"نيو هورايزونز" مسبار يبلغ حافة النظام الشمسي أول أيام 2019
مسبار "نيو هورايزونز" الأمريكي يقترب من حافة النظام الشمسي على بعد 4 مليارات ميل من الأرض، ليستكشف "حزام كايبر" وتاريخ المجموعة الشمسية
تستعد وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لتلقي معلومات عن أبعد نقطة في النظام الشمسي على بعد 4 مليارات ميل من كوكب الأرض عندما يمر المسبار الفضائي "نيو هورايزونز" بالقرب من إحدى مناطق "حزام كايبر" (Kuiper belt) الدائري الذي يتكون من أجسام جليدية، ويعد أحد أكثر المناطق الفضائية غموضا في نطاق الشمس التي تظهر من هناك كأنها نجم عادي.
ويتألف "حزام كايبر" الحلقي من الركام الذي خلفه تكوين المجموعة الشمسية منذ مليارات السنين، لتصبح تلك الشظايا الجليدية هي السجل الأحفوري لميلاد النظام الشمسي، ويحلم الباحثون منذ عقود بالاقتراب من ذلك الحزام لإلقاء نظرة، لكن المسافة الكبيرة بيننا هي التي حالت دون وصولهم في الماضي.
لكن في أول أيام 2019، سيمر المسبار الأمريكي "نيو هورايزونز"، المندفع في رحلة بعيدا عن الشمس منذ 13 عاما، قرب الجسم "2014 MU69" في حزام كايبر لمدة 24 ساعة يستخدم فيها الكاميرات وأجهزة الاستشعار والمسح للتدقيق في تفاصيل هذا العالم الصغير.
ومع نهاية تلك المواجهة الفضائية، سيصبح الجسم الذي لا يمثل أكثر من مجرد نقطة في تلسكوبات العلماء على الأرض إلى عالم غني بالتفاصيل الجيولوجية والفضائية، وكذلك سيصبح "MU69" أبعد جسم عن الأرض تم استكشافه في تاريخ البشر.
وقرر العلماء الذين يراقبون تلك المهمة إعطاء هذا الجسم اسما يمثل أكثر من مجرد رقم رمزي يدل على بيانات اكتشافه عبر التلسكوبات، حيث أعادوا تسميته ليصبح "ألتيما ثيول" تيمنا بمنطقة اعتقد الجغرافيون القدامى أنها الأبعد في العالم المأهول بالسكان، ويعتقد أنهم قصدوا بها جرينلاند أو أيسلندا، حسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
ويستغرق المسبار الأمريكي أقل من 24 ساعة للمرور عبر "ألتيما ثيول" لاستكشافه في أول أيام العام الجديد، قبل أن يبدأ إرسال تلك المعلومات بالأشعة إلى الأرض لتزويد العلماء بتلك البيانات الثمينة حول تاريخ النظام الشمسي، على أن يستكمل المسبار بعدها رحلته إلى الفضاء العميق باتجاه مجموعة "القوس" النجمية.
انطلق مسبار "نيو هورايزونز" من قاعدة كايب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأمريكية في يناير/كانون الثاني 2006، واستغل دفعة من كوكب المشترى الضخم في فبراير/شباط 2007 لرفع سرعته إلى أكثر من 30 ألف ميل في الساعة، وعلى مدار 8 أعوام ابتعد المسبار عن الشمس نحو هدفه الرئيسي الكوكب القزم "بلوتو" وأقماره الخمسة: شارون، وستايكس، ونيكس، وكيربيروس، وهايدرا.
وأنهى المسبار رحلته ذات الـ3 مليارات ميل إلى بلوتو وأقماره في 14 يوليو/حزيران 2015، وبدأ في إرسال المعلومات إلى الأرض في رسائل تستغرق أكثر من 4 سنوات لبلوغ غرفة التحكم في ناسا رغم أنها تتحرك بسرعة الضوء.