عربيا وعالميا.. دول أعلنت الإخوان إرهابية وأخرى على وشك (تفاعلي)
"على شفا جرف هار" أسس تنظيم "الإخوان" بنيانه قبل 94 عاما، إلا أن ذلك الصرح بدأ في الانهيار، مخلفا وراءه تركة ثقيلة من العنف والإرهاب.
تلك التركة الثقيلة والتي كانت نتاجًا لفكر حسن البنا الذي أسس ذلك "الأخطبوط" وقادة التنظيم الإرهابي على مدار عقود، أدمت بلدانا عدة، وتسببت في خسائر بشرية ومادية، تتطلب الكثير من الوقت لتضميد جراحها.
ورغم أن أولى خطوات تضميد الجراح بدأت قبل قرابة 43 عامًا بتصنيف سوريا كأول دولة عربية "الإخوان" تنظيما إرهابيا، إلا أن الطريق إلى ذلك الهدف ما زال طويلا، وإن باتت نهايته على مرمى البصر.
فدول عدة أسرعت الخطى مؤخرًا نحو اجتثاث جذور الإخوان التي نبتت وتشعبت على أراضيها، سواء بتصنيفه إرهابيًا، أو بسن تشريعات وقوانين تمهد الطريق إلى ذلك، ليبقى التنظيم على وشك التصنيف منظمة إرهابية.
دول صنفت الإخوان تنظيمًا إرهابيًا أو حظرتها
1980.. سوريا
شعلة البداية انطلقت من سوريا ذلك البلد العربي الذي استشعر مبكرًا خطر تنظيم الإخوان على مواطنيه، فصنفته عام 1980 تنظيما إرهابيا.
وسنت سوريا عقب محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس حافظ الأسد في عام 1980، القانون رقم 49، الذي بموجبه صنفت الجماعة منظمةً إرهابية، وأضحى التعامل مع الجماعة جريمة جنائية، كما أصبح الانتماء لها بعضويتها جريمة يعاقب عليها القانون بالإعدام.
2006.. روسيا
في حدث بدا مفاجئا حينها؛ نظرًا لنشأة تنظيم الإخوان في الشرق الأوسط، كانت روسيا أول دولة أجنبية تدرج الإخوان على لائحة الإرهاب.
ففي 28 يوليو/تموز 2006، وفي أعقاب أعمال العنف التي قام بها "الإخوان" في مناطق شمال القوقاز، التي تحظى بأغلبية إسلامية، وتقديمها الدعم المالي للعناصر التي تقاتل القوات الروسية، صنفت روسيا جماعة الإخوان إرهابية ضمن قائمة ضمت 22 منظمة وجماعة.
القرار أرجعه جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، حينها إلى أن الجماعة الإرهابية كانت تقدم الدعم المالي للعناصر التي تقوم بعمليات عدائية ضد القوات الروسية، مشيرًا إلى أن الجماعة تعتمد على العنف والإرهاب.
2009.. كازاخستان
بعد روسيا بثلاثة أعوام، صنفت دولة كازاخستان -كثاني الدول الأجنبية- الإخوان تنظيمًا إرهابيًا، بعد إصدارها في 7 مايو/أيار 2009 قرارا بتوسيع قائمة المنظمات الإرهابية إلى 31 منظمة، كان على رأسها جماعة الإخوان. وبموجب القرار منعت قيادات الإخوان من الوجود داخل الأراضي الكازاخستانية.
2013.. مصر
الضربة القاصمة لظهر تنظيم الإخوان كانت من مصر، حيث تأسس التنظيم الإرهابي على يد حسن البنا، فوزير التضامن الاجتماعي المصري -آنذاك- أحمد البرعي أعلن في 25 ديسمبر/كانون الأول 2013 أن حكومة بلاده وضعت جماعة الإخوان المسلمين ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
وبموجب القرار الذي جاء بعد تفجير دام استهدف مقر مديرية الأمن في المنصورة، شمالي البلاد، أصبحت أنشطة الإخوان بما فيها التظاهر محظورة في ذلك البلد الأفريقي، الذي ثار مواطنوه في يوليو/تموز 2013 ضد الحكومة الإخوانية والرئيس الإخواني محمد مرسي في مظاهرات استمرت حتى جرى اقتلاع جذور التنظيم الإرهابي.
وحذر الوزير المصري -آنذاك- جماعة الإخوان من مخالفة هذه القرارات، مشيرًا إلى أنه ستطبق عليها (الإخوان) بنود "مكافحة الإرهاب" التي أضيفت إلى قانون العقوبات المصري في عام 1992.
