"المجتمعات المسلمة" يبحث تحديات التعليم الإسلامي بعد كورونا
المؤتمر يبحث تحديات أزمة كورونا التي مثَّلت نقطة تحول جديدة وغير مسبوقة في تاريخ مؤسسات التعليم في العالم
ينظم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بالشراكة مع رابطة الجامعات الإسلامية، وعدد من الجامعات والكليات الإسلامية والمؤسسات والهيئات ووكالات جودة التعليم المعنية بشأن التعليم العالي، السبت، مؤتمراً افتراضياً علمياً دولياً تحت عنوان "التحديات التي تواجه التعليم الإسلامي العالي بعد أزمة كورونا".
ويبحث المؤتمر تحديات أزمة كورونا التي مثَّلت نقطة تحول جديدة وغير مسبوقة في تاريخ مؤسسات التعليم في العالم، حيث اضطرت هذه المؤسسات إلى اللجوء للتعليم عن بُعد خلال فترة الإغلاق التي فرضتها الحكومات للحفاظ على الحياة، ما خلق واقعاً جديداً سيدفع القائمين على التعليم إلى إعادة النظر في منظومة التعليم العالي من حيث فلسفته وأهدافه ونظمه ومناهجه ووسائله وأنشطته وحاجة العالم من التعليم العالي، وفقا لما نقلته وكالة أنباء الإمارات "وام".
وقال الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إن المؤتمر الافتراضي الدولي العلمي "التحديات التي تواجه التعليم الإسلامي العالي بعد أزمة كورونا"، ينظر إلى أهمية التعليم الإسلامي العالي باعتباره جزءا لا يتجزأ من هذا الواقع وسيخضع للتغييرات التي ستطال نظم التعليم في العالم، من خلال إثارة عدد من التساؤلات المهمة التي تتعلق بمعرفة مدى استجابة القائمين على التعليم الإسلامي العالي على هذا التحدي الجديد، وما إذا كان التعليم الإسلامي العالي يملك التقاليد الكافية على مستوى أعضاء هيئة التدريس والمتعلمين للانتقال إلى مرحلة التعليم عن بعد.
وأضاف أن المؤتمر سيواجه إشكاليات التعليم الإسلامي العالي ويقدم إجابات مقنعة وعملية وقابلة للتنفيذ، وذلك بدراسة إمكانيات مؤسسات التعليم العالي الكائنة في مجتمعات محدودة الموارد البنية التحتية اللازمة للتعليم عن بعد، ومدى توفر مناهج التعليم المرنة والقابلة للتنفيذ من خلال الوسائل التكنولوجية، وكيفية توافق منهجيات التقويم والامتحانات عن بعد وآلياتها التكنولوجية مع طبيعة مناهج التعليم الإسلامي، ولاسيما أن كثيراً منها يعتمد على الحفظ والتذكر والاسترجاع والامتحانات الشفهية.
ومن أبرز المحاور التي سيتطرق إليها المشاركون في المؤتمر، تحديث المناهج التعليمية من حيث الموضوعات والمجالات التي يتم تقديمها، وتحديث الكتاب الجامعي بصورة تجعله يركز على الفكرة والمنهج والمهارة والتفكير الناقد أكثر من التركيز على المعلومة والموضوع، وتأهيل الأساتذة الجامعيين وتدريبهم على النظم التعليمية الحديثة التي يتم تطبيقها في التخصصات الاجتماعية والإنسانية والتطبيقية سواء في التدريس أو التقويم، وكذلك تطوير نظم للتقويم جديدة تعتمد على قياس المهارات العقلية وليس قياس التحصيل المعرفي، وبالتالي تطوير مناهج عالمية من حيث المعايير ومحلية من حيث المحتوى والموضوع.
كما يناقش المشاركون، من خلال أوراقهم العلمية الثرية، مسألة تطوير مساقات موحدة في الموضوعات الثابتة المتفق عليها مثل مناهج القرآن الكريم والسنة النبوية والعقيدة وأصول الفقه والقواعد الفقهية وأسباب اختلاف الفقهاء والفقه المقارن وعلوم اللغة والاستفادة من الخبرات الرائدة والمنهجيات الحديثة في العلوم الاجتماعية والإنسانية في تقديم المناهج الإسلامية بشكل عصري يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بالإضافة إلى توفير آلية دولية لتدريب أعضاء هيئة التدريب على تنفيذ التعليم عن بعد من خلال وسائط تكنولوجية، وتفعيل دور المؤسسات الدولية التي تعنى بالتنسيق بين الجامعات مثل رابطة الجامعات الإسلامية، واتحاد الجامعات الإسلامية.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4yNDcg جزيرة ام اند امز