انقلاب ميانمار.. الاستثمارات تهرب من أرض الخوف
تحولت ميانمار من دولة جاذبة للاستثمار إلى "أرض الخوف" لكبرى الشركات العالمية العملاقة، التي بدأت تهرب عقب الانقلاب العسكري هناك.
وقاد الجيش البورمي النافذ، الإثنين الماضي، انقلاباً عسكريا وأوقف الزعيمة أونج سان سو تشي، معلناً حالة الطوارئ، فيما تولى جنرالات المناصب الرئيسية.
ومع أن الانقلاب الذي نفذه الجيش فجر الإثنين، كان مرتقبا، فإنه شكّل صدمة في بلد عاد لعزلته بعد سنوات فقط من الخروج منها، إذ أُغلقت الطرق المؤدية للمطار الرئيسي، وقطعت شبكة الاتصالات، واعتُقلت زعيمة البلاد أونج سان سو تشي ومسؤولون آخرون.
وأغلقت المصارف في بورما عقب الانقلاب الذي قاده الجيش، كما أفاد الإثنين اتحاد المصارف في البلاد.
وليست المصارف وحدها التي أغلقت تحسبا لتداعيات الانقلاب العسكري في ميانمار، ولكن هناك العديد من الشركات العملاقة قررت أيضا التوقف أو الانسحاب، منها منددة بالأمر واعتبرته اعتداء على حقوق الإنسان، ومنها التي حرصت على سلامة عمالها من التوترات الراهنة في الدولة الواقعة جنوب شرق آسيا.
وتعمل نحو 400 شركة يابانية عملاقة داخل ميانمار، أبرزها تويوتا وسوزوكي وكيرين القابضة، ومعظمها تبحث إما وقف العمل وإما الانسحاب من هذا السوق الذي حكم عليه بالعزلة بعد الانقلاب العسكري، خصوصا بعدما ندّد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بالانقلاب في بورما، مطالباً بالإفراج عن "جميع الذين اعتُقلوا بشكل غير قانوني".
انسحاب كيرين اليابانية
قررت شركة كيرين القابضة اليابانية، الجمعة، إنهاء مشاريع مشتركة مع شركة مرتبطة بالجيش في ميانمار بعد الانقلاب العسكري.
وقالت شركة البيرة اليابانية في بيان إنها "تشعر بقلق عميق إزاء الإجراءات الأخيرة للجيش في ميانمار، والتي تتعارض مع معاييرنا وسياسة حقوق الإنسان" ، في إشارة إلى الانقلاب الذي حدث .
وتابعت كيرين: "نظرا للظروف الحالية، ليس لدينا خيار سوى إنهاء شراكتنا الحالية في المشروع المشترك مع شركة ميانما الاقتصادية القابضة العامة المحدودة، التي توفر خدمة إدارة صندوق الرعاية الاجتماعية للجيش".
وأوضحت كيرين أنها ستتخذ خطوات "على وجه السرعة" ليدخل الإنهاء حيز التنفيذ.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن حثت جماعات حقوق الإنسان شركة كيرين على قطع العلاقات مع الشركة المرتبطة بالجيش.
سوزوكي توقف مصانعها
كما أوقفت شركة "سوزوكي" اليابانية للسيارات، العمل في مصنعين تابعين لها، في ميانمار، قائلة إنها اتخذت هذا القرار، بسبب مخاوف تتعلق بسلامة العاملين في المصنعين بعد الانقلاب العسكري.
وأكدت سوزوكي أنها ستتخذ قرار استئناف العمل هناك، وفقا لكيفية تطور الوضع في ميانمار لاحقا.
وتمتلك "سوزوكي" حصة كبيرة من سوق ميانمار للسيارات، حيث تبلغ نحو 60% من المركبات الجديدة، وفي عام 2019، باعت الشركة أكثر من 13.2 ألف سيارة سياحية هناك.
شيفرون الأمريكية
يبدو "شيفرون" عملاقة النفط الأمريكية قد تنبأت بالمشهد في ميانمار في وقت مبكر، فهي كان لها الأسبقية في الانسحاب من سوق ميانمار المضطرب رغم جاذبيته للاستثمار، وأعلنت مطلع مارس/آذار الماضي انسحابها من قطاعين بحريين لأعمال التنقيب عن النفط والغاز "أيه5" و"أيه دي 3" في ولاية راخين بميانمار.
في الوقت نفسه لا تزال الشركة الأمريكية ملتزمة بالاستمرار في شراكة "يادانا" كشريك غير عامل في الشركة المشتركة التي تعمل في قطاعي "إم 5" و"إم6" بميانمار، وفقا لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية.
يذكر أن شيفرون تمتلك 55% من القطاع "أيه 5" والقطاع "إيه.دي 3"، بحسب موقع الشركة الأمريكية على الإنترنت.
aXA6IDMuMTQyLjQwLjE5NSA= جزيرة ام اند امز