سياسة
حظر الإخوان في أمريكا.. هل يسبق ترامب الكونجرس بقرار تنفيذي؟
ساعات ربما تفصل تنظيم الإخوان الإرهابي عن التحول إلى "جماعة محظورة"، لكن هذه المرة داخل القارة التي طالما دعمتها..
ساعات ربما تفصل تنظيم الإخوان الإرهابي عن التحول إلى "جماعة محظورة"، لكن هذه المرة داخل القارة التي طالما دعمته على مدار عقود طويلة، حالة ترقب لقرار إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي قد يعلن بين لحظة وأخرى "القطيعة" الكاملة بين بلاده والجماعة، ما الشواهد والدلائل التي عظّمت التوقعات لهذه النهاية، وهل ثمة أسباب أخرى وضعت الإخوان على الحافة ودفعت واشنطن للتخلص منهم!ترامب يسبق الكونجرس
وقال أحمد بان، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن المؤشرات تؤكد جدية إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في موقفها المعلن سابقا من تنظيم الإخوان الإرهابي، وقد يستبق ترامب موقف الكونجرس، ويصدر قرارا تنفيذيا بحظر الجماعة واعتبارها إرهابية خلال ساعات قليلة، وهي الخطوة التي ستنال احترام كافة المؤسسات الأمريكية أمام العالم لا سيما وأنها دولة تدار بنظام رئاسي.
وأوضح بان في تصريحات خاصة لـ"العين" أن القرار المرتقب يحرم الجماعة من حرية الحركة في قارة كاملة ويغلق مراكزها، وينهي فصلا من العلاقات استمر لخمسة عقود، وفّرت فيها الولايات المتحدة أقوى دعم سياسي وإعلامي للإخوان، بلغ قمته مع تبني الإدارة الديمقراطية للجماعة واعتبارها رقما صعبا في إدارة المشهد السياسي بمصر حتى وصلت لحكم البلاد، ولكن الإدارة الجمهورية يبدو أنها تختلف تماما عن سلفها وأعلنت في أكثر من موقف أن لا فرق بين الإخوان والتنظيمات الإرهابية المسلحة من وجهة نظرها.
وأشار إلى أن حظر الإخوان لا يعني توقف علاقاتها السرية بجهاز الاستخبارات الأمريكي CIA، فهذا الجهاز الأمني الضخم الذي لا يتمتع بعلاقة دافئة مع إدارة ترامب، اعتبر تنظيم القاعدة من قبل "إرهابيا" وفي الوقت ذاته استخدمه خارجيا بما يحقق مصلحة أمريكا في العالم، ولن يضحي بكل أوراق اللعب التي حصلت عليها الإدارات الأمريكية السابقة ضد الإخوان، فالجماعة عُرفت تاريخيا بعلاقات سرية مع 16 جهاز استخبارات عالميا، كانت تصب كلها في الجهاز الاستخباراتي الأكبر CIA، وفي الأغلب ستستمر العلاقة السرية بما يحقق المصلحة الأمريكية.
وحول ردود أفعال متوقعة للجماعة، رجح أن تتبع "استراتيجية الكمون" المعروفة داخل التنظيم، وتعني العمل كجماعة محظورة، وتوجه أعضائها وكوادرها للعمل بشكل سري.
الإخوان فقدت 3 مزايا
توحيد مجدي، الكاتب المتخصص في شؤون تنظيم الاخوان الإرهابي، يشير إلى ثلاثة مستجدات تحل لغز استغناء أمريكا عن تنظيم الإخوان حتى أوشكت على حظره بالكامل، فيقول إن الإدارة الأمريكية مهما اختلف مسمى الحزب الحاكم أو الرئيس، فهي تتعامل مع كل كائن على وجه الأرض بمنطق أهميته وقوته في اللحظة التي ترغب في استغلاله بها، وعندما سقطت بعض المبادئ من العلاقة التي ربطتها بالإخوان على مدار 5 عقود مضت، قررت الاستغناء عنهم، فالإخوان ضاعت قوتهم بشكل كامل، ضاع نفوذهم السياسي والاجتماعي الدولي أيضا بشكل كامل، وأخيرا بالمنطق الأمريكي أصبحت عبئًا على الإدارة الحاكمة، فبات الوقت مناسبا لبحث الموقف ونظر ما إذا كانت الإدارة الأمريكية "محتاجة" للاخوان أم أن وقت الحسم لاح.
أوروبا سبقت ترامب في تحديد موقفها الحالي من التنظيم، ولأن قاداتها اعتادوا اللعب بأوراق السياسة، وعدم التفريط فيها بسهولة، قررت تجميد موقفها من الجماعة ربما تحتاج إليها مستقبلا، بينما يميل دونالد ترامب لفكرة الحسم، يخدمه في ذلك تقلب مزاجه وافتقاده الخبرة السياسية، فمن المرجح أن يحسم كافة الملفات التي تركها سلفه باراك أوباما معلقة.
وأوضح مجدي أن فكرة الحسم التي تنتهجها إدارة ترامب تطبقها مع الأمريكان أنفسهم ، ولذلك فالإخوان لن يكونوا استثناء، والعقلية الاقتصادية لترامب تجعله يتخلص من الجماعة التي تكلف بلاده دعما ماديا ضخما في حين أن الفائدة التي كانت تتحقق منها لم تعد قائمة ولم تعد لها القوة والتأثير على أرض الواقع.
وعن رد الفعل المتوقع من جانب التنظيم الإرهابي إذا صدر قرار الحظر الأمريكي، توقع مجدي أن يكثف عملياته داخل الولايات المتحدة، ويضيف إلى جدول أعمال كوادر الجماعة حول العالم بندا جديدا يضمن الوقوف ضد المصالح الأمريكية في كل مكان، فالإخوان لا تعمل بمفردها وإنما بالتعاون مع التنظيمات المسلحة في كل مكان، كما كانت تعمل بالتنسيق مع تنظيم القاعدة في السابق، وكان أهم التنظيمات التي خرجت من رحم الإخوان آنذاك. aXA6IDEzLjU5LjIzNC4xODIg جزيرة ام اند امز