«لا تهديد باستخدام القوة».. رسائل قمة «آسيان-أستراليا» للصين
يعتزم زعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وأستراليا المجتمعون في ملبورن، الإثنين، التنديد "بالتهديد بالقوة أو استخدامها" لتسوية النزاعات في المنطقة، في إشارة ضمنية إلى بكين.
وجاء في مشروع بيان مشترك اطلعت عليه وكالة فرانس برس "نحن نطمح إلى منطقة تحترم فيها السيادة والسلامة الإقليمية. نطمح إلى منطقة تدار فيها الخلافات عبر حوار محترم وليس من خلال التهديد بالقوة أو استخدامها".
وتحتل ما تصفه دول بالمنطقة بـ"أهداف بكين التوسعية" في بحر الصين الجنوبي الذي تمر عبره تريليونات الدولارات من التجارة كل عام، مكانة بارزة خلال هذه القمة الخاصة بين آسيان وأستراليا التي تختتم الأربعاء.
وتصاعدت حدة النزاعات في الأشهر الأخيرة في هذا الممر البحري الذي تطالب الفلبين وفيتنام وماليزيا، وهي أيضًا أعضاء في آسيان، بمناطق معينة منه.
وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ "علينا جميعا مسؤولية تشكيل المنطقة التي نريد أن نتقاسمها: سلمية ومستقرة ومزدهرة".
وأضافت "هذه المسؤولية أضحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ أصبحت طبيعة المنطقة موضع تساؤل".
وتابعت الوزيرة "نحن نواجه أعمالا مزعزعة للاستقرار واستفزازية وقسرية، بما في ذلك سلوكيات خطيرة بحرا وجوا وعسكرة العناصر المتنازع عليها".
وتأتي قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا وأستراليا في ذكرى مرور خمسين عاما على إقامة العلاقات بينهما.
بدوره، قال وزير الخارجيّة الفلبيني إنريكي مانالو إنّ بلاده تحضّ الصين على "التوقّف عن مضايقتنا" وتريد حلّ النزاعات البحريّة بين مانيلا وبكين سلميا.
وتأتي تصريحات مانالو في أعقاب سلسلة حوادث بين مانيلا وبكين في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
ودافع الوزير الفلبيني عن سياسة حكومته المتمثّلة في الإعلان عن المناورات الصينيّة في هذه المياه المتنازع عليها، مثل المرور الأخير لسفن حربيّة قرب جزيرة سكاربورو.
وأوضح الوزير لفرانس برس "يتعلّق الأمر فقط بمحاولة إعلام الناس بما يجري".
وأضاف "إذا توقّفتم عن مضايقتنا وعن الإقدام على إجراءات أخرى، فلن تكون هناك معلومات للإبلاغ عنها".
ولمانيلا وبكين تاريخ طويل من النزاعات البحريّة في بحر الصين الجنوبي الذي تمرّ عبره سلع بمليارات الدولارات سنويا.
وقد حاولت مانيلا حشد دول أجنبيّة، ومنها دول في المنطقة، لدعم قضيّتها، لكنّ النتائج جاءت متباينة.
وتابع مانالو: "الفلبين ملتزمة بالحلّ السلمي للنزاعات من خلال وسائل دبلوماسيّة أو سلميّة"، مشددا في الوقت نفسه على أنّ "هذا لن يتمّ على حساب مصلحتنا الوطنيّة".
وأردف "نحن نمدّ يدنا إلى الشركاء في البلدان التي نتقاسم معها أفكارنا والتي تواجه مشكلات ومخاوف مماثلة".