كما حذر من استمرار أي عضو في الانضمام إلى جماعة الإخوان، مما يعني "أنه يشاركها في إرهابها وسيطبق عليه القانون" المتعلق بمكافحة الإرهاب.
قرار الحكومة المصرية -آنذاك- جاء بعد شهرين من إصدار محكمة مصرية في 23 سبتمبر/أيلول 2013 حكمًا بحظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين وكل المؤسسات المتفرعة عنها والتحفظ على جميع أموالها ومقارها.
2014.. السعودية
بعد قليل من القرار المصري، دخلت المملكة العربية السعودية على الخط، فأعلنت وزارة داخليتها في مارس/آذار 2014 تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي ضمن أول قائمة من نوعها تضم عدداً من المنظمات داخل وخارج المملكة.
وشملت القائمة، التي أعلنتها وزارة الداخلية السعودية -آنذاك- تنظيم القاعدة وفروعه في جزيرة العرب واليمن والعراق، وتنظيم الدولة في العراق والشام "داعش"، وجبهة النصرة في سوريا، وحزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي باليمن.
وحذرت الداخلية آنذاك السعوديين والمقيمين في المملكة من عواقب تقديم أي دعم من أي نوع، حتى لو كان بالتعاطف، للجماعات المدرجة على قائمة الإرهاب.
2014.. الإمارات
قوبل القرار السعودي بترحيب من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أصدرت وزارة خارجيتها في 8 مارس/آذار 2014 بيانا أعربت فيه عن تأييدها، ووقوفها بقوة مع التوجه الذي انتهجته المملكة باعتبار هذه الجماعات إرهابية.
وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 أصدرت دولة الإمارات مرسوما حكوميا يقضي بتصنيف نحو 83 جماعة عربية ومحلية على لائحة التنظيمات الإرهابية؛ أبرزها "جماعة الإخوان المسلمين"، وتنظيم داعش الإرهابي و"جبهة النصرة" و"أنصار الشريعة" في ليبيا وتونس، وتنظيم "القاعدة" و"جماعة أنصار بيت المقدس" بمصر.
2014.. كندا
في أبريل/نيسان 2014، وافق البرلمان الكندي بالأغلبية الساحقة على إدراج جماعة الإخوان المسلمين على قوائم الإرهاب، استجابة لالتماس تقدمت به الجالية المصرية في كندا للمطالبة بحظر أنشطة الإخوان هناك.
وعن القرار، قال عضو الحزب الليبرالي الكندي شريف السبعاوي، في تصريحات صحفية -بثت آنذاك- إن "البرلمان الكندي وافق بأغلبية ساحقة على إدراج تنظيم الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية"، مشيرًا إلى أن "نواب المعارضة والحكومة صوتوا على إدراج الإخوان ضمن قوائم الإرهاب، لتنضم بذلك إلى تنظيم القاعدة وحركة حماس".
2023.. جزر القمر
صفعة جديدة لتنظيم الإخوان جاءت من دولة جرز القمر، والتي قامت بتصنيف التنظيم الدولي لجماعة الإخوان ككيان إرهابي، وفق مرسوم وزارة الداخلية في جزر القمر الصادر في 9 فبراير/شباط الجاري، ووقعه وزير الداخلية فقر الدين محمود، حسب ما نقله موقع "لا ريفيرونس باريس".
وجاء في المرسوم أنه: "وفقا لأحكام المادتين 1 و27 من القانون AU 004-21 المؤرخ في 29 يونيو/حزيران 2021 المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتمويله، ومكافحة تبييض الأموال والمنظمات الإرهابية وكافة الجماعات التي تغطي هذه الحركات، سواء كانت تتحرك بأوامرها أم بالمشاركة معها، تُحظر أهدافها ووسائلها في الهياكل المذكورة، وتشمل هذه القائمة إضافة لجماعة الإخوان، تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وجماعة بوكو حرام وكل الحركات المنضوية تحت لواء الشبكة الشيعية مثل مليشيات الحوثي في اليمن والهياكل المرتبطة بحزب الله والتي تعمل في اليمن".
ويظهر المرسوم أن جزر القمر ترسل إشارة قوية حول استعدادها لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله وتمويله، وكذا جميع الهياكل المتخصصة في تمويل الأنشطة الإجرامية".
