ناهد صلاح: المشاركة في "القاهرة للكتاب" فخر.. ومردود المشاركة معنوي (حوار)
حرصت الكاتبة المصرية ناهد صلاح على المشاركة في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023.
ويصطف على أرفف المعرض اثنان من أهم أعمال ناهد صلاح الأدبية، وهما كتاب "عمر الشريف بطل أيامنا الحلوة" وكتاب "سامية جمال الفراشة".
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الكاتبة ناهد صلاح عن مشاركتها في النسخة الأحدث من معرض القاهرة للكتاب، تحدثت خلاله عن عمليها المعروضين في الحدث، وسبب تقديمها لهما.
وتطرقت الكاتبة المصرية خلال الحوار إلى تفاصيل أعمالها، وسبب تفضيلها لتقديم السير الذاتية لبعض الفنانين، كما أنها عادت بالذاكرة إلى ذكريات مشاركتها السابقة في المعرض منذ 2012.. وإلى نص الحوار:
هل هذه المشاركة الأولى لك في معرض القاهرة للكتاب؟
لا، هذه ليست المشاركة الأولى، فأنا بدأت المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ عام 2012، وبعدها توالت مشاركاتي خلال الأعوام الماضية.
حدثينا عن ذكريات مشاركتك الأولى في المعرض؟
شاركت في المعرض لأول مرة عام 2012، بكتاب صدر عن سلسلة "كتاب اليوم"، والمعروف باسم "الفتوة في السينما المصرية"، ورصدت فيه مجموعة الأفلام التي قدمتها السينما المصرية في الثمانينيات التي نقلت شخصية الفتوة، والمأخوذة عن "الحرافيش" لنجيب محفوظ وغيره، وصدر هذا الكتاب عن دار أخبار اليوم.
وماذا عن باقي مشاركاتك؟
شاركت في الأعوام الماضية بكتب كثيرة من خلال دور نشر خاصة وكتب أخرى، أهمها كتاب صدر عن سلسلة "كتاب اليوم"، والمعروف باسم "الفلاحة في السينما المصرية"، ورصدت فيه مجموعة الأفلام التي قدمتها السينما المصرية عن صورة الفلاحة.
وقدمت رواية وحيدة في 2013 باسم "الحتة الناقصة"، وكانت عبارة عن روايات افتراضية، وصدرت عن دار نشر المحروسة.
وقدمت بعد ذلك 3 أعمال بالتعاون مع دار نشر مصر العربية للنشر والتوزيع، وهي المجموعة القصصية دومينو، وكتاب عمر الشريف بطل أيامنا الحلوة في 2015، وكتاب سامية جمال الفراشة في 2017.
وقدمت أيضاً تجربة مع وزارة الثقافة السورية في كتاب عن المعرض، وكتاب آخر بعنوان "أفلام الحب والحرب"، وهي من أقرب التجارب إلى قلبي، وقدمت فيه قصص الحب في ظل الحروب الأهلية والعالمية.
ما الذي تمثله لك مشاركتك في معرض القاهرة للكتاب؟
المشاركة في هذا الحدث الثقافي الكبير مهمة جداً بالنسبة لي لأكثر من سبب، منها أنني تحولت من جمهور عادي متابع للندوات التي ينظمها كبار الكتاب في المعرض ولقاءاتهم الجماهيرية، وأصبحت كاتبة يقبل القراء على اقتناء أعمالها، فهذا أمر يشعرني بالفخر ويغمرني بالسعادة.
ومشاركاتي في المعرض بمثابة دافع كبير لي وحافز يدفعني لمواصلة الكتابة.
لديك في هذا العام كتابان عن سامية جمال وعمر الشريف.. فلماذا فضلت الكتابة عنهما؟
لأقدم تجربة كل منهما الفنية والإنسانية، وكل كتاب له تجربته الخاصة معي، وإعجابي بهما كان الدافع وراء كتابتي عنهما، وعشقي لكتابة السير الذاتية لبعض نجوم الفن في مصر للتعريف بتجربتهم الفنية والإنسانية من خلال البيئات التي أثرت في نشأتهم سواء على المستوى الثقافي أو الاجتماعي أو السياسي كان سبباً رئيسياً في تقديم هذين الكتابين.
والسبب في تقديمي كتاب عمر الشريف، هو انبهاري الشديد به، فقد كنت أراه نجما كبيرا في المحافل والمهرجانات السينمائية، وأنا في هذا الوقت كنت صحفية في مبتدأ مشواري، فأعجبت به إعجاباً شديداً، وزادت رغبتي في الكتابة عنه بعد أن رتبت الصدفة لي 3 لقاءات طويلة معه، أولها كان في 2008 امتد لحوالي 3 ساعات، والتقيت به مرة أخرى في مهرجان الإسكندرية في 2010، لمدة أسبوع كامل بشكل يومي، واللقاء الأخير قبل رحيله بشهور، لذلك قررت الإبحار في عالم عمر الشريف والتعريف بكثير من الأسرار الغامضة في حياته وعلاقته بأسرته، وقصة حبه وزواجه وطلاقه من فاتن حمامة.
أما كتاب سامية جمال الفراشة فكان من فكرة الناشر وائل الملا فهو مغرم بها، والسبب الذي دفعني للكتابة عنها أنها كانت مثل الفراشة غير تقليدية حرة في إيقاعها سواء في الحياة أو علاقاتها الإنسانية بشكل عام أو في تجربتها الفنية في السينما والرقص الشرقي.
قصة حياة سامية جمال كانت درامية من صغرها، خاصة بعد فقدانها والدتها في سن صغيرة، ومعاناتها مع زوجة الأب وهروبها منها، والعذاب الذي عاشته في منزل شقيقتها بعد هروبها، وفقدانها للحنان في طفولتها، حتى اتجهت للعمل في كازينو بديعة، ثم أصبحت فيما بعد صديقة للملك فاروق، وحبيبة لفريد الأطرش، وزوجة الدنجوان رشدي أباظة.
