الناصرية تنتفض ضد مليشيات إيران بالعراق
استخدم المحتجون الجرافات لهدم مقر مليشيا عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، كما هدموا منزل قياديّ في حزب الله العراقي
شهدت مدينة الناصرية العراقية انتفاضة ضد المليشيات، احتجاجا على استهداف واغتيال نشطاء البصرة، وذلك بإضرام النيران في مقاراتها وهدمها بالجرافات.
ونددت المظاهرات بالمليشيات والأحزاب الموالية لإيران في الناصرية، واستهدفت مقراتها كما أحرقوا صور نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الأسبق.
وتتلقى هذه المليشيات تعليمات من نظام طهران بقتل وملاحقة المحتجين في ساحات التظاهر، منذ اندلاعها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمدن جنوب ووسط العراق.
وتجددت اليوم السبت أعمال الحرق والهدم لمقرات المليشيات بالناصرية، منها منظة بدر بزعامة المقرب من إيران هادي العامري، وتيار الحكمة بقيادة عمار الحكيم.
وأظهرت مقاطع مصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المئات من المتظاهرين في شوارع مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، وهم يرددون هتافات تندد بفساد المليشيات وأفعالها الإجرامية.
واستخدم المحتجون الجرافات لهدم مقر مليشيا عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، كما هدموا منزل قياديّ في حزب الله العراقي.
واتخذت السلطات العراقية إجراءات أمنية مشددة لحماية ساحة الحبوبي جنوبي العراق، كما طالبت قوات الأمن المتظاهرين بالبقاء في الساحة لحمايتهم، وأكدت لهم سعيها للقبض على منفذي الاغتيالات.
وكان محافظ ذي قار ناظم الوائلي قد وجّه قيادة شرطة بالتحقيق الفوري في الانفجار الذي وقع أس الجمعة، بالقرب من ساحة الاعتصام، ودعا إلى نشر المزيد من القوات الأمنية في محيط ساحة الحبوبي، مشددا على "ضرورة تعاون المتظاهرين مع قوات الأمن والإبلاغ عن جميع الحالات المشبوهة".
وتمثل محافظة ذي قار بوصلة رئيسية في تحريك الجماهير العراقية وإشعال الشارع بالحركات الاحتجاجية منذ سنوات ما بعد 2003.
وشهدت الناصرية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعمالا متشابهة مع أحداث اليوم، حيث تم إحراق مقار الأحزاب والمليشيات ومبانٍ حكومية من قبل متظاهرين، رداً على سوء الخدمات، وارتفاع نسب البطالة وانتشار السلاح.
وفيا يتعلق بحادث تفجير العبوة الناسفة قرب خيام المعتصمين مساء أمس الجمعة، قال الناشط العراقي بالناصرية ثامر خالد لـ"العين الإخبارية"، إن تلك الأعمال تأتي ضمن حملة ممنهجة لاستفزاز ساحات المظاهرات وإخراج الحركات الاحتجاجية من مسارها السلمي.
وأضاف خالد أن توجيه اللوم إلى المتظاهرين على أعمال الحرق والهدم لمقار المليشيات في المحافظة أمر غير منصف، وهو ردة فعل على جرائم المليشيات تستهدف المحتجين.
وتوقع الناشط العراقي محمد العوادي أن ترتفع حدة الأعمال الاحتجاجية في ذي قار، وتمتد إلى بقية المحافظات الأخرى خلال الأيام القليلة المقبلة بعد نفاد الصبر وفقدان الحلول السلمية.
وتابع قائلا: "إن ما حدث أمس في الناصرية وما سبقه من عمليات اغتيال للناشطين في البصرة الأسبوع الماضي، عمليات مسلحة تهدف إلى الترهيب وإسكات صوت الحق".
وتعاني المحافظات الجنوبية والوسطى بالعراق حالات إهمال وضعف خدماتي في مرافقها الحيوية والتحتية، فضلاً عن ارتفاع معدلات البطالة والفقر والجريمة في هذه المدن.
aXA6IDMuMTQ3LjcxLjE3NSA= جزيرة ام اند امز