عهد ترامب.. نهاية مأساوية وشيكة لعلاقة الإخوان بواشنطن
الرئيس الأمريكي يعتزم وضع الجماعة على لائحة المنظمات الإرهابية
ترامب أثبت جديته للعالم؛ ما جعل ترقب النهاية المأساوية لعلاقة جماعة الإخوان المسلمين بالولايات المتحدة يلوح في الأفق
نجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أن يثبت جديته للعالم بعد أيام من توليه منصبه رسمياً؛ ما جعل ترقب النهاية المأساوية لعلاقة جماعة الإخوان المسلمين بالولايات المتحدة يلوح في الأفق، وينتهي عهد راهنت فيه واشنطن على الجماعة لقيادة ما كانت تعتقد أنه تحول "ديمقراطي في الشرق الأوسط".
ويضع القرار المرتقب للرئيس الأمريكي الجماعة التي تكافح من أجل أن تظل حاضرة في خطابات الساسة الغربيين بعدما فقدت ظهيرها الجماهيري بعد عام واحد قضته في حكم مصر، على قائمة المنظمات الإرهابية.
وتحدثت تقارير صحفية أمريكية عن أمر تنفيذي قيد النظر من قبل إدارة ترامب، من شأنه أن يوجه وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية. وبالنظر للقرارات التي أقدم على اتخاذها ترامب خلال الأيام القليلة الماضية وفاءً بوعوده الانتخابية، يتوقع مراقبون أن يصدر قرار اعتبار الإخوان منظمة إرهابية خلال الفترة القليلة المقبلة.
وسعت جماعة الإخوان خلال السنوات الثلاث الماضية لاستثمار علاقتها بالإدارة الأمريكية، وظل قادة الإخوان الذين نجحوا في الهرب من مصر يتحركون في أروقة مؤسسات الحكم الرئيسية في واشنطن دون تحفظ، وهو ما كان يلقي بظلاله على العلاقات المصرية الأمريكية، ودفع القاهرة للإعراب عن انزعاجها أكثر من مرة.
ويصف القيادي السابق في جماعة الإخوان كمال الهلباوي، القرار المرتقب بالـ"ضربة الموجعة وغير المسبوقة"، مشيراً إلى أن تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية يعقد عملية إدارة أموالها، ويسيء لسمعة تنظيم كان فيما مضى أحد الأوراق التي تبني عبرها الولايات المتحدة استراتيجيتها في المنطقة.
وفي وقت سابق كان الهلباوي، وهو المتحدث السابق باسم الجماعة في الغرب، قد استبعد أن يقدم ترامب على اتخاذ قرار اعتبار الجماعة منظمة إرهابية.
وخلال الحملة الانتخابية لترامب حملت تصريحات أطلقها مقربون منه إشارات عن عزمه مساندة مشروع قانون وضع الجماعة على قائمة التنظيمات الإرهابية، والذي حصل بالفعل على موافقة اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي في فبراير/شباط العام الماضي.
ويعني إقرار القانون "منع أي أمريكي أو مقيم على أراضٍ أمريكية من التعامل مع أي شخص أو جهة على علاقة بتنظيم الإخوان في أي بقعة من العالم"، و"منع أي مواطن أجنبي على صلة بالتنظيم من دخول الأراضي الأمريكية"، بالإضافة إلى "حظر أي ممتلكات أو أموال في حوزة مؤسسات مالية أمريكية تخص الجماعة".
لكن الرئيس الأمريكي لا يبدو مستعداً لانتظار نيل القانون المقترح بإدراج الجماعة على لائحة الإرهاب موافقة مجلسي النواب والشيوخ، ومن المرجح أن يُصدر أمراً تنفيذياً بهذا الخصوص.
والتزمت الجماعة الصمت في انتظار التطورات التي تحملها الساعات المقبلة، لكنها سبق أن أبدت تماسكاً حيال التلويح بدعم القانون؛ حيث استبعد نائب مرشد الإخوان إبراهيم منير، إقدام ترامب على اتخاذ قرار وضع جماعته على "قوائم الإرهاب" الأمريكية، قائلاً إن هذا القرار "لا نرجوه.. ولا نخشاه"، مشيراً إلى أنه ليس من السهل أن ينفرد الرئيس الأمريكي بهذا القرار.
لكن بحسب وليد فارس، مستشار ترامب للشؤون الخارجية، يرى الرئيس الأمريكي الجديد أن الإخوان المسلمين من أخطر الجماعات التي تغذي الفكر المتطرف؛ لذا فهو يريد توجيه ضربات للتنظيم الإخواني وليس احتواؤه سياسياً، مثلما فعل سلفه باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون.
وبالنسبة لأنصار الإخوان الذي هللوا قبل ما يزيد عن 3 سنوات حينما أعلنت منصة اعتصامهم في ميدان رابعة العدوية شرق القاهرة عن تحرك الأسطول الأمريكي قبالة السواحل المصرية، أملاً في تحرير محمد مرسي، رئيسهم المعزول، يبدو الإجراء المرتقب هو الأكثر قسوة في مسيرة تنظيم تصدع تحت وطأة الضربات الأمنية الموجعة في الداخل وبات رهانه موزعاً بين خيار الإرهاب أو الوقوف على أبواب الحكومات الغربية.