مفاجأة في أزمة هدم تمثال مصطفى جواد بالعراق
في تطور مفاجئ، نفت وزارة الثقافة العراقية أي صلة لها بإزالة تمثال العلّامة مصطفى جواد في ديالى، ووصفت العملية بغير القانونية.
شهدت أزمة هدم تمثال العلّامة مصطفى جواد، أحد أبرز علماء اللغة العربية في العراق، تطورًا لافتًا بعدما أصدرت وزارة الثقافة والسياحة والآثار بيانًا رسميًا نفت فيه منح أي موافقة أو تصريح لتنفيذ عملية الإزالة التي أثارت جدلاً واسعًا خلال الأيام الماضية.
وأعربت الوزارة عن استنكارها الشديد لما جرى، مؤكدة أن ما حدث "يُعد تعديًا صارخًا على الرموز الوطنية والمعالم الثقافية التي تمثل ذاكرة العراق وهويته الحضارية"، مشيرة إلى أن العملية نُفذت دون أي موافقات رسمية أو تنسيق مسبق مع الجهات المختصة.
وأضاف البيان أن إزالة التمثال في محافظة ديالى تمثل مخالفة صريحة لتعليمات مجلس الوزراء التي تمنع إنشاء أو إزالة أي تمثال أو نصب تذكاري إلا بموافقة وزارة الثقافة، حفاظًا على الرموز التاريخية وصون الذاكرة الوطنية.
من جانبه، أوضح مدير بلدية قضاء الخالص، نصر جهاد، أن الإزالة جاءت ضمن أعمال تأهيل مدخل القضاء، مشيرًا إلى أن هناك مشروعًا جديدًا لنحت تمثال بديل خلال 90 يومًا بالتعاون مع وزارة الثقافة. كما أشار إلى أن التمثال القديم تعرض لتلف فني أثناء محاولة رفعه بسبب امتدادات حديد التسليح بين قاعدته ورأسه.
ويُعد الدكتور مصطفى جواد (1904–1969) أحد أهم أعلام اللغة والتاريخ في العراق والعالم العربي. وُلد في محلة "القشلة" ببغداد، ودرّس في مدارس العراق ومعاهده العليا قبل أن يبتعث إلى جامعة السوربون بفرنسا حيث نال درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب العربي.
واشتهر جواد ببرنامجه الإذاعي الشهير "قل ولا تقل" الذي ارتبط اسمه به لعقود، كما خلّف أكثر من 46 مؤلفًا في اللغة والتاريخ، وكان يتقن أربع لغات: الفرنسية والإنجليزية والتركية والفارسية.