بالصور.. متحف الفن الإسلامي في مصر يزيل وجه الإرهاب عن إرثه التاريخي
افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي متحف الفن الإسلامي بعد إصلاح الأضرار التي لحقت به جراء التفجير الإرهابي الذي تأثر به في 2014.
أعادت مصر الأربعاء افتتاح متحف الفن الإسلامي بعد عمليات ترميم وتطوير استغرقت عامين عقب تفجير هشم واجهته وألحق أضرارا بعدد كبير من معروضاته التي تضم قطعا خزفية وفخارية ومنحوتات وحلى وزينة وعملات معدنية وأسلحة.
حيث افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء متحف الفن الإسلامي بالقاهرة بعد ترميمه وإصلاح الأضرار التي لحقت به جراء التفجير الإرهابي الذي ضرب مديرية أمن القاهرة المجاورة له في يناير/كانون الثاني 2014.
وتعرض مبنى المتحف لأضرار جسيمة طالت واجهته وبعض قاعات العرض وجزء من المقتنيات الأثرية به، وبلغت تكلفة ترميمه 57 مليون جنيه.
وقال وزير الآثار المصري خالد العناني: إن الانفجار أسفر عن تهشم 10 قطع أثرية بالكامل بينما تضررت 164 قطعة أثرية جزئيا وتم إعادة ترميمها، في حين لم تتضرر محتويات المخازن التي يصل عدها إلى 97 ألف قطعة.
ويعد هذا المتحف بانوراما فريدة من نوعها لكافة العصور الإسلامية بتراثها وفنونها من أعمال فنية يبلغ عددها 102 ألف قطعة أثرية نادرة تمثل الحضارة الإسلامية منذ فجر الإسلام وحتى نهاية العصر العثماني.
وتنتمي القطع الأثرية المعروضة بالمتحف على الجزيرة العربية وتركيا وبلاد فارس والمغرب والهند والصين، وهي تتنوع في خاماتها ما بين الخشب والجص والمعادن والخزف والزجاج والمنسوجات.
ويقع المبنى الحالي للمتحف العريق في ميدان باب الخلق الشهير بوسط القاهرة التاريخية، وشيد المبنى الحالي عام 1902 ليكون ثاني مبنى شيد بالخرسانة المسلحة بعد المتحف المصري، وافتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر/كانون الأول 1903.
وتعود فكرة إنشاء المتحف وجمع المقتنيات الثمينة به إلى عصر الخديوي إسماعيل، وفي عهد الخديوي توفيق قام "فرانتز باشا"، بجمع التحف الأثرية الإسلامية تم تجميع في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم بأمر الله، وفي عام 1881 صدر مرسوم خديوي بتشكيل لجنة لحفظ الآثار العربية، وبعد أن ضاق الإيوان بمقتنياته من التحف استقر الرأي على بناء المبنى الحالي في ميدان "باب الخلق" بالقاهرة تحت مسمى "دار الآثار العربية"، ووضع حجر الأساس عام 1899، وانتهى البناء عام 1902، ثم نقلت التحف إليه.
وحضر حفل افتتاح المبنى اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر في ذلك الوقت، وحضر رياض باشا رئيس مجلس النظار (مجلس الوزراء) وعدد من أعضاء مجلس شورى القوانين(البرلمان)، والإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية، والشيخ حسونة النواوي شيخ الجامع الأزهر آنذاك وعدد كبير من الأعيان.
شيدت واجهة المتحف على طراز المباني المملوكية المنتشرة بأرجاء القاهرة الفاطمية ولا سيما في استخدام الحجر المشهر، وفي عام 1952 تم تغيير مسماه من "دار الآثار العربية" إلى متحف الفن الإسلامي، وذلك لأن الفن الإسلامي يشمل جميع أقاليم العالم الإسلامي العربية وغير العربية تحت رعاية الخلفاء والحكام المسلمين على امتداد الإمبراطورية الإسلامية.
وينقسم المتحف تبعًا للعصور والعناصر الفنية والطرز، من الأموي والعباسي والأيوبي والمملوكي والعثماني، ويقسم إلى 10 أقسام تبعا للعناصر الفنية وهي: المعادن، والعملات، والأخشاب، والنسيج، والسجاد، والزجاج، والزخرف، والحلي، والسلاح، والأحجار، والرخام.
ومن أهم مقتنيات المتحف أقدم دينار إسلامي، عليه شعار "الببر" الذي يرمز للسلطان بيبرس البندقداري، ومن ضمن المخطوطات النادرة في المتحف مصحف نادر من العصر المملوكي، وآخر من العصر الأموي مكتوب على رق الغزال.
كما يوجد في متحف الفن الإسلامي مجموعات متميزة من الخشب الأموي المزخرف بطرق التطعيم والتلوين والزخرفة بأشرطة من الجلد والحفر، وأفاريز خشبية من مسجد عمرو بن العاص تعود إلى عام 212 هجرية، وأخشاب من العصر العباسي والعصر الطولوني الذي يتميز بزخارفه التي تسمى "طراز سامراء" وهو الذي انتشر في العراق.
وتحتل دار الكتب المصرية الطابق الثاني في المتحف والتي تعد أول مكتبة وطنية في العالم العربي، أنشأها الخديوي إسماعيل في عام 1870 تحت اسم "الكتب خانة الخديوية المصرية"، لتكون بذلك نواة لمكتبة عامة على غرار الكتب الوطنية في أوروبا. وأمر بأن تجمع المخطوطات والكتب النفيسة التي وقعها السلاطين والأمراء والعلماء على المساجد والأضرحة والمدارس والمعاهد الدينية".
وتضم دار الكتب مجموعة قيمة من أندر المقتنيات التراثية وأثمنها، وتعد من أعظم ما خلفته الثقافة الإسلامية والعربية، من أهمها: مخطوطات نادرة في الدين والطب والفلك والأدب واللغة، مكتوبة باللغات: العربية، والتركية، والفارسية، ومصاحف شريفة تتميَّز بجودة الخط، وبراعة الزخرفة، وجمال النقوش المُحلاة بالذهب. وبرديات عربية. ووثائق. و(فَرَمانات) بالعربية وبالتركية.
وتحتوي الدار على أكثر من 57 ألف مخطوط من أندر المجموعات على مستوى العالم قاطبة بتنوع موضوعاتها وخطوطها المنسوبة ومخطوطاتها المؤرخة، كما تضم مجموعة نفيسة من أوراق البردي العربية