«ساندي».. «جزيرة شبح» أم بقايا عائمة؟
قطعة أرض غامضة في جنوب المحيط الهادئ، تثير حيرة العلماء باختفائها المفاجئ من خرائط غوغل بعد ظهورها لـ200 عام.
اختفت جزيرة ساندي، التي يطلق عليها اسم "الجزيرة الشبح"، الواقعة بين أستراليا وكاليدونيا الجديدة، من الوجود بعد فشل العديد من المستكشفين في العثور على موقعها على مر القرون، وفقا لصحيفة ذا صن البريطانية.
وظهرت الجزيرة كنقطة مظلمة على خرائط «غوغل إيرث»، لكنها كانت مختلفة عن الجزر المجاورة. وعلى الرغم من رصدها عبر الخرائط والمخططات البحرية، لم يتمكن العلماء من العثور عليها عندما توجهوا إلى المنطقة، إذ لم يجدوا شيئًا سوى أمواج البحر الزرقاء.
وفي 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، أزالت غوغل ما يسمى جزيرة ساندي من خدمة خرائط غوغل، لكنها استمرت بالظهور بشكل متقطع.
وأصيب مستخدمو «غوغل إيرث» بالذهول على مر السنين عندما اكتشفوا "الجزيرة الوهمية"، والتي يعود تاريخها إلى الوقت الذي رسم فيه المستكشف البريطاني الكابتن جيمس كوك جزيرة "ساندي" قبالة الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا.
ونُشر الاكتشاف في "مخطط الاكتشافات بجنوب المحيط الهادئ" لكوك في عام 1776.
تاريخيًا، كان يُعتقد أن طول الجزيرة يبلغ 14.9 ميلًا وعرضها 3.1 ميلًا، وكان من الصعب عدم تمييزها بسبب حجمها الكبير، وبعد مائة عام - في عام 1876 - أبلغت سفينة لصيد الحيتان تدعى فيلوسيتي أيضًا عن جزيرة ساندي.
وقد لوحظ ذلك في عدة خرائط تعود للقرن التاسع عشر لسفن صيد من بريطانيا وألمانيا.
ورغم ذلك، بدأت الخرائط البحرية في تعديل الخرائط بالأحرف ED (التي تعني "مشكوك في وجودها") بعد فشل عدة رحلات في تحديد موقع الجزيرة التي تم رسمها فيها.
وقامت الخدمة الهيدروغرافية الفرنسية بإزالة الجزيرة من خرائطها البحرية عام 1979.
وبعد بضعة عقود، بدأت جزيرة ساندي تظهر مرة أخرى على الخرائط الرقمية، الأمر الذي أثار حيرة الخبراء أكثر.
وحاول عدد من العلماء الأستراليين عام 2012، العثور على جزيرة ساندي وتوجهوا إلى المنطقة، وقاموا بقياس أعماق المحيط هناك ليجدوا أنها تتجاوز 1400 متر، مما يشير إلى عدم وجود أي فرصة لوجود أي شيء تحت الماء.
وقالت ماريا سيتون من جامعة سيدني لوكالة فرانس برس: "أردنا التحقق من ذلك لأن خرائط الملاحة على متن السفينة أظهرت عمق المياه 1400 متر في تلك المنطقة"
وأضافت: "كانت الجزيرة موجودة على غوغل إيرث وخرائط أخرى، لذا ذهبنا للتحقق ولم تكن هناك جزيرة. نحن في حيرة من أمرنا حقاً، إنه أمر غريب جداً."
ولا يوجد تفسير رسمي لسبب المشاهدات العديدة لجزيرة ساندي على مر السنين، ولكن النظرية الرائدة هي أن الجزيرة ربما كانت بقايا عائمة لبركان مغمور أو ثوران ساحلي، ويمكن لهذه البقايا أن تسافر أحيانًا آلاف الأميال.