السرد الاستراتيجي.. كيف تبني دولة الإمارات صورتها الذهنية؟
خطوة جديدة وملهمة تخطوها دولة الإمارات في رسم صورتها الذهنية أمام العالم.. صورة تتسق مع إنجازات الإمارات منذ تأسيسها وصولا لاحتفالها باليوبيل الذهبي لتأسيس الاتحاد.
الخطوة الجديدة تهدف إلى تقديم وتنظيم وإدارة كل ما يتعلق باستقبال وإقامة وزيارات ضيوف الدولة، والزيارات الخاصة برئيس دولة الإمارات وقادتها وفق أعلى المعايير، والعمل على الارتقاء بمفاهيم السرد الاستراتيجي وإبراز الجوانب الإيجابية والملهمة في شخصية مؤسسي الدولة وقادتها.
وفي هذا السياق، أصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الأحد، مرسوماً بقانون اتحادي بإنشاء "الهيئة الاتحادية للمراسم والسرد الاستراتيجي".
كما أصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مرسومين اتحاديين بتعيين محمد عبدالله الجنيبي رئيساً للهيئة الاتحادية للمراسم والسرد الاستراتيجي بدرجة وزير، وسميرة مرشد صالح محمد الرميثي أميناً عاماً للهيئة بدرجة وزير.
ما هو السرد الاستراتيجي؟
يركز السرد الاستراتيجي على قدرة القائد على صياغة رؤية واستراتيجية واضحة ومقنعة لمستقبل دولته.
ويوصف السرد الاستراتيجي بأنه قصة واقعية لمستقبل متخيل يرسم صورة لكيفية توافق ماضي الدولة وحاضرها ومستقبلها معًا في سياق استراتيجي أوسع.
رؤية مستقبلية أوسع، فوفقا للسرد الاستراتيجي سيفهم كل مواطن ومسؤول وقائد مكانهم في السرد الأكبر وكيف يمكنهم القيام بدور نشط في تشكيل مستقبل دولتهم.
ويضع هذا النهج التغيير بطريقة محترمة تمكّن القادة من تغيير اتجاه الدولة للأفضل نحو المستقبل يدعم احترام العمل الشاق واستثمار ما قدمه القادة المؤسسون والحاليون.
بيئة شاملة
يساعد السرد الاستراتيجي القادة على الظهور بمظهر أكثر إنسانية وفق المفهوم الحضاري الحديث لاي دولة تقدم نفسها أمام العالم ويسمح للقادة وللدولة برسم شخصيتها في معادلة تضمن وصول الرسائل والأهداف التي تسعى لها الدولة في الداخل والخارج.
ويخلق السرد الاستراتيجي بيئة شاملة تدعم وتوائم جهود الدولة وقادتها، ويمهد أيضًا الطريق لبيئة شاملة يمكن الدولة من التواصل مع المجتمع الدولي والإقليمي بشكل مريح، كما يعزز قيم الإمارات في التسامح والسلام والرقي الحضاري والإنساني لتنقل القيم التي تريد تضمينها في صورتها الذهنية في نسيج الدولة للمضي قدمًا نحو المستقبل.
إن السرد الاستراتيجي يمثل مصدر إلهام وتحفيز لكل المنتمين لدولة الإمارات يسير بشكل متوازي مع ما تحققه الدولة يوميا من إنجازات في مختلف القطاعات وعلى كافة المستويات.
واتساقا مع التطور العالمي وتغيير العالم لأدواته السياسية والتنظيمية والحضارية أصبح لزاما أن تتفاعل الإمارات مع المستجدات الحضارية كعادتها أولا بأول استجابة للتغييرات في البيئة الخارجية، وهو ما دأبت عليه الدولة منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو ما يبرز بدوره أهمية قرار رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بإنشاء "الهيئة الاتحادية للمراسم والسرد الإستراتيجي".
فالإمارات كدولة حديثة ومتطورة بحاجة دوما للنظر بأفق أوسع إلى مستقبلها ومستقبل شعبها بعين حضارية تكون ملهمة لأبنائها وللدول الأخرى وهو ما تنفذه بسياسة رشيدة قيادة الإمارات