جالية مصر في تركيا بقبضة 16 إرهابيا.. كيان إخواني فاقد الشرعية
16 من القيادات الإخوانية الهاربة قفزت على كيان لإدارة الجالية المصرية في تركيا، في انعكاس واضح لتمدد الجماعة الإرهابية داخل الجالية.
وأفرزت ما يدعى الإخوان أنها انتخابات أجريت في 23 يناير/كانون الثاني، عن هيمنة الإرهابي عادل راشد، الذي كان نائبا في البرلمان إبان فترة المعزول محمد مرسي، على كيان إدارة الجالية، فيما بات بديله هو المستشار السابق لمرسي سيف عبدالفتاح.
راشد وعبدالفتاح هما وجهان لعملة واحدة، إذ إن الشخصين هاربان لتركيا منذ سقوط حكم الإخوان في ٢٠١٣، ويروج كلاهمها لأفكار الجماعة المتطرفة، غير أن الأول يدير أنشطة الجماعة تحت ستار رابطة "برلمانيون من أجل القدس"، ويمتلك شبكة من العلاقات الخارجية، وربما هذا ما رجح كفته.
أما عبدالفتاح، فبحسب مراقبين، يصلح لأن يكون الوجه الاحتياطي الذي يشارك في إدارة المشهد من وراء الستار، عبر التحقيق في أي ملاحقات لأعضاء ما يسمى بجمعية الجالية المصرية.
حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، كشف حقيقة إضافية في حديث لـ"العين الإخبارية"، إذ قال "عبدالفتاح مهندس هذه الانتخابات وهذا الكيان الإخواني المسمى بجمعية الجالية المصرية، فبحكم دراسته للسياسة رسم الطريق لشرعنة وجودها في تركيا".
وسيف الأستاذ الجامعي المفصول منذ فبراير/شباط ٢٠١٤، هو أحد مستشاري المعزول مرسي، وظل يناور للخروج من مصر، قبل أن يهرب عبر الحدود مع السودان، وصولا لتركيا.
وتضم القائمة التي استحوذت على انتخابات الجمعية نادر فتوح، وهو أحد الوجوه الإخوانية على قناة الشرق، والذي يدير مجموعة من اللجان الإلكترونية من الخارج عبر عدد من الصفحات المناهضة للدولة المصرية، وهدفها تأليب الرأي العام وزعزعة الاستقرار.
كما تضم قائمة مجلس الإدارة كلا من أحمد أبوذكري رجل الأعمال الإخواني، وأسامة عبدالقوي الناشط الإخواني، وتامر الجندي وهو قيادي إخواني بمكتب الإخوان بالدقهلية، وهبة حسن الحقوقية الإخوانية، ومحمد عبدالعزير الهواري القيادي بالجبهة السلفية، ومحمد علام.
ولم تحمل انتخابات ما يسمى بجمعية الجالية المصرية أية مؤشرات على المنافسة بين الإخوان وغيرهم، إذ ترشحت ثلاث قوائم تصدر كل قائمة أحد القيادات الإخوانية الإرهابية، وهم عادل راشد، وأحمد رامي الحوفي الذي كان يشغل منصب نقيب صيادلة القليوبية إبان عهد مرسي، وأخيرا خالد نورالدين رئيس شبكة رصد الإخوانية.
الغزلاني.. الإرهابي الهارب
ولم يكن فوز عادل راشد مفاجئا بقدر ما كانت تشكيلة الأسماء التي هيمنت على الجالية، إذ ضمت أيضا محمد نصر الدين الغزلاني المدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية.
وخلال الأشهر القليلة الماضية التي أعقبت مطالبات أمريكية بتسليمه لتورطه مع تنظيم القاعدة، تغيب الرجل الخمسيني عن التجمعات الإخوانية، وعلق عمل مكتبه القانوني المعروف باسم "غزلان للاستشارات القانونية" قبل أن يعاود الظهور بشكل علني في الانتخابات الأخيرة لجمعية الجالية المصرية.
ويصف مراقبون الغزلاني بأنه "قائد الإرهابيين" في منطقة كرداسة ضد الجيش والشرطة قبيل هروبه إلى تركيا.
واستطاع الغزلاني اللعب على أحبال تنظيم "داعش" والتعاون معه في تنفيذ عمليات خارج تركيا، وكذلك على أحبال الاستخبارات التركية، بعدما أوشى عن 16 شخصا مقابل الإفراج عنه.