حدثينا أكثر عن محتوى الكتابين؟
كتاب عمر الشريف بطل أيامنا الحلوة أصدرته في 2015، أنا حاولت أن أقدمه في شكل أقرب إلى الرواية، فكل فصل من الفصول التسعة يحمل عنواناً باسم أو لقب ارتبط بعمر الشريف.
أول فصل اخترت له اسم "ميشيل" وهو اسمه الحقيقي، وقدمت فيه عمر الشريف من خلال مدينة الإسكندرية التي ولد بها، وكيف أثرت فيه حتى بعد ابتعاده عنها، والحديث فيه أيضاً عن طفولته وصباه.
وفصل آخر يحمل اسم "عمر" الذي نقل التحول من ميشيل إلى عمر، وبدايته في السينما والتمثيل، وعلاقته بفاتن حمامة وزواجه منها، وتتوالى الفصول التي يحمل كل منها لقبا للفنان العالمي.
كل فصل يحمل جزءا من تجربة عمر الشريف، وقراءة جادة نفسية واجتماعية لهذا النجم المثير للجدل، وكيف أصبح نجما عالميا، وأطوار العلاقة بينه وبين بيئته الاجتماعية والثقافية والسياسية.
أما كتاب سامية جمال، فأنا أرصد فيه أكثر من مستوي رصدا اجتماعيا وسياسيا وفنيا لمرحلة مهمة في التاريخ المصري، وكيف أثرت هذه المرحلة في تكوين شخصية سامية جمال من طفولتها الممزوجة بالفقر والمعاناة والحرمان، لشهرتها التي تجاوزت الشهرة المحلية وأصبحت رمزا عالميا من رموز الرقص الشرقي في مصر، وحفلاتها في أوروبا وأمريكا.
وحاولت كشف مساحات مجهولة، ومحطات من مشوارها الفني والشخصي، وتحليل أفلامها، بداية من ولادتها في إحدى قرى بني سويف، ونشأتها في أحياء الأزهر والسيدة زينب.
واستعرضت أيضا الجوانب العاطفية في حياتها، وعلاقاتها بالفنان فريد الأطرش والتي أثمرت عن العديد من الأفلام السينمائية الناجحة، وزواجها من متعهد الحفلات شبرد كينج، وزواجها كذلك من رشدي أباظة.
وهل تتوقعين أن يحظى الكتابان بإقبال جماهيري رغم أن عمر الشريف وسامية جمال توفيا منذ سنوات؟
بالتأكيد أتوقع ذلك، فالجمهور عادة يبحث عن السير الذاتية لعمالقة الفن، للتعرف أكثر وأكثر عن أسرار حياتهم.
وهل تنتظرين مردودا من الجنسيات العربية على كتابيك أم أن الجمهور المستهدف مصري فقط؟
الكتابان شاركا من قبل في معارض عربية في العراق والجزائر والرياض والمغرب والشارقة والأردن، ووجدت مردودا رائعا من الجنسيات العربية عليهما، حتى وسائل الإعلام العربية نشرت عنهما، وتواصل معي أصدقاء عرب للحصول على الكتابين، ونقديًا كان المردود عليهما جيد بشكل أسعدني.
برأيك هل لا تزال سير الفنانين جاذبة للقراء رغم انتشار السوشيال ميديا وانتشار قصصهم بشكل كبير؟
بالتأكيد إذا تم تقديمها بطريقة صحيحة، وتحرى الكاتب الدقة في كتابتها، لأن الهدف منها تعريف الجمهور بالحكايات الحقيقية التي عاصرها الفنان، وتقديم أرشيف حقيقي للقارئ عن الفنانين من خلال سنة الميلاد والنسق الزمني الذي عاشه الفنان.
ما هي رسالتك لجمهور المعرض؟
أطلب منهم أن يستمتعوا بهذه التجربة، ليتعرفوا على التجارب الجديدة ويستكشفوها، وأطالبهم بالتعرف على التجارب القديمة، وأن يتواصلوا بشكل كبير مع هذه الأحداث الثقافية.
برأيك هل لا يزال الكتاب الورقي مطلوباً بعد انتشار المطبوع الإلكتروني؟
هذه الأزمة مطروحة منذ سنوات، ولكنها ليست كبيرة فكل زمن له طريقته الخاصة في التواصل مع الجمهور، ولذلك بدأ بعض الناشرين في تطوير أنفسهم بشكل كبير ليتماشوا مع ظروف هذا العصر، وبدأوا في الاهتمام بالنشر الإلكتروني مثل الكتب الصوتية وبيع بعض الكتب أونلاين إلى جانب الكتب الورقية.
وبالنسبة لي أنا مع التطور التكنولوجي لأنه يمكن من خلاله الترويج لجميع التجارب القديمة والحديثة والثقافة بشكل عام فهو يتسع لكل التجارب، لكن لا يمكن أن ننكر البهجة التي نشعر بها في حالة اقتناء الكتاب الورقي.
هل تنجح معارض الكتاب في تحقيق مردود مادي للكاتب أم المردود فقط معنوي؟
في حقيقة الأمر معرض الكتاب يحقق مردودا معنويا على الناشرين والكتاب بشكل أكبر من المادي، فالمعرض بمثابة جسر تواصل بين الكاتب وبين القارئ، وأتمنى أن يظل هذا الجسر ممتدا للسنوات المقبلة، لأنه مهم لكل الأطراف.. الكاتب والناشر والقارئ، بصرف النظر عن المردود المادي.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xMTkg جزيرة ام اند امز