حَجاج في ألمانيا.. ضغوط لطرد رجل الإخوان وتجفيف التمويل
تتزايد الضغوط لطرد الإخواني محمد حجاج من مؤسسات حكومية وحزبية في ألمانيا، وتجفيف منابع التمويل لإحدى أهم جمعيات المنظمة الإرهابية.
وقبل أسابيع، دقّت "العين الإخبارية" ناقوس الخطر، وحذرت في تقرير لها من اختراق الإخوان لجانا تابعة لوزارة الداخلية الاتحادية، ووزارة العدل في ولاية برلين، بعد أن أجادت لعب دور الضحية والترويج للمظلومية.
ووفق صحيفة دي فيلت الألمانية (خاصة)، عيّنت ولاية برلين محمد حجاج الذي شغل مناصب قيادية في جمعيات تصنفها هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" بأنها على صلة بالإخوان، في لجنة مكافحة العنصرية ضد المسلمين التي أسستها الولاية.
وفي 26 فبراير/شباط الماضي، بدأت لجنة مكافحة العنصرية ضد المسلمين عملها في الولاية. ومن المقرر أن تضع توصيات لتطوير الاستجابة للحوادث العنصرية ضد المسلمين، وكيفية الوقاية منها بحلول ربيع عام 2022.
لكن اللجنة التي تأخذ على عاتقها مكافحة العنصرية في برلين تضم في عضويتها، حجاج، المنحدر من جماعة متطرفة وتخضع لرقابة الاستخبارات الداخلية.
مطالبات بالطرد
إلا أن حجاج الذي يشغل منصب المدير الإداري لجمعية إنسان المرتبطة بالإخوان، بات معرضا للطرد من اللجنة بعد تزايد الضغوط على ولاية برلين بشكل كبير.ويمارس الحزب الديمقراطي المسيحي "حزب أنجيلا ميركل" ضغوطا كبيرة على حكومة ولاية برلين التي يقودها الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لطرد حجاج من لجنة مكافحة العنصرية.
وفي هذا الصدد، قال بوركار دريغر، زعيم المجموعة البرلمانية لحزب ميركل في برلمان ولاية برلين: "لم يعد مسموحا لحجاج أن يبقى عضوا في لجنة مكافحة العنصرية".
وأضاف في تصريحات صحفية: "أي شخص لا يلتزم ولا يحترم القانون الأساسي (الدستور)، لا يجب دعوته لأي دور حكومي وإظهاره في مظهر النموذج الذي يحتذى به".
وبخلاف جمعية إنسان، يشغل حجاج منصب نائب رئيس مركز طيبة الثقافي في برلين منذ 2013. وذكر تقرير لهيئة حماية الدستور في 2016 اسم مركز طيبة تحت عنوان "صلات جمعيات برلين بالإخوان المسلمين".
وتصنف الهيئة مركز طيبة ضمن الجمعيات القريبة من الإخوان والتي تعادي الدستور الألماني، والقيم الديمقراطية.
وحجاج عضو نشط أيضا في فعاليات الإخوان في ألمانيا، إذ ظهر في صورة تعود إلى عام 2015 تظهر مشاركته في ندوة نظمها مركز الحوار والتعليم الذي تصفه الاستخبارات الداخلية بأنه "قريب من الإخوان"، وفق صحيفة "دي فيلت" التي قالت إنها تملك الصورة لكن لم تنشرها.
بيْد أن الأمر لم يتوقف عند ذلك. ففي 2014، كان حجاج يقدم نفسه كرئيس للمكتب السياسي للجالية الفلسطينية في ألمانيا، وهي المنظمة نفسها التي أعلنت هيئة في حماية الدستور في خريف نفس العام، أنها ذراع حركة حماس.