الخبير السياسي في جماعات الإسلام السياسي سامح إسماعيل يرى أن وجود الغزلاني وعدد من رجال الأعمال الإخوان من بينهم أحمد أبوذكري ومحمد الهواري ومحمد علام، في جمعية الجالية المصرية، يشبه محاولة خلق تكتل يضم عناصر القوة داخل جبهة إسطنبول وتوظيف الأوعية المالية لصالح الأجندة الخاصة بمجموعة محمود حسين.
وتثير هذه القائمة على وجه الخصوص التساؤلات بشأن ما إذا كان الصراع قد اقترب من الحسم لصالح جبهة محمود حسين في تركيا، إذ إن قائمة جمعية الجالية المصرية من مؤيدي هذه الجبهة في التنظيم.
غطاء لحسم الصراع
سامح إسماعيل يعلق "جمعية الجالية المصرية في تركيا لا يمكن اعتبارها الممثل الرسمي والحصري للجالية المصرية، وتمدد الإخوان في داخلها معروف من فترة ليست بالقصيرة، حيث كانت واجهة إخوانية مثلها مثل عدد آخر من الجمعيات والكيانات هناك".
ويوضح إسماعيل لـ"العين الإخبارية": "التحرك الذي قام به التنظيم للهيمنة بشكل مباشر على مجلس إدارة الجمعية يأتي في سياق رغبة مجموعة محمود حسين في الظهور خلف واجهة شبه رسمية، ومنح الجبهة غطاء يمكنها من خلاله التحرك في مواجهة جبهة إبراهيم منير في لندن".
ويرى مراقبون أن فور قائمة "عادل راشد" يشكل خسارة لجبهة منير التي كانت تدعم قائمة "أحمد رامي"، ما يرجح كفة محمود حسين في الصراع على قيادة التنظيم.
وتعيش جماعة الإخوان حالة من التدمير الذاتي بعد تعمق الصراع بقمة هرم التنظيم الذي بات برأسين، حيث تتناحر جبهتا "لندن" بقيادة إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد في مقابل جبهة "إسطنبول" التي يتزعمها محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة.
أحمد بان، الخبير في الإسلام السياسي يقول لـ"العين الإخبارية"، "محمود حسين فضل خلال الفترة السابقة ألا يقود المعركة عبر ساحة الإعلام بل ظل يعمل عبر الفروع البعيدة عن سيطرة منير في تركيا والصومال وماليزيا".
ومن بين هذه الفروع رابطة الجالية المصرية في تركيا، حيث يرى أن هزيمة قائمة أحمد رامي والتي كانت أقرب لمجموعة منير، تعد انتصارا لجبهة حسين.
وتوقع الخبير السياسي أن يجري حسين انتخابات جديدة في تركيا ينتزع بها بيعة هذا القطر، ليثبت نفسه على رأس تتظيم الإخوان.
مناورة جديدة
بعد آخر يشير إليه إسماعيل وهو "اعتبار الخطوة كنوع من التماهي مع الإجراءات التركية الرافضة للتحركات الإخوانية الرسمية، حيث يمكن للتنظيم التحرك وعقد الاجتماعات وسائر الأنشطة من خلال الجمعية".
ويتبنى إسماعيل الرأي القائل بأن ما جرى عبارة عن مناورة سياسية تحت مظلة تسعى الجماعة من خلالها للتحرك بشكل شرعي.
على نفس الخط، يقول حسن سلامة: "الإخوان لديها تاريخ في محاولة التماهي والمناورة مع الإجراءات التي تحد من تحركاتها، وبالتالي هي تستهدف التخفي وممارسة أنشطتها ضد الدولة المصرية، تحت ستار مشرعن وقانوني".
وفي أعقاب التقارب المصري التركي غيرت أنقرة من سياستها عبر وقف قنوات إعلامية، وتحذير رموز الإخوان من ممارسة أية أنشطة عدائية للدولة المصرية من أراضيها.
ووفق ما أعلنته الصفحات المحسوبة على جماعة الإخوان الإرهابية، فإن نحو ٨٤٠ شخصا شاركوا فيما سمي بانتخابات الجالية المصرية في تركيا، فيما تشير التقديرات الإعلامية أن عدد المصريين في تركيا يبلغ قرابة ٣٠ ألفا.
ويتفق سلامة مع إسماعيل في أن هذه الجمعية لا تعبر عن مجموع المصريين الموجودين في تركيا، خاتما حديثه "كعادتهم كونوا لأنفسهم جالية تقتصر على كل من يدعم ويؤيد ويروج للفكر الإخواني".
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg جزيرة ام اند امز