نجلاء فتحي.."العين الإخبارية" ترصد أسباب ابتعاد "زهرة الفن" عن المسرح
منح النقاد الفنانة المصرية نجلاء فتحي العديد من الألقاب بسبب تألقها على شاشة السينما، كان من بينها "زهرة السينما، وزهرة الفن، وجميلة السينما المصرية".
وعبر مسيرتها الفنية الحافلة بالعطاء قدمت نجلاء فتحي 79 فيلما، و3 مسلسلات تلفزيونية، و5 مسلسلات إذاعية.
وعندما نتأمل ما يحتويه سجلها الفني، نكتشف أنها لم تقف على خشبة المسرح ولو مرة واحدة، علما بأن المسرح وقت انطلاقتها الفنية كان مزدهرا وجاذبا للأنظار.
وبمناسبة ذكرى ميلاد نجلاء فتحي، والتي تحل في 21 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، قررت "العين الإخبارية" البحث في الأسباب التي دفعتها إلى الابتعاد عن المسرح والاكتفاء بالسينما والتلفزيون.
وتحدث الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ"العين الإخبارية" قائلا: "ابتعاد نجلاء فتحي عن المسرح يعد دليلا قويا على ذكائها الشديد، حيث كانت تدرك أن لكل فنان مساحة إبداع، نفس الأمر ينطبق على السندريلا سعاد حسني، فلم تعمل في المسرح، كذلك سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، رغم أنها خريجة معهد فنون مسرحية لم تقف على خشبة المسرح".
وتابع طارق الشناوي حديثه: "بالمناسبة مساحة الإبداع ربما تكون لديها واسعة في السينما، ومحدودة على خشبة المسرح، هي فنانة موهوبة، ابتعدت عن المشهد عندما شعرت أن المعادلة تتغير ورغم مطالبات الجمهور لها بالاستمرار قررت الانسحاب".
وأضاف الشناوي: "كان للنجمة نجلاء فتحي مواقف إنسانية جريئة، ففي فترة الثمانينيات قدم أحد المخرجين فيلما يتناول قضية شائكة، وتم عرض الفيلم في الدورة الأولى لمهرجان أسوان، وتعرض لهجوم عنيف، ولم ينصفه إلا نجلاء فتحي، التي وقفت لدعم المخرج والدفاع عن الفيلم، في الوقت الذي التزم فيه نجوم من العيار الثقيل الصمت، وفضلوا عدم التعليق".
وفي سياق الموضوع، تحدث الناقد المصري أحمد النجاري قائلا: "مكتشف نجلاء فتحي هو المنتج السينمائي رمسيس نجيب، وهو الذي أقنعها بالعمل في السينما، وأتصور أن تربيته السينمائية جعلتها تركز في هذا الاتجاه فقط، كما أن وقت انطلاقتها كان لكل رافد من روافد الإبداع نجومه، كان للسينما نجومها، وللمسرح نجومه مثل سهير المرسدي وسميحة أيوب".
وواصل النجار حديثه لـ"العين الإخبارية": "لم يدخل المسرح في دائرة اهتمام نجلاء فتحي، وبالمناسبة أغلب نجمات السينما من بنات جيلها كان لديهن نفس طريقة التفكير، وفضلن الابتعاد عن التلفزيون بحجة أن الانتشار والظهور الدائم يؤثر على النجومية، لذا تجد أن نجلاء فتحي اتجهت للتلفزيون في المرحلة الأخيرة من حياتها الفنية، ولم تقدم خلاله إلا 3 مسلسلات".
كما علق الناقد نادر ناشد على ابتعاد نجلاء فتحي عن المسرح قائلا: "أرى أنها فنانة تمتلك موهبة كبيرة تؤهلها للعمل في المسرح والسينما في وقت واحد، لكن المسرح يحتاج لوقت لأنه يحتاج إلى التزام يومي مع الجمهور.
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "أتصور أنها كانت مشغولة بالسينما، ووجدت في سحرها نفسها، ومن الممكن أيضا أنها لم تجد النص المسرحي الذي يجذبها لخوض هذه التجربة، لكن يجب الاعتراف بأنها فنانة تمتلك موهبة خصبة، وهجرت ساحة الفن وهي في قمة المجد والشهرة".
نجلاء فتحي في سطور
ولدت فاطمة الزهراء، الشهيرة بـ"نجلاء فتحي" في 21 ديسمبر/كانون الأول 1951 بمحافظة الفيوم غرب القاهرة، وسط أسرة ميسورة الحال، وأحبت التمثيل منذ صغر سنها، ولم تجد صعوبة في دخول المجال، إذ تحمس لها المنتج "عدلي المولد" صديق العائلة ورشحها للمشاركة في فيلم "الأصدقاء الثلاثة" من إنتاج 1966.
واستطاعت أن تجذب الأنظار في الفيلم، الأمر الذي دفع المنتج رمسيس نجيب للرهان عليها وترشيحها لبطولة فيلم "أفراح" عام 1968، للمخرج أحمد بدرخان، وساندها في تلك المرحلة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ واختار لها اسم الشهرة نجلاء فتحي.
في فترة السبعينيات توهجت نجلاء فتحي بشكل كبير، وقدمت أعمالا فنية شديدة الأهمية منها "دمي ودموعي وابتسامتي"، "أنف وثلاثة عيون"، و"اذكريني"، و"إسكندرية ليه".
وحاولت نجلاء فتحي اكتشاف جوانب خفية في تكوينها الفني في فترة الثمانينيات، فشاركت في بطولة فوازير "ألف ليلة وليلة" عام 1984، وقدمت أفلاما متنوعة جمعت بين الأكشن والإثارة مثل "المرأة الحديدية"، و"غدا سأنتقم"، و"أحلام هند وكاميليا".
وفي عام 2014 أصيبت بمرض نادر هو "الصدفية المستعصية"، وسافرت للعلاج عدة مرات، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل فعادت للقاهرة، وقررت التكيف مع المرض، وساعدها في ذلك زوجها الإعلامي الكبير حمدي قنديل قبل أن يرحل عن عالمنا في 2018.