نبيل القعيطي.. مصور جرائم الحوثي يرحل باغتيال غادر
تم اغتيال المصور القعيطي أمام منزله بواسطة مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة جيب، وقاموا بفتح النيران بكثافة على جسده
اقتحم المصور الصحفي، نبيل القعيطي، الخطوط الأمامية في أهم جبهات القتال جنوب وغربي اليمن، وعلى مدار 5 سنوات من الحرب، وثّقت عدسته هزائم المليشيا الحوثية والإخوانية على حد سواء، ولإطفاء عدسته كانت يد الإرهاب تطاله أمام منزله بعدن في عملية اغتيال وصفت بالجبانة.
وقوبلت جريمة اغتيال المصور القعيطي، بتنديد واسع من مختلف الشرائح اليمنية جنوبا وشمالا، ففي حين دعت السلطات الحكومية إلى تحقيق عاجل، باشرت قوات الشرطة في العاصمة المؤقتة عدن حملة أمنية واسعة بمديرية "دار سعد" التي يقع في إطارها منزل القعيطي، وذلك لملاحقة المسلحين ومالكي الدراجات النارية.
ووفقا لشهادات متطابقة، لـ"العين الإخبارية"، فقد تم اغتيال المصور القعيطي أمام منزله بواسطة مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة جيب، وقاموا بفتح النيران بكثافة على جسده عندما حاول الاختباء خلف أحد المركبات المركونة، قبل أن يلوذوا بالفرار، فيما حاول الأهالي إسعاف الضحية إلى أقرب المرافق التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود لكنه فارق الحياة سريعا.
وأكدت مصادر أمنية، أن السلطات تقود عملية تحر واسعة لتعقب الجناة والتأكد من كاميرات المراقبة الموجودة في منطقة "دار سعد"، فيما تم ضبط عشرات المشتبهين، بعد ساعات من وقوع الجريمة.
ووصف المجلس الانتقالي الجنوبي، المصور القعيطي بـ"حامل لواء الحقيقي"، وقال إن جريمة اغتياله، تكشف ضيق قوى الإرهاب والتطرف والعدوان من الكلمة والصورة التي تفضح جرائمها وإرهابها، وتكشف زيف إدعاءات إعلامها المعتمد على تزييف الكلمة والصورة ولي عنق الحقيقة.
وأضاف المجلس، في بيان صحفي،: "كما فضح نبيل القعيطي كذب وجرائم التنظيمات الإرهابية و المتطرفة حياً ، فإنه وباستشهاده قد كشف علاقتها الأكيدة بجرائم الإرهاب، وبأنها هي من رعت ودعمت كل أعمال العنف والاغتيالات التي استهدفت ومازالت تستهدف الشرفاء والأبطال والمخلصين من أبناء شعبنا".
وفيما أكد فداحة الخسارة والمصاب التي منيت بها الصحافة الجنوبية والدولية برحيل القعيطي، دعا المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى مساهمة الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب معه في إجراء تحقيق شفاف يكشف خيوط هذه الجريمة ومن يقف خلفها ويقدم مرتكبيها إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل.
من هو نبيل القعيطي
انخرط القعيطي، المولود بالعام 1986 بمشوار التصوير في العام 2007، وذلك بتغطية التظاهرات السلمية للحراك الجنوبي السلمي، لكن اندلاع الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي الانقلابية على عدن، في مارس 2015، كانت بداية تألقه الحقيقي كمصور حربي من طراز الشجعان.
عمل القعيطي متعاونا مع عدد من الفضائيات العربية، والمواقع الإخبارية اليمنية، ثم مصورا متعاونا لوكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس"، وحتى رحيله الغادر اليوم الثلاثاء.
ونظرا لامتلاكه أرشيف ثري بالأحداث، كان المصور القعيطي لا يتردد في مدّ"العين الإخبارية"، بلقطات لمعارك عدن وبطولات القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي في مناسبات سنوية متعددة.
وثقّت عدسة القعيطي جرائم حرب المليشيا الحوثية ضد المدنيين في عدن وباقي مدن الجنوب في 2015، فضلا عن مآسي النزوح والمجاعة في لحج وأبين، وصولا إلى الحديدة والساحل الغربي، قبل أن ترافق انتصارات قوات التحالف العربي والقوات الجنوبية التي دحرت الإرهاب الحوثي من كامل الجنوب.
في الهجوم الأخير الذي شنته المليشيا الإخوانية على محافظة أبين، كانت عدسة القعيطي، تتقدم الصفوف الأولى وتدحض انتصارات الإخوان المزعومة، كما تعرض بالصوت والصورة مسلسل انتكاساتهم وحطام معداتهم العسكرية التي تصدت لها القوات الجنوبية.
ويقول زملاؤه، إن القعيطي كان يمثل "جبهة إعلامية جنوبية بمفرده، استطاع أن تهزم أبواق الإخوان، وكشف وتعرية زيف وسائل الإعلامية، كما انه كان صوتا للفئات المسحوقة والمتضررة من الحرب، وكان لعدسة الفضل في انتشال مئات الأسر من حالة البؤس بعد نقل معاناتها إلى كافة الجهات المختصة.
وحصل القعيطي، على عدد من الجوائز المحلية، فضلا عن تكريم من قبل وكالة الصحافة الفرنسية لعامين متتاليين، حيث تأهل في العام 2015 إلى المرحلة النهائية لجائزة "روري بيك" العالمية الممنوحة لأفضل مصوري الحرب.
وفي العام 2016، كرمته ذات الوكالة بجائزة عينية، عقب ترشح فيلم معركة عدن إلى المرحلة النهائية لجائزة روري بيك.