عم نسيم حارس الكنيسة المرقسية.. تصدى للانتحاري وأنقذ المئات
نسيم فهيم (54 عاما) موظف الأمن بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية تصدى للانتحاري ومنعه من دخول الكنيسة ففجر نفسه على بابها
لم يكن مخططا لعم نسيم فهيم (54 عاما)، موظف الأمن بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية، أن يقف على بوابة الكنيسة يوم أحد السعف، فقد كانت عطلته، لكن إجازة طارئة لزميله المكلف بتلك المهمة دفعته إلى الوقوف مكانه، حيث ساقه القدر لاعتراض الإرهابي الانتحاري ومنعه من اجتياز البوابة الرئيسية ووجهه إلى بوابة التفتيش التي فجر نفسه عندها لعدم تمكنه من اجتيازها.
مينا، نجل عم نسيم، قال لبوابة "العين" الإخبارية: "والدي يعمل موظف أمن إداري بالكنيسة المرقسية وله مكان ثابت يجلس به داخل الكنيسة، وفي يوم الحادث كان إجازة، إلا أن زميله المكلف بمهمة تأمين البوابة حدث له ظرف طارئ فاضطر والدي للعمل مكانه".
ويضيف مينا: "عندما شاهدت فيديو الحادث عرفت والدي على الفور.. إنه الشخص الواقف أمام البوابة الرئيسية، وعندما حاول الإرهابي مغافلة الأمن والدخول من البوابة الرئيسية دون المرور على بوابة التفتيش تصدى له والدي، ووجهه إلى بوابة التفتيش، وعندما فشل في اجتيازها فجر نفسه على بعد أمتار معدودة من والدي".
وعن كيفية تلقيه الخبر قال مينا: "اتصل بي عمي وأخبرني أن هناك تفجيرا في الكنيسة المرقسية، فهرعت إلى المكان على الفور؛ لأجد الدماء والأشلاء في كل مكان.. لم أجد والدي فسألت عنه أحد قساوسة الكنيسة، فحاول أن يخفي عني الخبر لكنه فشل، فأخبرني أن والدي انتقل إلى السماء وطالبني بالبحث عن جثمانه في المستشفيات".
ويضيف: "تنقلت بين أكثر من مستشفى والمشرحة الرسمية لمدة 9 ساعات، ولم أعثر على والدي.. فعدت إلى الكنيسة وهناك قال لي أحد القساوسة إن هناك صورة لجثة مجهولة شوهها الانفجار يشكون أنها لوالدي، وعندما شاهدت الصورة قلت هذا والدي رغم أن وجهه كان محترقا بالكامل بفعل الانفجار".
وتابع قائلا: "توجهت إلى المشرحة وأدخلوني للتعرف على الجثة.. وجدت جثة مشوهة الوجه ونصفه الأعلى مصابا بشدة ورأسه محطما من الانفجار.. قلت لهم إن والدي أجرى جراحة في ركبته اليسرى وآثارها ما زالت موجودة، وعندما كشفوا عن ساقه وجدت آثار الجراحة وتأكدت أن الجثة لوالدي".
ويقول مينا: "والدي قدم حياته لإنقاذ مئات المتواجدين في الكنيسة في ذلك اليوم، فأحد السعف هو عيد للمسيحيين، والبابا تواضروس كان حاضرا، والحضور في الكنيسة في ذلك اليوم بلغ عددهم نحو 3 آلاف شخص، هل تتخيلون ماذا كان يمكن أن يحدث لو دخل هذا الإرهابي إلى الكنيسة؟".
ويضيف مينا: "تعزينا كثيرا بالجنازة التي أقيمت لوالدي.. حضرها أساقفة الكنيسة والبابا أناب الأنبا دانيال النائب البابوي، ويكفي حب المسلمين والمسيحيين له الذي ظهر في الجنازة".
ويختم مينا حديثه قائلا: "موت والدي بهذه الطريقة يعلمنا أن من يكلف بعمل، حتى إن لم يكن عمله، يجب أن يؤديه كما ينبغي.. والدي لم يكن عمله تأمين باب الكنيسة، لكنه عندما كلف بهذا الأمر أداه كما ينبغي ودفع حياته ثمنا لذلك".