جمعية "مصطفى محمود" تعالج 600 ألف مصري سنويا
40 عاما مرت على انطلاق الجمعية الخيرية التي أسسسها الكاتب المصري الشهير مصطفى محمود الذي ألّف قرابة 100 كتاب بمختلف الفروع.
"مصطفى محمود" جمعية خيرية خلدت مسيرة الفيلسوف والطبيب والكاتب المصري، ورسخت مفهوم العمل الإنساني في القاهرة من خلال مساعدة ملايين الفقراء والمساكين من المرضى غير القادرين، أو الأيتام الذين لا يجدون قوت يومهم، وكذلك الأرامل اللواتي تقطعت بهن السبل، لتصبح بذلك من العلامات المميزة في العمل الأهلي الخيري بالمنطقة.
40 عاما مرت على انطلاق الجمعية الخيرية التي افتتحت في شارع جامعة الدول العربية بحي المهندسين الراقي في الجيزة عام 1979، بفضل الكاتب الشهير مصطفى محمود الذي ألّف قرابة 100 كتاب، منها العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، كما قدم أكثر من 450 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير "العلم والإيمان".
قالت أمل، ابنة الراحل مصطفى محمود، إن فكرة إنشاء الجمعية بدأت في 1974 عندما أرسل والدها خطابا لأحد أصدقائه المغتربين في أوروبا، يخبره فيه برغبته في بناء مسجد ملحق به بعض العيادات الطبية في القاهرة، بعد نجاحه في توفير مبلغ 4 آلاف جنيه هي كل مدخراته، لكن هذا المبلغ كان قليلا لإنجاز المشروع.
وأشارت إلى نجاح والدها بعد أشهر في الحصول على قطعة أرض مساحتها 2500 متر مربع في الميدان، الذي صار يحمل اسم "ميدان مصطفى محمود" بشارع جامعة الدول العربية في المهندسين بمحافظة الجيزة، واستطاع جمع تبرعات من عدد من أصدقائه لتبدأ رحلة بناء صرح خيري عملاق، أصبح البذرة الأولى للعمل الأهلي في مصر.
وأضافت أمل أن والدها رسخ قاعدة الابتكار وتطوير أدوات العمل الخيري، متابعة: "كان لا يدخر جهدا في السفر إلى أقصي أطراف البلاد ليرسي أنبل صور التكافل والتراحم كإطعام الفقراء والمساكين وعلاج المرضى المحتاجين"، مشيرة إلى أن جمعية "مصطفى محمود" ليست مجرد جمعية أهلية تقدم مساعدات للبسطاء "بل هي كيان عملاق وعمود خيمة لمئات من المصريين منذ تأسيسه وحتى الآن"، على حد وصفها.
بينما أكد الدكتور محمد ربيع، مدير القطاع الطبي وعضو مجلس إدارة جمعية "مصطفى محمود"، أهمية العمل الخيري في دعم الوضع الصحي في مصر، مشيرا إلى أن عدد المترددين على العيادات التابعة للجمعية بجميع التخصصات وصل العام الماضي إلى 600 ألف حالة.
وأضاف أنهم في الجمعية يرفعون شعار "صحة المواطن أهم أولوياتنا"، لذلك يحرصون على توفير جميع الخدمات التي يحتاجها المريض منذ دخوله المستشفى وحتى تلقيه العلاج على أكمل وجه.
ولفت ربيع إلى أن عدد المترددين على أقسام الخدمات الطبية من معامل تحاليل ووحدات أشعة (رنين ومقطعية وموجات صوتية وأشعة عادية) خلال العام الماضي وصل إلى 500 ألف حالة، مشيرا إلى أن أسعار الخدمات الطبية تقدر بـ50% من أسعار السوق الموجودة بالمستشفيات والمراكز الطبية في مصر.
وذكر أن جمعية مصطفى محمود تعد بمثابة "ترمومتر" ضبط أسعار العمليات الجراحية في مصر بما تقدمه من دعم، لافتا إلى مساهمتها في إجراء عمليات لغير القادرين بـ700 ألف جنيه شهرياً.
وأوضح أنهم يساعدون في زراعة الكبد والكلى والقوقعة؛ إذ تسهم الجمعية بعلاج 30 حالة شهرياً بتكلفة تصل إلى 300 ألف جنيه، وكذلك المساعدة في الأجهزة الطبية بـ50 ألف جنيه شهريا، فضلا عن تقديم مساعدات دوائية للأمراض المزمنة وغير القادرين بـ500 ألف جنيه شهرياً.
تحدث ربيع عن إنشاء مستشفى على أعلى مستوى بمدينة 6 أكتوبر خارج القاهرة، قائلا: "هذا صرح عملاق ينتظر اكتماله"، لافتا إلى تسارع وتيرة الانتهاء من أعمال الإنشاءات بالمستشفى الجديد، الذي يسهم في حل مشاكل كثيرة بالمجال الطبي في مصر.
وأضاف أن المستشفى يشمل "أول معمل متكامل لجميع التخصصات، إضافة لقسم أشعة شامل، وكذلك قسم خاص بالجراحة يشمل جراحة العظام وجراحة الأورام والعلاج بالكيماوي".
لا يقتصر العمل في الجمعية على الخدمات الطبية فقط، فالعمل الخيري لا يتوقف؛ إذ توفر باقة خدمات متنوعة للبسطاء تشمل المساهمة في تكاليف الزواج وتقديم مساعدات لأكثر من 7 آلاف أسرة شهريا، وكذلك الدعم النقدي لعابري السبيل ويبلغ 100 ألف جنيه شهرياً.
وقال ربيع إن هناك مساعدة تقدم لأكثر من 500 طفل يتيم يوم عيدهم؛ لإدخال السرور على قلوبهم، فتقدم لهم الملابس والأحذية وهدايا أخرى، لافتا إلى مشروع القرض الحسن الدوار؛ إذ تخلق لجنة الخدمات مجتمعا منتجا بقرى الصعيد الفقيرة وتعلم أفراده بعض الزراعات وتسلمهم مواشي وأبقار لمساعدتهم في الزراعة، كذلك أنشئت مزارع سمكية بالأقصر والوادي الجديد.
وأشار عضو مجلس إدارة الجمعية إلى المساعدات الموسمية التي تشمل بطاطين الشتاء، لافتا إلى توزيع 15 ألف بطانية سنويا على أصحاب المعاشات والأمراض المزمنة في المحافظات الفقيرة، وكذلك توزيع 5000 كرتونة خلال شهر رمضان على المحافظات، لافتا إلى إنشاء مركز لتدريب الحاسب الآلي، وتعليم الخياطة، وإعطاء دروس للشهادات الثانوية، وكل ذلك بدون مقابل.
حسب ربيع، تعد مائدة الطعام من أكبر أنشطة الجمعية، وتستقبل 3 آلاف عابر سبيل يوميا، إضافة للوجبات الموزعة على الطرق والمستشفيات.