يائير لابيد.. صحفي على أعتاب رئاسة حكومة إسرائيل
خطى الصحفي الإسرائيلي يائير لابيد خطوة أولى باتجاه تحقيق حلم رئاسة الحكومة الإسرائيلية، لكنها خطوة ما زالت غير مضمونة.
طموح زعيم المعارضة ورئيس حزب "هناك مستقبل" الوسطي يائير لابيد قد يتحقق مع تكليفه من قبل الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، مساء الأربعاء، بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
ولكن طريق لابيد إلى مقعد رئيس الحكومة الإسرائيلية ما زال طويلا وصعبا وغير مضمون.
وكان كل من لابيد وزعيم حزب "يمينا" اليميني نفتالي طلبا من الرئيس الإسرائيلي تكليفهما بتشكيل الحكومة.
لكن ريفلين فضل "لابيد" الذي حصل على تأييد 56 عضوا بالكنيست متفوقا على "بينيت" الذي حصل على 7 مؤيدين هم أعضاء حزبه.
غير أن لابيد وبينيت قد يجدان طريقهما إلى حكومة تناوب.
وقال الرئيس الإسرائيلي ريفلين: "تحدثت للتو مع عضو الكنيست يائير لابيد، وأبلغته أنني أمنحه تفويضًا بتشكيل الحكومة".
وأشار ريفلين إلى أن لابيد قد يشكل حكومة يرأسها في البداية أو يترأسها نائب آخر، في إشارة إلى حكومة التناوب.
وما زال أمام لابيد فترة 28 يوما لإنجاز مهمة تشكيل الحكومة.
ولابيد، الصحفي السابق، هو زعيم حزب "هناك مستقبل" الوسطي المعارض، الذي يحظى بدعم قطاع واسع من الشباب العلمانيين الإسرائيليين.
ولطالما وجه زعيم المعارضة الإسرائيلية لابيد، 57 عاما، الانتقادات إلى الأحزاب الإسرائيلية المتدينة التي تعتبر حليفا لزعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو.
ولا يعني منح التفويض لزعيم "هناك مستقبل" لابيد أنه سيكون رئيس الوزراء المقبل، إذ يتعين عليه أولا الحصول على دعم 61 نائبا على الأقل من أعضاء الكنيست الـ 120.
وتكاد تكون هذه مهمة لا تقل صعوبة عن تلك التي واجهها نتنياهو في الأيام الماضية.
ويقترح لابيد على زعيم حزب "يمينا" اليميني نفتالي بينيت التناوب على رئاسة الحكومة ويأمل دعم النواب العرب بعد أن حصل على دعم أحزاب "أمل جديد" و"إسرائيل بيتنا" و"العمل" و"أزرق أبيض" و"ميرتس".
ويتفق النواب العرب مع لابيد في الموقف على وجوب إبعاد نتنياهو عن الحكم، لكنهم لا يتفقون إطلاقا مع سياسات بينيت الذي يدعو لضم الضفة الغربية ويرفض قيام دولة فلسطينية.
كما يختلف النواب العرب مع سياسات حزب "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر و"إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيجدور ليبرمان و"أزرق أبيض" برئاسة بيني جانتس.
ويقول مراقبون إسرائيليون إن "المعارضة يجمعها معارضة نتنياهو ويفرقها كل شيء تقريبا فهي مزيج من اليمين والوسط واليسار والعرب".
ولابيد هو صحفي سابق أسس حزبه "هناك مستقبل" في العام 2013 ليحقق مفاجأة الحصول على 19 مقعدا في أول انتخابات يخوضها في ذات العام.
وكان لابيد صاحب مقال رأي أسبوعي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأوسع انتشارا في إسرائيل، وظهر في العديد من البرامج الحوارية السياسية والثقافية في محطات التلفزيون الإسرائيلية.
وهو أيضا مؤلف، إذ له 11 كتابا في المكتبة الإسرائيلية.
ولابيد، الذي ترعرع ما بين بريطانيا وتل أبيب، هو نجل الصحفي والسياسي السابق يوسف لابيد، الذي برز بشكل واسع في الساحة السياسية.
وشغل لابيد حقيبة المالية في حكومة بنيامين نتنياهو لمدة عام واحد في الفترة ما بين 2013 و2014.
ويركز لابيد في أحاديثه على قضايا الشباب والشؤون الاجتماعية والاقتصاد ولا يهادن الأحزاب الدينية اليهودية.
وينشط لابيد على شبكات التواصل الاجتماعي وفي الندوات، كما يعتبر من أبرز المعارضين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.