حكايات النقشبندي.. وصف بليغ حمدي بـ"الجِن" وهكذا نجا من الاعتقال
"الناس صنفان؛ موتى في حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياء"، هكذا تحدث أمير الشعراء أحمد شوقي عن العباقرة الذين نجحوا في تخليد أسمائهم بأعمال رائعة تزداد جمالاً وسطوعاً بمرور الأيام وتعاقب السنوات.
وينتمي قارئ القرآن المصري سيد النقشبندي (7 يناير/كانون الثاني 1920- 14 فبراير/شباط 1976) الملقب بـ"كروان الإنشاد الديني" إلى الصنف الثاني من الناس، فرغم رحيله عن عالم الأحياء، ما زال صوته يملأ الدنيا وأعماله تنتزع صيحات الإعجاب.
وفي ذكرى ميلاد النقشبندي، التي تحل اليوم 7 يناير 2022، تستعرض "العين الإخبارية" أحداثاً مهمة في حياته.
البداية
اسمه سيد محمد النقشبندي، من مواليد 7 يناير 1920، بقرية دميرة في محافظة الدقهلية شمال شرق القاهرة.
عندما بلغ 10 سنوات انتقل مع أسرته إلى مدينة طهطا في محافظة سوهاج بصعيد مصر، وهناك حفظ القرآن الكريم، وتعلّم أصول وقواعد الإنشاد الديني بين مريدي الطريقة النقشبندية ووالده الذي كان أبرز شيوخ الطريقة الصوفية في ذلك الوقت.
لمع اسم الطفل الصغير وذاعت شهرته بسبب صوته العذب وإحساسه المعبر، وبات الناس يحرصون على الذهاب إلى موالد أبوالحجاج الأقصري وعبدالرحيم القناوي وجلال الدين السيوطي من أجله.
الشهرة
في عام 1965 تغيّرت حياة النقشبندي، إذ التقى الإذاعي الكبير أحمد فراج في مسجد الحسين بوسط العاصمة المصرية القاهرة، وسجّل معه "فراج" في برنامج "في رحاب الله" وبمرور الوقت نشأت بينهما صداقة قوية، وكانت ثمارها الطيبة في صالح النقشبندي الذي سجل العديد من الأدعية والابتهالات الرائعة في الإذاعة.
قدّم النقشبندي خلال مسيرته ما يقرب من 40 ابتهالاً، وتعاون خلالها مع عمالقة الموسيقى في ذلك الوقت ومنهم محمود الشريف وسيد مكاوي وبليغ حمدي وحلمي أمين وأحمد صدقي.
النقشبندي وحكايته مع السادات.
ابتهال "مولاي" من أعظم الابتهالات التي قدّمها النقشبندي، وتقول كلماته: "مولاي إني بابك قد بسطت يدي، من لي ألوذ به إلاك يا سندي.. أقوم بالليل والأسحار ساهية، أدعو وهمس دعائي بالدموع ندي، بنور وجهك إني عائد وجل".
ولهذه الأنشودة قصة غريبة، إذ تم تنفيذها بأمر رئاسي أصدره الرئيس المصري محمد أنور السادات، حيث كان عاشقاً لصوت الشيخ سيد النقشبندي وتربطه به علاقة طيبة.
وشاءت الأقدار أن يلتقي النقشبندي والموسيقار بليغ حمدي في حفل خطوبة إحدى بنات الرئيس السادات، وعندما وجد السادات هذا الثنائي في الحفل طلب من النقشبندي التعاون مع بليغ حمدي.
وقتها اندهش النقشبندي وأبدى استغرابه، بينما شعر بليغ بسعادة فهو من عشاق صوته.
حاول النقشبندي كثيراً الإفلات من هذا الفخ، واستعان بالإذاعي الكبير وجدي الحكيم للخلاص من هذا المأزق، لكن كانت المفاجأة أن وجدي الحكيم أبلغه بأن تعاونه مع بليغ أمر رئاسي وفي حال عدم التنفيذ سيتم اعتقاله.
وذهب النقشبندي مع وجدي الحكيم لمنزل بليغ حمدي، ومعهما الكلمات التي كتبها عبدالفتاح مصطفى، وعندما سمع النقشبندي اللحن خلع العمامة والجلباب من فرط الإعجاب باللحن ووصف "بليغ" بالجن.
النهاية
تزوج "إمام المداحين "من ابنة عمته، وأنجب منها 5 أبناء، ورحل عن عالم الأحياء في 14 فبراير 1976، إثر أزمة قلبية.
وبعد رحيله كشف حفيده عن وصيته التي كتبها بخط يده، قائلا إنه طلب أن يدفن مع والدته في مقابر الطريقة الخلوتية بالبساتين، وعدم إقامة مأتم له والاكتفاء بالعزاء والنعي بالجرائد.
aXA6IDUyLjE1LjcyLjIyOSA= جزيرة ام اند امز