12 توصية في ختام الملتقى الأول لشباب المجتمعات المسلمة بأبوظبي
التحديات التي تواجهها المجتمعات المسلمة تفرض ضرورة تمكين الشباب من الجنسين في تصدر المشهد، وقيادة مؤسسات مجتمعاتهم
التقى أكثر من 200 من شباب المجتمعات المسلمة من الجنسين، يمثلون مختلف دول ومناطق العالم من جزر فيجي إلى أوروجواي والبرازيل، ومن نيوزيلندا إلى إستونيا وليتوانيا، خلال فعاليات الملتقى العالمي الأول لشباب المجتمعات المسلمة بأبوظبي، التي استمرت يومي 7 و8 ديسمبر/ كانون الأول.
وشاركهم الحوار حكماء من الخبراء، والسياسيين، والوزراء السابقين والحاليين، من نفس مجتمعاتهم، وكان الحوار غاية في الثراء والعمق، جمع بين فكر الشباب وتطلعاتهم وأحلامهم، وبين حكمة الكبار وخبراتهم وعمق تجاربهم.
افتتح الملتقى بكلمات للدكتور علي النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، والدكتور قطب مصطفى سانو مستشار رئيس جمهورية غينيا للتعاون الدولي وعضو الأمانة العامة للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، وفضيلة الشيخ إلدار علي ألدينوف النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا.
ثم انطلق الحوار على مدى 6 جلسات، تناولت موضوعات متنوعة، قادها وتحدث فيها الشباب والكبار من النساء والرجال، وتناولت المحاور 6 موضوعات: كيف تكون قائداً في المستقبل؟ والمواطنة والدين في عصر الإعلام الجديد، والاندماج والمشاركة في بناء المجتمعات من خلال التعاون مع أتباع الأديان، ومقاربات جديدة للفقه والتعليم الإسلامي والقيم، والابتكار وريادة الأعمال والعمل الخيري، وأخيراً تم عرض نماذج من نجاحات الشباب أنفسهم، تلهم الشباب لتحقيق ريادة المستقبل.
وخلص الملتقى إلى التأكيد على مجموعة من التوصيات، جاءت كالتالي..
1- أكد الحضور توجيه الشكر والتقدير والعرفان لدولة الإمارات وقياداتها الملهمة، التي تنشغل دائماً بالتفكير في المستقبل، وتحرص على دعم المجتمعات المسلمة، وتأمين مستقبلها، وتحقيق استقرارها، وازدهارها، وتعمل بصورة لا تعرف الكلل أو الملل على إحياء وترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة، التي تحقق السلام والأمن والاستقرار للمجتمعات، وترسخ قيم التسامح والتعايش.
2- التحديات التي تواجهها المجتمعات المسلمة تفرض ضرورة تمكين الشباب من الجنسين في تصدر المشهد، وقيادة مؤسسات مجتمعاتهم، وتمكين فكرهم ورؤيتهم وطموحاتهم.
فقد عانت الكثير من هذه المجتمعات من أنماط قيادات لا تنتمي لها، ولم تنشأ فيها، وجاءت إليها حاملة هموم ومشاكل وأزمات مجتمعات أخرى، وارتهنت هذه القيادات العديد من المجتمعات المسلمة أفكارا ميتة، لا علاقة لها بواقع هذه المجتمعات التي يعيشون فيها، ولا تلبي احتياجاتها، ولا تجيب على تساؤلاتها، ولا تحقق طموحاتها.
3- تمكين الشباب من قيادة مجتمعاتهم سيمثل الحل الحقيقي للعديد من المشاكل والأزمات، لأن هذا الشباب نشأ في مجتمعات متعددة الأديان والأعراق والثقافات، ويعرف كيف يحقق قيم التعايش والتسامح والتعاون مع أتباع الديانات الأخرى من الذين يشاركهم الوطن والعيش والحلم.
4- لتحقيق التمكين الحقيقي للشباب في قيادة المجتمعات المسلمة، لا بد من أن تتوجه مؤسسات الدعم الخيري والتمويل إلى خلق حالة من الاستدامة في مؤسسات المجتمعات المسلمة التي سوف ينشئها الشباب.
وهذا بدوره يحتاج إلى رؤية جديدة لتمويل هذه المؤسسات، وتحقيق استدامتها، وعدم ارتهانها لأجندات خارجية، أو خضوعها لمصالح سياسية خارجية.
ويتحقق ذلك من خلال تأسيس أوقاف خيرية وفقاً لقانون الدول التي يوجدون فيها ونظمها وأحكامها، لضمان الاستدامة والاستقلالية، وتحقيق الأهداف الحقيقية للمجتمعات المسلمة.
