نجيب الريحاني وبديعة مصابني.. دراما الحب والهجر في حياة "كشكش بيه"

ترك الفنان المصري نجيب الريحاني، بصمة خالدة في تاريخ المسرح، والسينما العربية، ومهما مضت الأيام وتعاقبت السنوات، يظل الفنان الاستثنائي حيا في ذاكرة المشاهد العربي.

وبمناسبة ذكرى وفاته التي تحل الخميس، 8 يونيو/ حزيران 2023، تلقي "العين الإخبارية" الضوء على ملامح من حياته الفنية، وجوانب خفية من حياته الشخصية.

رحلة الصعود

في حي باب الشعرية، الواقع بوسط العاصمة المصرية القاهرة، ولد نجيب إلياس الريحاني عام 1889 لأب عراقي وأم مصرية.

• حفل زفاف ماريتا الحلاني.. رقص ودموع (صور)

أحب الريحاني منذ الصغر، القراءة والاطلاع، وساعده على ذلك دراسته في مدرسة الفيير الفرنسية، والتي من خلالها عشق الأدب الفرنسي، ووقع في غرام المسرح، فأعجب به أستاذ اللغة العربية، وعيّنه رئيسا لفرقة التمثيل بالمدرسة.

مضت الأيام سريعة، وحصل الريحاني على الشهادة الثانوية، ولم تكتمل فرحته إذ توفي والده بشكل مفاجئ، ليجد نفسه مسؤولا عن أسرة كبيرة، وبحب شديد قرر الريحاني الخروج لسوق العمل، لتدبير احتياجات أسرته، وبعد مجهود كبير عثر على فرصة داخل البنك الزراعي.

وشاءت الظروف أن يتعرف الريحاني داخل البنك على عزيز عيد، وجمع بينهما حب الفن، وبسبب انشغالهما بالمسرح أصدر البنك قرارا بفصلهما.

لم تدم صداقة الريحاني وعزيز عيد طويلا، إذ شعر الأخير بالغيرة بسبب موهبة الريحاني الكبيرة، ولم يستسلم (الضاحك الباكي) وطرق كل الأبواب من أجل فرصة يعبر من خلالها للجمهور، وابتسم له الحظ عندما التقى بالفنان استفان روستي، والذي ساعده كثيرا، واستغل الريحاني الفرصة، وابتكر شخصية "كشكش بيه" تلك الشخصية التي صنعت مجده وشهرته في كل أنحاء العالم العربي.

توالت الأيام، وذاعت شهرة الريحاني، الأمر الذي شجعه على الاستعانة بصديق يوناني من أجل تأسيس مسرح يحمل اسمه، وضمت فرقته وقتها أسماء لها حجم كبير مثل "بديع خيري، وسيد درويش وأمين عطا الله".

قدم الريحاني عبر مشواره الفني 45 مسرحية، و10 أفلام سينمائية، ورغم إنتاجه الفني الضعيف، حفر اسمه بحروف من ذهب بفضل موهبته واختياراته الفنية الرائعة.

زواج نجيب الريحاني

وقع الريحاني في حب اللبنانية بديعة مصابني، وتزوجها بعد قصة حب ملتهبة، وقيل وقتها أنه زواج بين قطبي الرقص والكوميديا.

ولكن ما أسرع زوال رائحة الورود، حدثت مشاكل كثيرة بين بديعة والريحاني، بسبب اختلاف الطباع، كانت بديعة عملية إلى حد كبير، وتهوى تجميع المال، بينما كان الريحاني مسرفا ويتعامل مع الحياة بمنطق الفيلسوف، وعلى أثر ذلك حدث الخلاف.

عانى الريحاني كثيرا بسبب الانفصال، لا سيما وأنه كان يعشق بديعة، ومن أجل التعافي من هذه الحالة تزوج من فتاة فرنسية من أصل ألماني وأنجب منها ابنته الوحيدة أطلق عليها اسم "جيتا".

بينما واصلت بديعة مصابني حياتها، وكونت فرقة فنية، وأسست كازينو شهير، واكتشفت مواهب فنية كثيرة، منحتهم هي الشهرة، ومنحوها الثراء ومن أبرزهم محمد فوزي، وتحية كاريوكا وإسماعيل ياسين.