خبراء: "نصر الله" ينسف سياسة "النأي بالنفس" بمليشياته في اليمن
مصدر وزاري لبناني قال إن حسن نصر الله يجازف بمصير لبنان وشعبه لخدمة أهداف مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
اتفق مصدر وزاري لبناني وخبراء سياسيون على أن حديث حسن نصر الله، زعيم تنظيم "حزب الله" الإرهابي، الأخير حول اليمن، بمثابة اعتراف واضح بمشاركة مليشياته المسلحة في هذة البلاد لخدمة المشروع الإيراني الطائفي، كما ينسف سياسة النأي بالنفس التي تتخذها الحكومة.
ويتباهى نصر الله بوجود هذه المليشيا الإرهابية، التي تخدم أهداف وأطماع إيران الطائفية في اليمن وسوريا والعراق، ما قد يسهم في إحراج الحكومة اللبنانية التي تسعى لإعادة وضع بيروت مجدداً على خارطة الاهتمام السياسي، كما أن حديثه يضع سياسة هذة الحكومة حول مسألة "النأي بالنفس" في مهبّ الريح.
- التحالف: مقتل 8 عناصر من "حزب الله" في صعدة بينهم قيادي
- "واشنطن تايمز": حزب الله يحول مطار بيروت إلى مركز لتهريب السلاح الإيراني
ووصف مصدر وزاري لبناني انخراط مسلحي الحزب الإيراني في الصراع الدائر بدول اليمن والعراق وسوريا، بأن "نصر الله يجازف بمصير لبنان وشعبه لخدمة أهداف مليشيا الحرس الثوري الإيراني، الذي يمضي في زعزعة أمن واستقرار الدول العربية والمنطقة ككل، ويشكّل إحراجاً كبيراً للدولة اللبنانية وقيادتها السياسية ومؤسساتها الشرعية".
وأكد المصدر، المحسوب على تيار "14 آذار" لـ"العين الإخبارية" أن "الوضع اللبناني بات حساساً للغاية بسبب سياسة حزب الله، والذي لم يعد يمتلك ترف الحديث عن انتصارات، لأن وضعه الشعبي والتنظيمي بات محرج وصعباً للغاية، كما أن الوضع داخل لبنان لم يعد يتحمّل سلوكه ومغامراته".
وذكّر المصدر الوزاري اللبناني، فضل عدم ذكر اسمه، بأن "سياسة النأي بالنفس هي مصلحة سياسية وسيادية واقتصادية للبنان مع أشقائه العرب ودول العالم، وهي تحظى بإجماع لبناني وعربي ودولي، ونصر الله لا يستطيع تخطيها، لأنها تعني بالدرجة الأولى عزلته بالداخل اللبناني".
وأضاف أن نصر الله يلتفّ دائماً على الأمور وقد يرسل مسلحين خلسة إلى اليمن، أو يدرب مليشيا عراقية وأفغانية ويرسلها إلى القتال هناك، وإذا تبين للحكومة اللبنانية بالدليل وجود خرق للنأي بالنفس سيكون هناك كلام آخر".
وكان أمين عام مليشيا حزب الله قال في خطابه الأخير إن الحزب "يفخر بسقوط شهداء له في اليمن أو سوريا أو العراق، وعندما يسقط شهداء سيعلن عنهم ويزفّهم" وهو اعتراف واضح بوجود تلك المليشيا في الأراضي اليمنية والسورية والعراقية، ما يخالف تنصله السابق من أي دور عسكري له في تلك البلاد.
وأكد الدكتور سامي نادر، مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية، أن "نصر الله" ينسف القاعدة السياسية لمشروع النأي بالنفس، وتحييد لبنان عن أزمات المنطقة، والتي تشكل قاعدة الحكم وموازين القوى في لبنان".
وقال في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن حديث نصر الله يحرج الرئيس اللبناني ميشال عون، كما ينسف يمين القسم الذي أداه الرئيس، وأرسى فيه معادلة تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية".
وأرست التسوية السياسية التي أبرمت في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2016، وأدت إلى انتخاب ميشال عون رئيسا، وتسمية سعد الحريري رئيساً للحكومة، معادلة تقضي بأن ينأى لبنان بنفسه عن أزمات وحروب المنطقة.
كما تعهد الرئيس اللبناني بتصحيح العلاقة مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي، والتي خربها الحزب الإرهابي خلال مرحلة الفراغ الرئاسي بسياسته العرجاء.