نتنياهو أمام خيارين.. الانسحاب أو القتال حتى النصر
بات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قاب قوسين أو أدنى من تركِ المشهد السياسي، إن لم يدرك النصر في مناورته الأخيرة.
نتنياهو الآن أمام خيارين؛ فإما الاستسلام لحقيقة سقوطه وخروجه من المشهد، وإما القتال والتشبث بالعمل من أجل العودة مجددا؛ وهو يكافح للخيار الأخير.
الصدمة الأولى
فقد واجه نتنياهو صدمة اتفاق الأحزاب المعارضة على إخراجه من المشهد، بدعوة حلفائه في اليمين، إلى اجتماع عاجل في مقر إقامته.
ودعا زعيم حزب الليكود كلا من: رئيس "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش، ورئيس "شاس" أرييه درعي وقادة "يهدوت هتوراة" يعقوب ليتسمان وموشيه غافني، ورئيس مجلس المستوطنات بالضفة الغربية ورئيس الكنيست، ورئيس الائتلاف.
وبحسب صحيفة "إسرائيل هيوم"، الداعمة لنتنياهو، فإن اللقاء جاء "لبحث الجهود لعرقلة أداء كتلة التغيير اليمين الدستوري لحكومة لابيد-بينيت".
وبالتزامن مع دعوة قادة الأحزاب، دعا نتنياهو اليوم الخميس النواب اليمينيين إلى عدم دعم حكومة التغيير المرتقبة.
وكتب نتنياهو في تغريدة على تويتر: "يجب على جميع أعضاء الكنيست اليمينيين معارضة هذه الحكومة اليسارية الخطيرة".
وليس بعيدا عن هذه الأجواء فقد تظاهر نشطاء من اليمين قبالة منزل زعيم حزب (يمينا) اليميني نفتالي بينيت.
وكان من بين المتظاهرين قادة الاستيطان بالضفة الغربية، الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الأخيرة لصالح بينيت، الداعم للاستيطان ومنع إقامة دولة فلسطينية.
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو يريد تأجيل جلسة التصويت على الحكومة قدر الإمكان، في محاولة لإقناع نواب يمينيين بعدم التصويت للحكومة الجديدة.
مناورة الصوت الواحد
وفي حال نجح نتنياهو في مسعاه؛ فإن الحكومة الجديدة لن ترى النور، وسيعود الإسرائيليون مجددا إلى صناديق الاقتراع.
وتأمل أطراف الحكومة الجديدة الحصول على ثقة الكنيست الإسرائيلي الأسبوع القادم، ولكن نتنياهو يعتقد أنه ما زال بإمكانه إقناع نواب يمينيين بعدم دعم الحكومة.
وكان لابيد نجح مساء أمس الأربعاء في الحصول على موافقة أحزاب على الانضمام إلى الحكومة وهي: (يمينا) اليميني و(العمل) الوسطي و(ميرتس) اليساري و(أمل جديد) الإسرائيلي و(أزرق أبيض) الوسطي و(إسرائيل بيتنا) اليميني، إضافة إلى القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس.
غير أن حصول الحكومة على دعم الكنيست، لا يمثل نهاية المطاف بالنسبة لنتنياهو، الذي توعد بالعودة من جديد.
فالتقديرات في إسرائيل تشير إلى أن الحكومة الجديدة، وبسبب تضارب مواقف الأحزاب المشكلة لها، لن تصمد سوى عدة أشهر.
ويراهن نتنياهو على أنه، من خلال مقاعد المعارضة، سيتمكن من تسريع إسقاط الحكومة، والعودة مجددا إلى الانتخابات، وبالتالي العودة إلى رئاسة الوزراء.
ولكن سقوطه السياسي قد يقوده إلى خيارات لا يرغب بها، وعلى رأسها إمكانية دعوة أقطاب في حزبه "الليكود" إلى انتخابات جديدة لرئاسة الحزب.
ويتمتع نتنياهو بسطوة كبيرة على حزبه بسبب وجوده في رئاسة الحكومة، بيد أن سقوطه قد يحرمه من مفاتيح القوة التي استخدمها، من خلال وجوده في السلطة، للاحتفاظ برئاسته لحزب الليكود.
تسابق لخلافة نتنياهو
وفي هذا السياق كان بالفعل عدد من قادة "الليكود" من بينهم نير بركات ويسرائيل كاتس ويولي ادلشتاين أعلنوا استعدادهم للتنافس على رئاسة الحزب مقابل نتنياهو.
وبالتزامن، فقد برزت أصوات في الحزب تدعو نتنياهو إلى التنحي للتفرغ للدفاع عن نفسه في المحكمة، في مواجهة اتهامات الرشوة والاحتيال، وإساءة الثقة المقدمة ضده.
ويأمل قادة في الليكود في أن تنحي نتنياهو سيمكنهم من إبرام اتفاق مع أطراف الحكومة الحالية، لإعادة تشكيل الحكومة.
وكانت الأطراف المشكلة للحكومة الجديدة أشارت إلى أن ما يجمعها هو رغبتها بإبعاد نتنياهو عن المشهد السياسي.
مصير السجن
ترجل نتنياهو عن حصان السياسة لن يبعده عن الأضواء فحسب، بل قد يسرع في محاكمته، بما قد يقوده إلى السجن.
وقد كان نتنياهو يأمل في أن الانتخابات الماضية في مارس/آذار ستمكنه من تشكيل ائتلاف جديد، يزيد عدد أعضائه عن 61 عضوا، من أجل إقرار الكنيست قانونا يمنع محاكمته طالما بقي في رئاسة الحكومة.
ولكن فشله في الوصول إلى هذا الهدف، ونجاح المعارضة بتشكيل حكومة، قد يسرع من محاكمته التي كان من المتوقع أن تبقى لسنوات طالما بقي رئيسا للوزراء.
ويقول خبراء قانون إن لائحة الاتهام المقدمة ضد السياسي الإسرائيلي القوي، تتضمن بنودا قد تقوده إلى السجن لسنوات طويلة.
وفي الغضون فإن نتنياهو يخشى من أن أحزاب المعارضة ستتمكن من تمرير قانون يمنع شخصية توجه ضدها اتهامات جنائية من تشكيل حكومة، وهو ما سيقطع الطريق عليه، حتى في حال سقطت الحكومة الجديدة وجرت انتخابات أخرى.
وفي إسرائيل ما زال الكثيرون يفضلون التروي قبل الاستنتاج بأن عهد نتنياهو قد انتهى، إذ علمت التجارب السابقة أن الرجل لا يستسلم بسهولة.
aXA6IDMuMTQ5LjI1NC4yNSA= جزيرة ام اند امز