نادية لطفي لـ"العين الإخبارية": عبدالحليم حافظ كان ولا يزال "رقم واحد"
نادية لطفي تصف الفترة الحالية بأنها من أجمل أيام حياتها، حيث تعيش في هدوء وسكينة وتحتفل مع ضيوفها بتاريخ فني ووطني مشرف.
لأنها نجمة كبيرة تستحق التكريم، ولأنه شهر يناير/كانون الثاني الذي شهد مولدها، حيث تكمل عامها الـ81، فبادرت "العين الإخبارية" بتكريمها بمنحها وسام الإنجاز الفني، وتنظيم احتفالية لها.
نادية لطفي وصفت الأيام الجارية بأنها أجمل أيام حياتها، حيث تعيش في هدوء وسكينة وتحتفل مع ضيوفها بتاريخ فني ووطني مشرف طوال مسيرة قوامها نحو 4 عقود.
نادية لطفي تحدثت لـ"العين الإخبارية" عن برج الجدي الذي تنتمي إليه، كما تحدثت عن عبدالحليم حافظ وتأثيره في حياتها، وتطرقت إلى زيارة حرم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لها وما تركته في نفسها، وكذلك منحها نجمة القدس من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، وانطباعاتها عن القضية الفلسطينية، وكذلك قصة ربطتها بطفل صغير التقت به في المستشفى وأمور أخرى في هذا الحوار.
هل تعتقدين أن برج الجدي كما يقولون عنه إنه لأصحاب الوفاء والحكمة البالغة؟
إلى حد ما، لكن الأمر يختلف حسب ظروف المولود، وعلم الأبراج ساحة كبيرة حاولت التعرف عليه لكنني لا أملك الكفاءة للحكم على الأبراج بثقة.
وبخصوص موضوع الوفاء، فإن الناس هي من تحكم على الشخص وليس الأبراج، ومع ذلك فإن الوفاء قيمة من القيم الإنسانية المهمة وهناك من يؤمن بها، وهناك من يتشدق بهذه الصفة دون إيمان حقيقي، وهناك من يمارس الوفاء عن إيمان وقناعة، وعموما فإن الوفاء من الصفات المحببة لقلبي.
هل أنت مدينة لأشخاص بعينهم بالوفاء في حياتك؟
هناك أناس كانت لهم مساهمات في مشواري، سواء بخطوات أو بكلمة أو مشاهد أو معلومة، وكل هؤلاء وضعوا باقة ورد في طريقي.
تضعين على وسادتك صورة تجمعك بطفل صغير.. هل هناك قصة؟
عندما وصلت مستشفى القوات المسلحة بالمعادي، دخلت الرعاية المركزة لأنني كنت مريضة جداً، وعندما أفقت فوجئت بوجود طفل صغير وجهه جميل ولا يزيد عمره عن عام واحد يرقد في السرير بجواري، ولاحظت في عينيه ابتسامة أمل، فأحببته جدا وبادلني الشعور نفسه، وصار بيننا حوار دون كلمات، حتى انتقلت إلى غرفتي وفوجئت بوالدته تصطحبه لزياراتي، وعرفت منها أنه أجرى عملية قلب مفتوح وعمره 9 أشهر، وتواصلت زيارتهما لي، وهو يناديني بـ"تيتة"، وأتمنى أن يشفيه الله ولا يحرم والديه منه.
هل تؤمنين بحوار الأرواح؟
بالتأكيد.. فالأرواح جنود مؤلفة، ما تعارف منها ائتلف، والإنسان جسد وروح، وأنا أميل للروح أكثر، فعشق الروح ليس له نهاية أما عشق الجسد فإنه فان.
حدثينا عن وقع زيارة حرم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عليكِ؟
زيارة حرم الرئيس السيسي تمثل شرفا كبيرا وتميزا لي، فزيارة شخصية هي رمز لوطني أسعدني كثيرا.
وما الذي تمثله لكِ زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن الذي منحكِ نجمة القدس؟
بالتأكيد أسعدتني جداً، لأن نجمة القدس هي في حد ذاتها مقدسة، ومعناها مهم جدا، خاصة أنها ارتبطت بالقدس منذ 40 سنة، وعندما يمنحها لي الرئيس الفلسطيني فهو يحملني مسؤولية إضافية لكي تبقى هذه القضية كما كانت دائما في المقدمة، فالاستيطان الإسرائيلي لا يزال قائماً في وقت لم يعد فيه استعمار لأي أرض في العالم.
بعد كل هذه السنوات.. ما رأيكِ في عبدالحليم حافظ؟ وما أفضل ذكرياتكِ معه؟
عبدالحليم حافظ كان جزءا رئيسيا من مشوار حياتي، وكانت له بصمة كبيرة، وكان قريبا جدا مني وتعلمت منه الكثير، ودرست شخصيته كثيرا واكتشفت أنه للأسف لم يتم الاهتمام بدارسته بما يليق به.
عندما يعيش فنان كل هذا العمر ويظل "رقم واحد" رغم وفاته منذ 40 سنة أو أكثر لا بد أن ندرس ذلك، حتى يفهم الجيل الجديد مظاهر عبقرية هذا الفنان، وحتى المعاصرين له لا بد أن يستخرجوا مظاهر تفرده وتفوقه، ومدى قدرته على التعبير عن أكبر عدد موجود من الشرائح الاجتماعية.
وعلى مستوى آخر، أعتقد لا يمكن مثلا استبعاد اسم حليم من ثورة يوليو 1952، لأننا سنشعر بوجود شيء ناقص، فقد حول الأغنية الوطنية إلى أغنية عاطفية، وكانت أغنياته تتحدث باسم الثورة، ويمكن القول باختصار إنه كان وسيظل روحاً باقية لهذه الأسباب وغيرها الكثير.
ما أكثر فيلم تعتزين به في مشواركِ الفني؟
لا أعرف.. الفيلم الذي أصوره أنساه بعد تصويره ويتحول لألبوم صور، وعندما تسألني عن الألبوم وتطلب مني اختيار أجمل صورة فلن أجد إجابة مناسبة، لأنني أنسى كل ما فات وأتطلع دائما للجديد، وللعلم إذا سألتني عن الشخصية التي تمنيت تقديمها فلن أجد، لأنني قدمت كل الشخصيات التي تمنيتها.
كيف تعيشين هذه المرحلة من حياتكِ؟
مستمتعة جدا وفرحة بها، فلا يوجد أي خلافات حول أي شيء، لذلك أشعر بالدهشة كلما سألني أحدهم هذا السؤال، فأنا أمارس حياتي بشكل طبيعي، أتناول الطعام وأقابل ضيوفي وأعيش كل لحظة راضية وسعيدة.