توج نابولي بطلا للدوري الإيطالي أمس الخميس، قبل 5 جولات على نهاية الموسم، لينهي صياما استمر 33 عاما منذ حقبة دييجو مارادونا.
وفي بداية الموسم كان من الصعب تخيل فوز نابولي في وجود القوى الكبرى مثل يوفنتوس وقطبي مدينة ميلانو، ناهيك عن روما.
وقبل انطلاق الموسم ساد استياء وتذمر بين الجماهير لفقدان لاعبين بارزين مثل القائد لورينزو إنسيني والهداف التاريخي للنادي درايس ميرتنيز، بجانب أركاديوش ميليك وفابيان رويز وكاليدو كوليبالي.
لكن بعد فترة انتقالات استثنائية وفي وجود المدرب لوتشيانو سباليتي في القيادة، هيمن نابولي على سباق اللقب، فيما تعثر المنافسين الرئيسيين خلال المشوار، ليتفوق بفارق 16 نقطة عن لاتسيو صاحب المركز الثاني.
وتحت مظلة سباليتي امتلك نابولي مدربا إيطاليا تخلى عن الأساليب التقليدية وسمح للاعبين موهوبين بالازدهار بعد فترة إعادة بناء سريعة قبل انطلاق الموسم.
وحقق نابولي أول لقبين في الدوري تحت مظلة عظمة مارادونا، لكن هذا الموسم استند النجاح على تشكيلة متماسكة يقودها مدرب داهية.
ووصل كيم مين جاي من فنربخشه التركي لتعويض كوليبالي، ليمنح الصلابة للدفاع وتحولت إعارة أندريه فرانك زامبو أنغويسا من فولهام إلى انتقال نهائي بعد أن أكمل ثلاثي خط الوسط المميز بجانب ستانيسلاف لوبوتكا وبيوتر جلينسكي.
سطوة كفارادونا
لكن تأثير الجناح الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا (22 عاما) القادم من دينامو باتومي، كان حديث الجميع ولفت الأنظار في أوروبا.
ولم يكن كفاراتسخيليا اسما معروفا عند وصوله إلى إيطاليا، لكنه سجل 12 هدفا وقدم عشر تمريرات حاسمة في 28 مباراة بالدوري، ليقود نابولي للإنجاز بعد أن اكتسب لقب "كفارادونا".
وبفضل رؤيته ومهاراته في صناعة اللعب، شكل ثنائيا خطيرا مع المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمن الذي سطع خلال الموسم بتسجيل 22 هدفا في الدوري في صدارة الهدافين، وبات من ألمع الأسماء المطروحة في سوق الانتقالات.
وأبهر نابولي جماهيره بأسلوب ممتع وتصدر ترتيب الأكثر تسجيلا للأهداف، إذ اعتبر سباليتي أن مفتاح تحرير قدرات اللاعبين في عدم التقيد بالخطط التقليدية.
وقال المدرب عن ذلك "النظم لم تعد موجودة في كرة القدم، إذ يعتمد الأمر على المساحات لدى المنافس، يجب أن تكون سريعا في استغلالها وأن تدرك اللحظة المناسبة للهجوم والتحلي بالشجاعة في بدء التحرك عند الضغط".
تعثر المنافسين
مع مضي نابولي بثبات نحو الأمام، إذ خسر مرة واحدة في أواخر فبراير/ شباط، عانى بقية المنافسين من كثرة الإصابات.
وتعثر إنتر ميلان في بداية الموسم مع تعرض المهاجم روميلو لوكاكو لإصابة بعضلات الفخذ الخلفية، ولم يتعاف الفريق رغم مسيرته الجيدة إلى قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث يواجه غريمه ميلان.
وافتقد يوفنتوس جهود لاعب الوسط بول بوغبا، ولم يبدأ لاعب الوسط الفرنسي أي مباراة وخاض 42 دقيقة فقط منذ عودته من جراحة بالركبة حرمته من كأس العالم قطر 2022.
وصعّب خصم 15 نقطة من رصيد يوفنتوس مهمة فريق ماسيميليانو أليغري لفترة طويلة هذا العام قبل تجميد العقوبة، وعانى المدرب لتحديد البطولة ذات الأولوية.
وحاول ميلان مزاحمة نابولي، لكن فريق المدرب ستيفانو بيولي لعب 5 مباريات متتالية دون فوز في يناير/ كانون الثاني، ليسمح لنابولي بالابتعاد في القمة، بينما تخلى عن الدفاع عن اللقب بحلول الربيع.
واستغل لاتسيو تعثر كبار المنافسين ومضي في طريقه نحو أفضل موسم له خلال أعوام بعد أن هزم كل الفرق الـ6 الكبرى هذا الموسم.
لكن فريق المدرب ماوريسيو ساري لم يكن بوسعه سوى مشاهدة تتويج نابولي، وهو رابع فريق مختلف يحقق اللقب في آخر أربع سنوات.