5- التأكيد على بناء القدرات، وإعداد القيادات إعداداً علمياً حقيقياً، من خلال تأسيس مؤسسات لإعداد وتدريب، وإعادة تدريب وتأهيل جميع من يعملون في الشأن الديني، سواء المدرسين، أو الأئمة والوعاظ، أو مديري المراكز الإسلامية أو غيرهم.
على أن يتم تدريبهم تدريباً علمياً حقيقاً، وفقاً للنظم والأعراف الموجودة في مجتمعاتهم، والتي يتبعها ويسير وفقاً لها المنتمون للأديان والمذاهب الأخرى، والتي تعترف بها نظم التعليم والتدريب في دولهم.
6- التأكيد على الانتقال من حالة الانغلاق على الذات إلى حالة الانفتاح على شركاء الوطن، وجيران المجتمع، بأن تكون المراكز الإسلامية فضاء عاماً لخدمة المجتمعات المحلية.. مفتوحة للجميع، تقدم الخدمات لمن يحتاج إليها من الفقراء والمحتاجين، والراغبين في الاستفادة منها، وللمراكز الإسلامية أن تحدد المعايير والإجراءات التي تتسق مع النظم والقوانين في كل مجتمع ودولته.
7- ضرورة خلق فضاء للعمل المشترك مع شركاء المجتمع، من خلال تقديم القيم الإسلامية المشتركة مع باقي الأديان الأخرى في المجتمع، مثل التركيز على قيم الأسرة، والتعاون، ورعاية المحتاج، والحفاظ على البيئة، والتطوع والعمل الخيري.
وهذا سيحقق التعايش والتعاون، وسينتج عنه المزيد من التسامح، وسيسهم في علاج المشاكل السلبية، مثل حالات العنف والعداء العرقي والديني.
8- التأكيد على ضرورة إصلاح، وتطوير الخطاب الديني في جميع المجتمعات المسلمة، بما يتناسب مع احتياجات كل مجتمع، ومتطلباته، حيث يكون الخطاب الديني سواء في المساجد أو حلقات التعليم أو التثقيف مناسباً للمستوى الثقافي للمجتمع الذي يتعامل معه، وقادراً على الإجابة على أسئلة وإشكاليات الشباب خاصة والمجتمع بصورة عامة.
9- التأكيد على خصوصية كل مجتمع من المجتمعات المسلمة، وأن التحديات التي تواجهها تتعدد بتعدد دولها ومناطقها، وتتعدد بتعدد مستويات التنمية وتحدياتها التي تعيشها دولها.
فهناك مجتمعات مسلمة تمثل مشكلة الإسلاموفوبيا تحدياً حقيقياً بالنسبة لها، وهناك مجتمعات لا تعرف هذه المشكلة أصلاً، ولديها مشاكل من نوع آخر تتعلق بقضايا مختلفة كلية عن هذا، مثل الفقر، والصحة والنظافة.
10- التأكيد على أهمية توظيف الإعلام بكل أنواعه، الجديد والقديم، لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين، من خلال تقديم قصة جديدة للمسلمين غير التي هيمنت على صورتهم في الإعلام في العقدين الأخيرين، من 11 سبتمبر/أيلول 2001 إلى اليوم، وهذا يستلزم عملا إعلاميا متعدد الوسائل، احترافيا وعميقا، يحقق الأهداف وفقاً للمعايير العالمية الحالية والمستقبلية، ومن خلال لغتها وبوسائلها.
11- دعوة الحاضرين إلى ضرورة تكرار هذا الملتقى بصورة دورية، لضمان وصول صوت الشباب، ورؤيتهم وطموحاتهم وأحلامهم، ولضمان تمكينهم من قيادة مجتمعاتهم، فهم الأقدر والأجدر على ذلك، وهم المسؤولون عن صناعة مستقبلهم.
ولذلك فمن حق الشباب الطبيعي أن يكونوا في قيادة عملية صناعة مستقبل مجتمعاتهم الذي هو مستقبلهم هم وأسرهم وأولادهم، فليس من المعقول أن يترك لغيرهم الذي قد لا يفهمهم جيدا أن يفرضه عليهم.
12- الدعوة إلى تأسيس أمانة عامة لشباب المجتمعات المسلمة، تمثل بيت خبرة، وقاعدة انطلاق لصناعة مستقبل مزدهر للمجتمعات المسلمة، يصنعه شبابها.
وفي الختام، توجه المشاركون بالشكر للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ولرئيسه الدكتور علي النعيمي، وفريق العمل في المجلس، على تنظيم هذه الفعالية، وحسن إدارتها.
aXA6IDEzLjU4LjE2MS4xMTUg
جزيرة ام اند امز