الألماني"، وهي أهم منظمة للإخوان المسلمين في البلاد، إلا أنها ليست الوحيدة التابعة للجماعة وتشغل عضوية المجلس المركزي.
وفي نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن المجلس المركزي للمسلمين استبعاد الجالية المسلمة الألمانية بشكل نهائي من قائمة أعضائه، إثر الربط بينها وبين جماعة الإخوان.
ولم يكن هذا أول قرار ضد المنظمة؛ فالمجلس المركزي قرر تعليق عضويتها في ديسمبر/كانون الأول 201٩، قبل أن يطردها نهاية الشهر الماضي.
وجاءت تحركات المجلس المركزي بعد أن ذكر تقرير لهيئة حماية الدستور صدر في عام ٢٠١٨، أن الجالية المسلمة الألمانية "أهم منظمة مركزية لأنصار جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا".
جمعيات تحت المجهر
ومع استبعاد الجالية المسلمة الألمانية، لا تزال العديد من الجمعيات الأخرى المحسوبة على الإخوان تنشط في ألمانيا، ويتم رقابتها من قبل الاستخبارات الداخلية على خلفية "العداء للدستور والتطرف".
وفي هذا الإطار، اعتبر عضو البرلمان عن الاتحاد الديمقراطي المسيحي (معارض)، كريستوف دي فريس، أن طرد الجالية المسلمة الألمانية من المجلس المركزي، "خطوة أولى مهمة نحو التطهير الذاتي في المجلس".
وفي تصريحات له طالعتها "العين الإخبارية" في صحيفة دي فيلت الألمانية، أضاف دي فريس "ومع ذلك، لا يمكن لهذا الإجراء أن يخفي حقيقة أن العديد من الجمعيات التي تنتمي إلى الطيف الإسلاموي أو القومي المتطرف لا تزال تحت مظلة المجلس المركزي".
فيما تحدثت الخبيرة في شؤون الإخوان، سيغريد هيرمان مارشال لـ"العين الإخبارية"، عن وجود عدد من المنظمات الأخرى المرتبطة بالإخوان وتنشط في ألمانيا وفي أروقة المجلس المركزي للمسلمين، مثل المركز الإسلامي في آخن وميونخ، ومجلس الأئمة والعلماء.
هنا البذرة
ووفق دراسة للمركز الاتحادي للتعليم السياسي، فإن الوجود الإخواني في ألمانيا بدأ بالمركز الإسلامي في ميونخ على يد سعيد رمضان صهر مؤسس الإخوان، حسن البنا، في أواخر خمسينيات القرن الماضي.
وفي أروقة المركز الإسلامي في ميونخ تأسست منظمة الجالية المسلمة الألمانية والتي ترأس رمضان مجلس إدارتها لمدة ١٠ سنوات، بحسب المصدر السابق.
وفي الثمانينيات، كان محمد مهدي عاكف، المرشد السابع للإخوان، هو إمام المركز الإسلامي في ميونخ.
وبعد عودته لمصر، قال عاكف في تصريحات صحفية. "الإخوان المسلمون لديهم مركز إسلامي كبير في ميونخ".
ورغم هذه الأدلة، ينفي القائمون على المركز الإسلامي في ميونخ أي ارتباط بين المركز وجماعة الإخوان في الماضي أو الحاضر، وهذا ليس مستغربا لأنه التصرف المعتاد لأي جمعية أو فرد مرتبط بهذا التنظيم في ألمانيا.
أما المركز الإسلامي في آخن، فيملك علاقة قوية بالفرع السوري للإخوان المسلمين، وتأسس على يد عصام العطار زعيم الإخوان في سوريا في خمسينيات القرن الماضي، والذي فر إلى ألمانيا في ذلك الوقت.
وحتى عام 1996، كان العطار يترأس المركز الإسلامي في آخن الذي تم توسيعه في هذه الأثناء ورسم توجهاته؛ إذ يُصدر المركز واجهة أهداف غير سياسية تشمل التربية الإسلامية والتدريب والمبادرات بين الأديان، لكنه يتبنى خط الإخوان ويرتبط بشبكتها في ألمانيا، وفق الدراسة ذاتها.
ويعرض المركز الإسلامي في آخن، كتب سيد قطب ويوسف القرضاوي والناشط السوري في الإخوان مصطفى السباعي، ويسمح للمتحدثين ذوي الصلة بالجماعة بالمشاركة في ندواته وعروضه.
أما مجلس الأئمة والعلماء، المؤسس في ألمانيا عام 2000، فيضم ١١٣ إماما كأعضاء، وأكثر من 50 كأعضاء منتسبين، وتناوب على إدارته القياديان الإخوانيان، سليمان عامر وخالد حنفي.
ويدعم مجلس الأئمة والعلماء، الإخوان، وحركة حماس الفلسطينية، ويرتبط بشبكة الجماعة في ألمانيا، وفق دراسة المركز الاتحادي للتعليم السياسي.
وتضم شبكة الإخوان في ألمانيا عددا آخر من الجمعيات الأصغر والمساجد، فضلا عن القيادات المؤثرة، إلى جانب عدد من منظمات الضغط، تعرضها "العين الإخبارية" على حلقات متتالية قادمة.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA== جزيرة ام اند امز