تجفيف التمويل
وحزبيا، يشغل حجاج عضوية الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لكن يبدو أن أعضاء الحزب لا يرغبون في وجوده.ويقول النائب السابق بالبرلمان عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لالي أكغون في تصريحات صحفية طالعتها العين الإخبارية "لا مكان للإسلام السياسي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، مطالبا بوضع نهاية لوجود القيادي الإخواني في حزبه.
وفي دليل على زيادة الضغوط، قال المتحدث باسم "العلمانيين الخضر"، وهو "تجمع في حزب الخضر"، فالتر اوته، في تصريحات صحفية "القوى الإسلامية ليس لها أي مكان في المؤسسات الحكومية"، في إشارة لحجاج.
وطالب فالتر اوته، بتجفيف التمويل الحكومي لجمعية إنسان التي يشغل حجاج منصب مديرها الإداري.
وخضعت جمعية إنسان إلى رقابة هيئة حماية الدستور في الفترة بين عامي 2007 و2009، وأدرجت الهيئة الجمعية ضمن "الجمعيات القريبة من الإخوان".
وفي أبريل/نيسان 2018، أعلنت الهيئة أن "أعضاء جمعية إنسان يملكون صلات شخصية بمركز الثقافة والتعليم الإسلامي في برلين، وهو "مكان مخصص لاجتماعات مؤيدي حماس".
وبصفة عامة، تلقى مشروع جمعية إنسان عن "مناهضة التمييز والإسلاموفوبيا" الذي يعد جزءا من برنامج ولاية برلين لدعم الديمقراطية، تمويلا حكوميا ألمانيا بلغ نصف مليون يورو في الفترة بين 2010 و2020.
ومن المقرر أن يتلقى المشروع نفسه 116 ألف يورو من الأموال الحكومية في 2021. وإجمالا، تلقت جمعية إنسان مليونا و375 ألف يورو من الحكومة الألمانية في السنوات الأخيرة.
بل إن ولاية برلين موّلت مشروعا لجمعية إنسان تحت عنوان "التعزيز الفعال للفاعلين المسلمين" وهو "برنامج تعليمي"، بإجمالي 165 ألف يورو بين عامي 2020 و2021، لكن هذا البرنامج خرّج ياسين المريش، الذي أصبح في سبتمبر/ أيلول الماضي، المدير الإداري لمركز ارنسبرغ للتعليم والاجتماعات.
وتقول الخبيرة في شؤون الإخوان، سيغريد هيرمان مارشال: "تعقد اجتماعات لمنظمات قريبة من الإخوان في مركز ارنسبرغ".
ويملك أعضاء آخرون في جمعية إنسان صلات بتنظيمات إسلامية المتطرفة. فعضو مجلس إدارة الجمعية، طاهر سوزين، كان عضوا أيضا في مجلس إدارة جمعية برلين الإقليمية للمجتمع الإسلامي، وهي جمعية قريبة من حركة ميللي جوروش التركية القريبة من الإخوان.
أما عمران ساجر، عضو مجلس إدارة جمعية إنسان في الفترة بين 2007 و2012، فهو قيادي في منظمة الإغاثة الإسلامية التي أعلنت برلين امتلاكها صلات بالإخوان الإرهابية.
وليس مصادفة أن عنوان فرع الإغاثة الإسلامية في برلين هو نفس عنوان جمعية إنسان، بل إن محمد حجاج ظهر كبائع في مزاد نظمته الإغاثة الإسلامية في برلين في 2014، لبيع مقتنيات لصالح "أنشطة خيرية" كما كشفت وقتها "دي فيلت".
وتضع السلطات الألمانية ممثلة في هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، منظمات وقيادات تابعة لجماعة الإخوان في ولايات البلاد الـ16، تحت رقابتها، وتقدر عدد عناصر الجماعة الأساسية في ألمانيا بـ1300 شخص.
وعادة ما تخضع هيئة حماية الدستور، التنظيمات والأفراد الذين يمثلون خطرا كبيرا على الديمقراطية وتهدف إلى تقويض النظام السياسي، لرقابتها.