2023.. باراغواي
إلى قائمة الحظر، دخلت دولة باراغواي الأسبوع الجاري، بعد موافقة اللجنة الدائمة بكونغرس البارغواي على اعتبار الإخوان "تنظيما إرهابيا يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكا خطيرا لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة".
وفي استعراض لموجبات الموافقة على القرار، قال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني واطلعت عليه "العين الإخبارية"، إن "جماعة الإخوان التي تأسست في 1928 بمصر تقدم المساعدة الأيديولوجية لمن يستخدم العنف ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب"، مؤكدا أن دولة بارغواي "ترفض رفضا قاطعا جميع الأعمال والأساليب والممارسات الإرهابية".
وبحسب إعلام محلي فإن التصنيف من شأنه أن يحد من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات إرهابية وزعزعة استقرار الدول.
دول على طريق تصنيف الإخوان إرهابية
البحرين
وتضامناً مع الموقفَين السعودي والإماراتي، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة -آنذاك- في مارس/آذار 2014، إن مملكة البحرين تقف مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في تصديهما لمخططات الإخوان المسلمين.
وأضاف أن البحرين تتصدى لجماعة الإخوان المسلمين وتهديدها الإرهابي الواضح لاستقرار مصر والسعودية والإمارات، وتعتبره تهديداً للبحرين ولأمنها، مؤكداً أن البحرين ستتعامل مع أي تهديد مماثل من جماعة الإخوان المسلمين في البحرين بنفس الأسلوب الذي تتعامل به مع أي تهديد آخر لأمنها واستقرارها.
وأكد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن ما يمسّ أمن واستقرار الأشقاء في السعودية والإمارات هو مساس مباشر لأمن واستقرار البحرين والعكس صحيح، و"من يعاديهم هو بلا شك عدونا".
ورغم تلك التصريحات التي تؤيد بشكل مباشر تصنيف الإخوان إرهابيًا، إلا أن البحرين لم تصنف بشكل رسمي الجماعة تنظيمًا إرهابيًا.
النمسا
بعد عقود من العمل الحر بدون قيود، وجدت الإخوان نفسها منذ عام 2019، تحت ضغط كبير آخذ في التوسع والتشدد في القارة الأوروبية، إذ بدأ الأمر بحظر رموز الجماعة في هذا البلاد مارس/آذار 2019، ثم تأسيس مركز توثيق الإسلام السياسي في العام التالي، والذي يتولى دراسة وفحص أنشطة الجماعة، وكان له يد طولى قبل أشهر قليلة في فتح تحقيق جديد ضد مساجد الإخوان في فيينا، بتهمة التحريض على الكراهية ونشر التطرف.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، نفذت الشرطة النمساوية مداهمة هي الأولى من نوعها ضد جماعة الإخوان في أوروبا، واستهدفت مقرات في 4 ولايات نمساوية، وفتحت تحقيقا قانونيا في أنشطة الجماعة وعلاقتها بالإرهاب، لا يزال مستمرا حتى اليوم.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ دشنت النمسا آلية تعاون على المستوى الأوروبي عبر مؤتمرين لمكافحة الجماعة، في 2021 و2022، أسفرا عن تعاون عابر للحدود في رصد أنشطة الإخوان، بين فرنسا والنمسا وبلجيكا والدنمارك.
ومن شأن إدانة القضاء النمساوي للإخوان بالإرهاب في إطار مسار التحقيق الحالي، أن يؤدي إلى إجراءات مماثلة في دول مثل ألمانيا، ويصبح أساسا قانونيا لتصنيف المنظمة إرهابية في الاتحاد الأوروبي.
ألمانيا
يضع البرلمان الألماني جماعة الإخوان تحت ضغط غير مسبوق منذ عام كامل، عبر تقديم طلبات إحاطة ومشاريع قوانين لمحاصرة أنشطة الجماعة، ما أسفر عن نبذ ذراع الإخوان الطولى، منظمة الجالية المسلمة الألمانية، وتوقف حتى التنظيمات المظلية الممثلة للمسلمين عن التعامل معها.
كما تحقق السلطات الألمانية في نشاط مشبوه لشركة "أوروبا تراست" في شراء عقارات لصالح جمعيات إخوانية في الأراضي الألمانية.
فرنسا
نجحت السلطات الفرنسية في استبدال كيان قديم كانت الإخوان تمارس عليه نفوذا، ويمثل المسلمين في البلاد بـ"منتدى الإسلام" الذي أنشئ تحت نظر الدولة، ما أدى إلى فقدان الجماعة نفوذها بشكل مستمر في الأراضي الفرنسية.