ضباب غامض يكتسح أمريكا.. هل يرتبط بتجارب الأسلحة البيولوجية؟
تسبب ضباب كثيف، وصفه البعض بأنه "غامض"، في حالة من القلق في أنحاء واسعة من الولايات المتحدة، مما أثار مخاوف من تكرار تجربة "عملية سبرينغ البحر" الشهيرة.
في سبتمبر من عام 1950 قامت البحرية الأمريكية بتجربة سرية في ساحل سان فرانسيسكو، إذ أطلقت كميات ضخمة من البكتيريا في الهواء على بعد ميلين من الساحل.
الهدف من هذه التجربة كان دراسة مدى تعرض المدن الكبرى مثل سان فرانسيسكو لهجوم بيولوجي من قبل الإرهابيين.
البكتيريا المستخدمة في التجربة كانت "سيراتيا مارشيسنس Serratia marcescens"، التي قد تسبب مشكلات في الجهاز التنفسي والتهاب السحايا، و"باسيليس أترونيوس Bacillus atrophaeus"، التي قد تكون مميتة للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
في ذلك الوقت، كان يُعتقد أن هذه البكتيريا غير ضارة بالبشر، لكن عندما بدأ السكان في منطقة خليج سان فرانسيسكو يتدفقون إلى المستشفيات تبين أن هذا غير صحيح.
وقد ثبت أن 11 شخصا تم نقلهم إلى مستشفى ستانفورد في سان فرانسيسكو بسبب التهابات نادرة في المسالك البولية، وكان السبب في هذه الإصابات هو التجربة، وتوفي أحد المرضى إدوارد نيفين، الذي كان يتعافى من جراحة البروستاتا في ذلك الوقت.
الآن وبعد مرور 75 عاما يشعر بعض الأمريكيين بالقلق من احتمال تكرار هذه التجربة، حيث تشير تقارير حديثة إلى وجود "ضباب غير طبيعي" في مجتمعاتهم، ذي رائحة "كيماوية حارقة"، وقد انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر ما يبدو أنه جزيئات بيضاء تهطل وتدور في الهواء.
وبعض الشهادات تشير إلى أن الضباب يسبب أعراضا صحية مشابهة للأمراض التنفسية. وقالت إحدى المقيمات في فلوريدا لموقع "ديلي ميل" إنها شعرت بتوعك بعد توقفها في محطة وقود لفترة قصيرة، حيث أصيبت بالعطس المستمر والانتفاخ في عينيها، بالإضافة إلى شعورها بحرارة وحرقة في جسدها.
وشهدت مناطق متعددة في الولايات المتحدة بما في ذلك تكساس، يسكونسن، آيوا، ماريلاند، فرجينيا، ويست فرجينيا، نبراسكا، كانساس، أوكلاهوما، داكوتا الشمالية، فلوريدا، ومينيسوتا، تحذيرات من الضباب الكثيف.
وقد انتشرت أيضا تقارير مشابهة من أجزاء من كندا والمملكة المتحدة مما زاد من القلق، وتشير بعض النظريات إلى أن الضباب قد يكون نوعا من الأسلحة الكيماوية، أو قد يكون مرتبطا بالطائرات المسيرة التي اجتاحت البلاد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
الفرضية الأخيرة هي أن الحكومة الأمريكية قد تكون وراء هذا الضباب، ربما لاختبار نوع جديد من الأسلحة البيولوجية على غرار "عملية سبرينغ البحر".
في المقابل، أصدرت خدمة الطقس الوطنية الأمريكية تحذيرات من الضباب الكثيف في عدة ولايات في الوقت الذي ظهرت فيه هذه التقارير، مما يشير إلى أن هناك تفسيرا علميا للضباب، فالضباب هو عبارة عن رذاذ مرئي يتكون من قطرات ماء دقيقة أو بلورات جليدية معلقة في الهواء بالقرب من سطح الأرض.
وفيما يتعلق برائحة "الكيمياء" التي وصفها البعض، أشار العلماء إلى أن الضباب يمكن أن يمتص ويحتجز الهواء الملوث بالقرب من سطح الأرض، مما يسهم في نقل ملوثات الهواء مثل انبعاثات السيارات والمصانع والمواد الكيماوية الأخرى.
أما بالنسبة للأعراض الصحية التي أبلغ عنها بعض الأشخاص، فقد تم توثيقها في العديد من الدراسات، حيث أظهرت أن الضباب يمكن أن يسبب مشاكل تنفسية مثل السعال وضيق التنفس وآلام الصدر، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون الربو.
وفي النهاية يبدو أن "الضباب الغامض" الذي يغطي الولايات المتحدة ليس غامضا كما يعتقد البعض، بل هو مجرد حدث طبيعي في فصل الشتاء، دون وجود أي دليل يشير إلى أنه غير ذلك.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xMDcg جزيرة ام اند امز