ناسا ترفع احتمالات اصطدام كويكب بالقمر في عام 2032

عاد كويكب "2024 YR4"، إلى دائرة الاهتمام بعد أن أشارت بيانات جديدة إلى احتمال طفيف باصطدامه بالقمر في 22 ديسمبر 2032.
ووفقا لتحديث صادر عن وكالة ناسا، فإن فرصة الاصطدام بالقمر ارتفعت من 3.8% إلى 4.3% بعد مراجعة دقيقة لمدار الكويكب باستخدام بيانات جديدة التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي، وتحديدا كاميرته العاملة في الأشعة تحت الحمراء القريبة.
لكن الخبراء يؤكدون أن الاصطدام المحتمل بالقمر، إن حدث، لن يشكل خطرا على الأرض أو على مدار القمر. وقال عالم الفلك باوان كومار، الباحث السابق في المعهد الهندي لعلم الفلك، إن أي شظايا ناتجة عن الاصطدام "ستحترق في الغلاف الجوي الأرضي إذا اقتربت من كوكبنا".
من تهديد للأرض إلى تمرين دفاعي ناجح
تم اكتشاف الكويكب لأول مرة في ديسمبر 2023، وقدر العلماء حجمه بين 53 و67 مترا، أي ما يعادل ارتفاع مبنى من عشرة طوابق. وأثار الكويكب ضجة واسعة بعدما سجل أعلى احتمال مسجّل لاصطدام كويكب بالأرض بنسبة تجاوزت 1%، قبل أن تتراجع تدريجيا مع ورود بيانات جديدة من المراصد الأرضية.
في وقتٍ سابق من هذا العام، كانت التوقعات تشير إلى أن الكويكب قد يُحدث أضرارا كبيرة إذا اصطدم بالأرض، خاصة في مناطق مثل المحيط الهادئ الشرقي، وأجزاء من أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا. لكن ناسا أعلنت في فبراير الماضي أن الكويكب سيمر بأمان بجوار الأرض في عام 2032، دون أي خطر محتمل مستقبليا.
نظرة جديدة من الفضاء
أثناء عبوره القصير في مايو الماضي، تمكن تلسكوب جيمس ويب من رصد الكويكب مجددا، ما أتاح للعلماء تحسين فهمهم لمساره وسلوكه. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن "2024 YR4" نشأ في الحزام الرئيسي للكويكبات بين المريخ والمشتري، قبل أن ينجرف تدريجيا إلى مدار قريب من الأرض.
وسيعود الكويكب إلى نطاق الرصد في عام 2028، حيث يأمل العلماء في دراسته عن قرب مجددا لتحديد شكله وتركيبته بشكل أدق، وهما عنصران مهمان لفهم تأثير أي اصطدام محتمل.
تدريب واقعي للدفاع الكوكبي
ورغم أن "2024 YR4" لم يعد يُشكل أي تهديد، إلا أن العلماء اعتبروه فرصة نادرة لتجربة حقيقية لآليات الدفاع الكوكبي. فقد شكّل هذا الكويكب نموذجا مثاليا لتجربة جميع مراحل الاستجابة، من الرصد والتحليل وحتى التواصل مع الجمهور.
وقال الفلكي باوان كومار: "كان هذا الكويكب بمثابة تمرين كامل للدفاع الكوكبي، من الاكتشاف إلى التقييم والإعلام العام. لقد جمع كل العناصر التي نحتاجها لتطوير استعداداتنا لأي تهديد مستقبلي حقيقي".