الرياضة تنقذ حياة بريطانية غلبها "النوم القهري"
شابة بريطانية في الـ24 عاما من عمرها تعاني حالة تعرف باسم ”الخدار“ أو ”النوم القهري" سببها نقص مادة الأوركسين في الدماغ.
خلال نهار طويل وجدول مزدحم بالمهام اليومية، يجد البعض في القيلولة محطة يعيدون فيها شحن طاقاتهم لمتابعة اليوم بحيوية ونشاط، لكن بالنسبة للبريطانية لبيل هات، فقد كانت القيلولة المتكررة كابوسا دمر حياتها المهنية والعاطفية وحرمها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي.
عانت الشابة البريطانية بيل هات ذات الـ24 عاما من حالة تعرف باسم ”الخدار“ أو ”النوم القهري“ منذ 2009 وهي حالة يسببها نقص مادة الأوركسين في الدماغ، وهي المسؤولة عن تنظيم اليقظة وتتميز بالرغبة الدائمة بالنوم، وعدم القدرة على مغالبة النعاس أو الاستيقاظ لفترة طويلة.
وترك الخدار بيل في مكان ما بين الواقع والخيال، حيث سببت لها حالة من الهلوسة السمعية والبصرية وشلل النوم، حيث تدرك محيطها لكن تعجز عن الحركة والكلام، فبات من الصعب عليها التفريق بين ما هو حقيقي وما هو مجرد حلم.
واعتبر الغرباء أن نومها المتكرر ناتج عن تعاطي الكحول، خصوصا أن عدد قيلولاتها يصل لـ16 مرة باليوم، فنامت في الحصص الدراسية وطردت من عدد وظائف، ولم تتمكن من قيادة السيارات حذرا من التسبب بحادث إن غفت، كما أصبح الخروج بمفردها أمرا في غاية الخطورة.
وتقول في حوار أجرته مع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: ”حتى طبيبي سألني عن كمية الكحول التي كنت أشربها عندما ذهبت لرؤيته طلباً للمساعدة“.
تدمرت حياة بيل العاطفية والتي تكرر نومها خلال محادثتها مع خطيبها وعدم قدرتها على الاستيقاظ لساعات طويلة، وبالتالي عدم قدرتها على التخطيط لأي رحلة أو موعد.
وبدافع الفضول صورت بيل نفسها وهي تغفو عددا من المرات، خصوصا مع حالات الهلوسة التي كانت تصيبها ليتهيأ لها أمور لم تكن تحدث على أرض الواقع.
التمرين أعاد لها الحياة:
بعد سنوات قضتها بيل معلقة ما بين اليقظة والنوم، عثرت أخيرا على علاجها والذي يكمن في أداء التمارين الرياضية.
أدركت بيل أن التمرين ساعدها على الشعور بمزيد من اليقظة والوعي، وبالتالي مكنها من التحكم في حالتها.
وتذكر بيل طفولتها ومراهقتها حين الأوقات التي بذلت فيها جهدا وقامت بشاطات حركية كانت تصرف عنها النعاس بعض الشيء.
وتقول بيل: ”أدركت أن التمرين والحركة هما علاجي، لذا احتجت لعمل أبقى فيه في حالة نشاط دائم ولا أهدأ أبدا، فكلما تمرنت زدت يقظة وخفت أعراض الخدار واختفت الهلوسات“.
وباتت بيل اليوم مدربة رياضة شخصية، وقالت: إن الأكل الصحي، وخاصةً مع الكثير من البروتين والخضراوات، قد حسن من جودة حياتها.
تعيش بيل هات اليوم في أمستردام، حيث صديقها مايكل، والذي أبدى تفهما كاملا لحالتها وساعدها على المضي في عالم التمرين والرياضة.